أكدت منظمة الصحة العالمية أن العمليات العسكرية التي تشهدها اليمن والقصف على الأحياء السكنية والبنية التحتية والمستشفيات أدت إلى مغادرة 1200 من الكوادر الطبية التابعة لعدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن.
وأوضحت المنظمة فرع اليمن، في حسابها على موقع «تويتر»، أن الصراع الدائر منذ حوالي 15 شهرا أدى إلى إغلاق 50 بالمائة من المرافق الصحية في اليمن كما أن الباقي لا يعمل بصورة كاملة.
وأشار مكتب اليمن التابع للمنظمة أن القطاع الصحي تراجع في تقديم خدماته الطبية للمدنيين والجرحى بسبب القصف الممنهج الذي تشنه مليشيات الحوثيين وصالح على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة في عدد من المدن والمحافظات، والتي تسببت في سقوط قتلى وجرحى من الطواقم الطبية، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المستشفيات وعجز الخدمات الطبية اللازمة التي يقدمها البقية.
وأضاف أن المليشيات تفرض حصارا خانقا على مدينة تعز وتمنع وصول المساعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى بعض المستشفيات التي مازالت تقدم خدماتها للمدنيين في ظل انتشار الأوبئة الفيروسية وارتفاع عدد حالات الجرحى جراء القصف العشوائي على عدد من الأحياء السكنية والأسواق الشعبية وسط المدينة.
من ناحية أخرى، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» أن المدنيين في اليمن تأثروا بشكل حاد بالعنف الدائر في البلاد بعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار.
وأوضحت المنظمة، في تقرير، أن 1624 مريضا يعانون من إصابات ناتجة عن القتال المكثف في تعز نصفهم من المدنيين.
وأشار التقرير، الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، أن مدينة تعز شهدت أكثر القتال شراسة منذ بداية تصاعد حدة النزاع منذ 15 شهرا في ظل القصف المدفعي والقنابل المتفجرة والألغام ونيران القناصة التي تحدث جميعها بصورة يومية في مناطق كثيفة بالسكان من المدينة.
وقال منسق المشروع في منظمة «أطباء بلا حدود» في تعز، صلاح دونجودو، إن المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة في المدينة استقبلت في 3 يونيو الحالي 122 جريحا، أصيب معظمهم بالصواريخ التي ضربت سوقا مكتظا في تعز. وقد وصل أيضا 12 شخصا آخرين كانوا إما ميتين لدى وصولهم أو مصابين بجروح خطيرة تسببت بوفاتهم بعد وصولهم إلى غرفة الطوارئ، وشكل المدنيون الغالبية الساحقة منهم.
وأضاف أن المدينة تضج بالمدنيين المتأثرين بالعنف «فالناس قد فقدوا أفرادا من أسرهم ومنازلهم وسبل عيشهم ويعيشون وسط خوف دائم فهم لا يملكون أي خيار سوى المضي قدماً في حياتهم»، مشيرا إلى أن «الوضع الإنساني في المدنية مستمر في التدهور وحصول الناس على الرعاية الطبية محدود بشدة والتيار الكهربائي منقطع في البلاد والشوارع مليئة بالقمامة والمواد الغذائية وغيرها من السلع متوفرة فقط بأسعار خيالية».
ودعت المنظمة جميع الأطراف المتنازعة في اليمن إلى اتباع المزيد من الإجراءات من أجل حماية المدنيين. كما دعت جميع الجهات الفاعلة سواء كانت تشارك في مشاورات السلام في الكويت أم لا أن تحد من مستوى النزاع الحاد وأن تسهل في جميع الأوقات دخول العمل الإنساني من دون عوائق إلى تعز.
يذكر أن ميليشيات الحوثيين وصالح قصفت في 3 يونيو الجاري بالصواريخ والمدفعية، سوق الباب الكبير وسط مدينة تعز، وراح ضحيته العشرات من المدنيين بين قتلى وجرحى معظمهم من النساء والأطفال.