كرموز.. دائرة لا تختلف مشكلاتها كثيراً عن دائرة «غربال»، فمن الناحية الجغرافية تلاصقت الدائرتان كأنهما دائرة واحدة، كما أنهما لم تختلفا فى فئة الأهالى القاطنين بهما والذين أطلق على معظمهم محدودو الدخل، إضافة إلى أن معظم سكان الدائرتين من العمال، وفى الوقت الذى تعانى فيه دائرة غربال من انتشار العشوائيات، انتشرت القمامة فى طرقات دائرة كرموز، وبينما يعانى صيادو بحيرة مريوط بكرموز من الإهمال فى كل شىء، بداية من إهمال البحيرة إلى إهمال الصيادين أنفسهم- حسب قولهم- عانى أهالى غربال عدم الاهتمام بالصحة ونقص كميات الخبز المنصرفة للمنطقة.
هموم الدائرتين لم تختلف كثيراً، وإن كانت تمثل أهمية كبيرة للأهالى، الذين أكدوا أن على المسؤولين، بالإضافة إلى نواب مجلس الشعب، التطرق لحل مشكلات الدائرتين، إلى جانب دورهم التشريعى، لأنهم فى الأساس قاموا باختيارهم لحل مشكلاتهم، التى قالوا إنها رغم بساطتها فإنها ظلت عقبة أمام النواب، آملين أن يتم حل هذه المشاكل خلال الدورة الحالية للنواب الذين سيقع عليهم الاختيار.
فى البداية كشفت جولة لـ«إسكندرية اليوم» فى دائرة كرموز عن نقص فى المدارس خاصة فى التعليم الثانوى. وقال أحمد السيد، محاسب، إن الدائرة يسكنها قطاع كبير من محدودى الدخل، الذين يمثلون البيئة المصرية «المتأصلة»، وتفتقد وجود مدرسة ثانوية صناعية لخدمة أهالى الدائرة، الذين يضطرون إلى الذهاب إلى مدارس الورديان، ورأس التين والشاطبى، مما يمثل صعوبة كبيرة عليهم فى الانتقال، خاصة للفتيات، الأمر الذى يضطر أولياء أمورهن إلى منعهن من الذهاب للمدارس.
وأوضح: أن على عضو مجلس الشعب، أن يسعى جاهداً لحل مشكلة نقص المدارس الثانوية فى الدائرة، والتى تسببت فى تسرب العديد من الفتيات، من التعليم، الأمر الذى يتطلب تدخلاً سريعاً لمنع تفاقم مشكلات الدائرة خاصة فى التعليم، على حد قوله.
المشكلة الأكبر فى الدائرة التى يعانى منها أكثر من 10 آلاف صياد تمثلت فى الإهمال الذى يسيطر على بحيرة مريوط وجعل منها بؤرة للتلوث الذى قضى على نسبة كبيرة من الثروة السمكية فى المحافظة، وتسبب فى «قطع عيش» نسبة كبيرة من أهالى الدائرة، وقال محمود البرديسى، صياد، إن «ورد النيل» و«البوص» سيطرا على البحيرة بشكل كبير وامتدت يد الإهمال إليها مما تسبب فى إعاقة حركة الصيد بها بعد ارتفاع نسبة الطمى بها، حتى إن مساحة البحيرة تقلصت ولم يعد صالحاً منها للصيد سوى 5 أفدنة بعد أن أعاق البوص وورد النيل حركة الصيد فى مساحة قال إنها تخطت 10 آلاف فدان من مساحة البحيرة، مما أثر على حياة الصيادين بالدائرة، الذين طرقوا أبواب الجميع ولم يتم حل مشكلاتهم.
وأضاف: إن مشكلة الصيد فى البحيرة تفاقمت خلال الفترة الأخيرة، عقب قيام العديد من الشركات بإلقاء مخلفات الصرف الصناعى «السامة» فى البحيرة، الأمر الذى كان له الأثر الكبير فى نفوق أطنان كثيرة من الأسماك، ودفع العديد من صيادى البحيرة لهجرتها والسفر للصيد فى بحيرتى البرلس وإدكو، رغم ما يتكبدونه من نفقات، بالإضافة إلى الصعوبات التى يلقونها من صيادى تلك المناطق، الذين يعتبرونهم غرباء.
