واصلت نيابة الشؤون المالية والتجارية التحقيق مع مهند أسامة أحمد موسى، مسؤول صفحة «شاومنج بيغشش ثانوية عامة» الأربعاء، وأمر المستشار وليد البحيرى المحامى العام لنيابات غرب الإسكندرية الكلية، باستعجال تحريات إدارة البحث الجنائى والرقابة الإدارية حول الواقعة لبيان وجود تواطؤ من موظفى التعليم مع المتهم من عدمه، بعد أن كشفت التحقيقات أن الطالب اتفق مع أحد المراقبين على تسريب امتحان اللغة العربية قبل بدء اللجنة، لكنه لم ينجح فى ذلك.
أخبار متعلقة
وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من تحقيقات النيابة فى الواقعة التى فجر فيها المتهم العديد من المفاجآت، منها أنه سلم نفسه للجهات الأمنية عقب الضجة التى أحدثتها عمليات تسريب الامتحانات، وأن هناك أشخاصًا عرضوا عليه أموالًا نظير تسريب الامتحانات ولكنه لم يقبل.
وكشف المتهم خلال التحقيقات عن كيفية دخوله الامتحانات بالهاتف المحمول، وكانت المفاجأة أنه اتفق مع أحد المدرسين على تسريب ورقة امتحان اللغة العربية قبل بدء الامتحان بحوالى 15 دقيقة إلا أن الاتفاق لم يتم.
وشمل ملف القضية إذن النيابة بضبط المتهم الطالب بالصف الثالث الثانوى مقيم بدائرة قسم شرطة ثان المنتزه شرق الإسكندرية، وممهور بختم وتوقيع المستشار مدير نيابة الشؤون المالية والتجارية، وصدر الإذن فى الواحدة صباحا بتاريخ الخميس 9 يونيو الجارى.
وجاء فى مذكرة التحريات التى أعدها المقدم عمرو الشرقاوى بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات أنه تلاحظ وجود صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحمل اسم «شاومنج بيغشش ثانوية عامة»، قامت بنشر وتسريب امتحان اللغة الإنجليزية لطلبة المرحلة الثانوية، ونظرا لما تمثله الصفحة من خطورة وتهديد للأمن العام، وأنه بتتبع الصفحة، تم تحديد رقم الحساب «الأكّاونت» وتبين أنه متصل برقم هاتف محمول تابع لإحدى شركات الاتصالات، وتم التأكد من أن الهاتف خاص بالطالب المتهم، وتبين حدوث اتصال بين حسابه وبعض الأشخاص ورسائل متبادلة تتضمن كيفية رفع الامتحانات على الصفحة المشار إليها وترويجها.
وتابعت المذكرة أن الطالب المتهم قائم على إدارة صفحتين على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» هما: «أكاديمية تعليم الهاكر وأمن المعلومات فى مصر» و«الدعم المدنى للجيش المصرى الإلكترونى ».
وشملت مذكرة «الشرطة» بيانا بالأحراز التى تم ضبطها بشقة المتهم، وهى عبارة عن جهاز حاسب آلى، وهاتف محمولة ماركة «لونوفو»، به خط تليفون هو نفسه الخط المرتبط بـ «الأكاونت» الخاص بالصفحة.
واشتمل ملف القضية على 16 صفحة تحمل أقوال الطالب، الذى قرر فى أقواله، أمام المستشار محمد البنا مدير نيابة الشؤون المالية والتجارية، أنه الأدمن الوحيد لصفحة «شاومنج بيغشش ثانوية عامة» وشرح بالتفصيل فكرة إنشاء الصفحة قائلًا: «أنا تقابلت منذ 3 سنوات مع شخص اسمه علاء من محافظة الفيوم على جروب على صفحة الفيسبوك يهدف لتعليم رواد الموقع كيفية حماية نفسك من هجمات الهاكرز.. واتفقنا على اختيار اسم «شاومنج» ومعناها (إزيك.. عامل إيه) باللغة الصينية».