وانتقد على السباعى، صياد، عدم الاهتمام بالصيادين واختفاء دور أعضاء المجالس المحلية ونواب مجلسى الشعب والشورى فى المطالبة بحقوقهم المتمثلة فى وضعهم تحت مظلة التأمين الصحى وصرف المعاشات لهم، خاصة أنهم صيادون ويحصلون على أرزاقهم «يوماً بيوم» الأمر الذى يعد كارثة بالنسبة لهم، حال تعرض أحدهم للمرض، حسب قوله، لأنه سيكون مطالباً فى تلك الحالة بالاستدانة من زملائه الذين يعجزون عن توفير الأموال التى يتطلبها علاج المرض فى كثير من الحالات، مشيراً إلى أن مطالب الصيادين ليست بالكثيرة، وأن النائب الذى يستحق تمثيلهم هو الشخص الأقدر على حل مشكلات الصيادين، الذين يصل عددهم إلى 15 ألف صياد.
مشكلات الدائرة لم تنته عند ذلك الحد، ففى منطقة الساعة بكرموز، انتقد الأهالى انتشار الباعة الجائلين، الذين حولوا المنطقة إلى ساحة للبيع والشراء فيما عرف بسوق الساعة كرموز، مما تسبب فى العديد من المشكلات بين الأهالى والباعة، بخلاف انتشار المشادات اليومية بين الطرفين.
وأكد أحمد على، مدرس، أن المشكلة فى السوق، أنه يضم عدداً من العاطلين تخطى عددهم 5 آلاف، ممن فشلوا فى الحصول على عمل ثابت فى أى مكان، فلجأوا إلى الاستدانة وشراء بضائعهم التى جلبوها بعد توقيع شيكات على أنفسهم مما جعل المشكلة تتفاقم بشكل كبير، لأنها أصبحت مشكلة مزدوجة، فمن ناحية عطل الباعة مرور السيارات من المنطقة، بالإضافة إلى انتشار المشكلات والمشاجرات بين الأهالى والباعة، بخلاف الألفاظ النابية والمعاكسات التى تحدث بشكل يومى.
وأضاف: إن مشكلة السوق لم تقف عند شكوى الأهالى، لكنها تتخطى ذلك حيث تتطلب العمل على توفير مكان بديل لهؤلاء الباعة عن طريق إنشاء سوق نموذجى وتحصيل مقابل إنشائه منهم.
وقال السيد فريد، مدرس، إن أهم المشكلات التى سيكون على عضو مجلس الشعب مواجهتها والتصدى لها فى الفترة المقبلة، الاهتمام بالصحة، مع ضرورة مد برنامج التأمين الصحى لجميع أهالى الدائرة، وأضاف أن عدداً كبيراً من مناطق الدائرة، بحاجة إلى رصف، خاصة منطقة غيط العنب، بالإضافة إلى المساهمة فى إدخال الغاز الطبيعى للمنطقة، والقضاء على مشكلة القمامة التى انتشرت فى الدائرة بصورة وصفها بأنها «الخطيرة» وتهدد الصحة العامة.
من جانبه قال أحمد ماهر حفنى، مرشح حزب الوفد، على مقعد الفئات، إن الدائرة بحاجة إلى إنشاء مدرسة ثانوية صناعية للقضاء على التسرب من التعليم الذى ارتفع بصورة كبيرة، نتيجة بعد المنطقة. وتابع برنامجنا ينادى بضرورة الاهتمام بمحدودى الدخل، وحددنا مكاناً لإنشاء مدرسة بالجهود الذاتية فى شارع النيل على المحمودية، وسيقوم حزب الوفد بالمساهمة بصورة كبيرة فى إنشائها، بالإضافة إلى تبنى الحزب حل مشكلات الصيادين فى بحيرة مريوط، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، بعد القيام بإجراء دراسة أشرف عليها أساتذة من كلية الزراعة، للقضاء على المشكلة من جذورها.
وقال إن مشكلات الدائرة كثيرة ويهدف برنامجه إلى حل مشكلة الباعة الجائلين، من خلال إنشاء عدد من المحلات، بجوار سور منطقة العمود وتحويلها لسوق تجارية ونقل الباعة من منطقة الساعة كرموز إليها، بعد إدخال جميع الخدمات والمرافق لها، بالإضافة إلى المساهمة فى حل مشكلة البطالة التى يعانى منها أكثر من 80% من الشباب بالمنطقة من خلال إيجاد صناعات بديلة ومراكز تدريب تأهيلية يمكن من خلالها استغلال طاقات الشباب بدلاً من إهدارها.
وانتقد عدم الاهتمام بالصحة، فى المنطقة، التى تتطلب نائباً قوياً للمطالبة بإنشاء مستشفى مركزى متكامل يضم كل التخصصات لخدمة جميع أهالى المنطقة، من خلال بطاقة صحية يتم توزيعها على جميع الأسر، ويتم العلاج بأسعار رمزية.
وركز السيد بسيونى، المرشح المستقل، أمين حزب الغد السابق بالإسكندرية، فى برنامجه، على الاهتمام بجودة العملية التعليمية مع الحفاظ على مجانيتها، من خلال الانطلاق من عقد مؤتمر قومى للتعليم يتم خلاله دعوة جميع المهتمين بإصلاح التعليم فى مصر، لتحقيق نقلة فى المجال التعليمى، بما يعود بالنفع على البلاد، والاهتمام بتوفير نظام تأمين اجتماعى وصحى شامل، يضم تحت مظلته جميع أهالى دائرة كرموز، بالإضافة إلى المطالبة بتفعيل صرف إعانة البطالة للعاطلين لحين تشغيلهم وحصولهم على أعمال ثابتة، وأن تتحمل الدولة كامل المسؤولية فى توفير فرص عمل للعاطلين، وتبنى مشروع قومى للحفاظ على الثروة الطبيعيه وأولها بحيرة مريوط، التى امتدت إليها يد الإهمال وتسببت فى تدهور أحوال آلاف الصيادين، الذين يحتاجون تأمين صحى ومعاش تأمينى يضمن لهم حياة كريمة.
وأكد «بسيونى» أن عدداً من شوارع الدائرة، تحتاج إلى رصف، بخلاف انتشار القمامة فى كل مكان، بصورة تهدد حياة الأهالى، الأمر الذى يتطلب تدخلاً عاجلاً لحل تلك المشكلة، من خلال مشاركة فعالة من الأهالى والنائب، والتى تبدأ بتوعية الأهالى باتباع الإجراءات السليمة فى التخلص من القمامة، وهو ما لا ينفى عن الحكومة المسؤولية فى تحمل تفاقم تلك المشكلة، إذ إنها، على حد قوله، مطالبة بالمساهمة فى حلها من خلال نقل تلك القمامة للتخلص منها، مضيفاً أن انخفاض المستوى المعيشى للأهالى تطلب أن تكون على رأس برنامجه الانتخابى دراسة إمكانية إدخال الغاز الطبيعى للمنطقة خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الأسطوانات وتحكم عدد من الأشخاص فى أسعارها، مما يجعل المشكلة تتفاقم فى بعض الأوقات من كل عام ليتخطى سعر الأسطوانة 20 جنيهاً فى بعض الأوقات، بالإضافة إلى الاهتمام بالوجه السياحى للدائرة وتحويل المنطقة الأثرية لمتحف مفتوح.
وقال فواز عبدالحليم، عضو مجلس الشعب الحالى، مرشح الحزب الوطنى لمقعد العمال بالدائرة، إن خدماته فى الدائرة لا يستطيع أحد إنكارها، مؤكداً أنها تطرقت إلى جميع المجالات فى الصحة والمرافق ومشكلات الصيادين، موضحاً أن مشكلات الدائرة لا تنتهى لأنها متجددة، تطرأ بصفة مستمرة. وأوضح أن رؤية الحزب الوطنى تتمثل فى طرح برنامجين أحدهما البرنامج العام للحزب، الذى سيتم تطبيقه خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بالإضافة إلى برنامجه الشخصى فى الدائرة، الذى سيتطرق لطرح مشروع قانون لحل مشكلة صيادى بحيرة مريوط، وإدخالهم تحت مظلة التأمين الصحى، بالإضافة إلى المطالبة برصف الطرق غير الممهدة وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية، والاهتمام بفئة الشباب، من خلال زيادة عدد مراكز الشباب والمساهمة فى خلق فرص عمل جديدة لهم.