وأضاف: «الصفحة بتاعتنا ملهاش علاقة بصفحة «شاومنج» اللى بتنشر أيضا تسريبات الثانوية ونشرت امتحان اللغة العربية.. والفرق بينهما حرف «الياء» صفحتنا بدون حرف الياء».
واعترف المتهم بأنه تمكن من تصوير ورقة أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية بواسطة هاتفه المحمول ورفعها على صفحته بعد بدء الامتحان بحوالى 15 دقيقة، وهى الفترة التى يحدث فيها بعض التراخى من المراقبين داخل اللجان.
وعن كيفية دخوله لجنة الامتحان المنعقدة بمدرسة العماروة التابعة لإدارة المنتزه التعليمية بالهاتف المحمول رغم منع ذلك، قال: «أنا من أول يوم سستمت رئيس اللجنة وعرفته بنفسى إنى أنا أدمن صفحة الدعم المدنى للجيش المصرى الإلكترونى وبقدم خدمات للبلد، وعندى علاقات واسعة، وممكن أقدم له خدمات، وبكده كانوا بيسيبونى أدخل اللجنة بالموبيل وماكنش حد بيقدر يفتشنى ولا يكلمنى عند دخول اللجنة».
وكشف التحقيقات أن الطالب حاول تسريب امتحان اللغة العربية بعد الاتفاق مع أحد المراقبين على تسريب الامتحان، وقال: «اتفقت مع أحد المراقبين اسمه (أحمد. ا) على منحى ورقة أسئلة اللغة العربية قبل بدء الامتحان بحوالى ربع ساعة علشان أرفعها على الصفحة إلا إنه رجع فى كلامه وطنشنى وماعطانيش حاجة».
وفجر الطالب مفاجأة من العيار الثقيل أمام النيابة، وأكد نه لا يعلم شيئا عن تسريب الامتحانات، وأن ما كان يكتبه على صفحته بالتأكيد على نشر الامتحان فى اليوم التالى كان بهدف إصابة القائمين على الامتحانات بالإرباك وجذب أكبر عدد من المتابعين، وعلى أمل أن يتمكن من تصوير ورقة الأسئلة ورفعها على صفحته بواسطة هاتفه المحمول.
وأشار إلى أنه كان ينشر نماذج امتحانات بأجوبتها بعد أن يحصل عليها من مراكز المراجعات والدروس الخصوصية، وليس لها علاقة بأجوبة الامتحان الأصلى.
وبسؤاله عن هدفه من تسريب الامتحانات، أجاب: «أنا عايز أوصل رسالة لرئيس الجمهورية بإن نظام التعليم فى مصر فاشل ويعتمد على الحفظ والتلقين وكمان منظومة الامتحانات يسهل اختراقها».
وأضاف المتهم: «أنا فوجئت بالموضوع كبر، والجرايد بدأت تكتب وتتابع الموضوع وتتكلم.. ذهبت وسلمت نفسى، وقلت لهم أنا أدمن صفحة (شاومنج بيغشش ثانوية عامة) لكن سابونى وقبضوا عليا من البيت الفجر».
وبسؤاله: هل تتقاضى أى مبالغ مالية نظير تسريب الامتحانات؟ قال:«فيه ناس عرضت على فلوس، لكن أنا رفضت.. كل هدفى كان إن المسؤولين يعرفوا إن فيه خلل يجب إصلاحه».
وعقب انتهاء التحقيقات، وجه له المحقق تهمة نشر وإذاعة أسئلة امتحانات المرحلة الثانوية أثناء انعقاد لجنة الامتحانات، ثم وجهت له النيابة العامة تهمة إساءة استعمال وسائل الاتصالات، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم أمر قاضى المعارضات بتجديد حبسه 15 يومًا تمهيدا لإحالته للمحاكمة أمام محكمة الجنح الاقتصادية.
