المواطن المصرى عايز حاجة إمكانياتها عالية بسعر قليل.. جملة كثيراً ما كنا نسمعها فى السنوات الماضية، ولكنها كانت مقتصرة على منتجات معينة وبالتحديد مع ظهور التكنولوجيا، فكانت شركات المنتجات الإلكترونية تصنع منتجات خاصة للمصريين، بإمكانيات عالية ولكن أسعارها منخفضة، حتى تتناسب مع دخله، لكن هذه الجملة فى الفترة الأخيرة أصبحت أكبر وأعم وأشمل، حيث تتضمن كافة المستلزمات الشخصية والمنزلية تقريباً.
«المصرى اليوم» رصدت عددا من المحال التى تتاجر فى الأحذية المستعملة المستوردة استعمال خارجى بمنطقة إمبابة، والتى دائماً ما تكون ماركات أصلية لشركات عالمية، ولكنها مستعملة، وأسعارها مخفضة.
داخل المحل الذى لا تتعدى مساحته 10 أمتار طول بعرض، يعمل بالأحذية المستعملة المستوردة، وهى عبارة عن أحذية لمواطنين أوروبيين استعملوها لفترة من الزمن، وقاموا بالاستغناء عنها، فيقوم المستوردون فى مصر باستيرادها وتنظيفها وإعادة بيعها مرة أخرى فى المحال.
يعرض هذا المحل فى الفاترينا الخارجية الخاصة به أفضل الأحذية المستعملة التى يعمل بها، حتى تلفت أنظار المارة، قد ينخدع البعض فيها أنها جديدة، ولكن فى الحقيقة هى مستعملة، ولا توجد على اللافتة الخارجية للمحل ما يقول إن الأحذية التى به مستعملة، وعند الدخول للمحل تجد فى إنتظارك شاب لا يتعدى سنه الـ22 عاماً فى إنتظارك ليس صاحب المحل، ولكنه يعمل به، ويبدأ بالترحيب بك.
ومع أولى النظرات للإحذية المعروضة داخل المحل تكتشف أنك فى محل يعمل فى الأحذية المستوردة المستعملة استعمال خارجى، كما يطلق عليها، وأن معظم زبائن المحل من فئة الشباب، ومع تلك النظرة الأولى تقع عينك على أحذية جميعها ماركات عالمية، إذا قررت شراءها من توكيلها الأصلى سيصل سعرها إلى آلاف الجنيهات، بينما تتراوح أسعار هذه الأحذية المستعملة مابين 350 جنيهاً للقطعة، إلى 700 جنيه، وذلك يتوقف على حالة الحذاء، والماركة الخاصة به، وجودة خامته وشكله الخارجى.
ويقول الشاب العامل فى المحل إن جميع الأحذية الموجودة ماركات أصلية لشركات ومصانع عالمية، لكنها مستعملة، يتم استيرادها من دول أوروبا، بعدما يستغنى المواطن الأجنبى عن حذائه، فنقوم نحن باستيراده وتنظيفه وإعادة بيعه، ولكن بأسعار قليلة جداً مقارنة بسعره الأصلى.
ويضيف: الأحذية دى بتبقى موديل السنة بتاعتها، لأن صاحبها بيلبسها مرة أو 2 ويرميها، وإحنا بناخدها بنيعها على طول، علشان كده بتبقى موديل السنة، ولو فيه حاجة مش موديل السنة بيختلف سعرها، لأن السعر بيتوقف على موديل الحاجة، وحالتها وجودة خامتها والماركة بتاعتها.
ويتابع: جميع أحذية البالة أو المستعملة تكون قطعة واحدة فقط، ولا يوجد منها أكثر من ذلك، لأننا نستوردها مستعملة، وليس من مصنع يقوم بتصنيعها، وعن الفرق بين الأحذية المستعملة والجديدة، يقول: مافيش فرق كبير، الجزمة بتبقى ملبوسة مرة أو 2 بس، لكن الفرق بيبقى فى نعل الجزمة، المستعمل تلاقيه متاكل شوية، لكن الجديد جديد.
ويشير الشاب العشرينى أن أسعار الأحذية المستعملة تتراوح مابين 350 جنيهاً للقطعة، و700 جنيه، وذلك يتوقف على حالة الحذاء، وجودة خامته، والماركة الخاصة به.
وعن عدم وجود أكثر من قطعة لنفس نوع الحذاء يقول: المستعمل بييجى كله قطعة واحدة لكل نوع، لأننا ما بنتعاملش مع مصنع، هو بيجى فى كراتين وإحنا بنشتريه، مضيفاً: الزبون ما بيطلبش حاجة بعينها، الموجود قطعة واحدة، هو بيختار من اللى معروض بس، لكنه ما فيش حاجة اسمها يطلب حاجة معينة.
وعن طريقة إدخالها هذه الأحذية إلى مصر يقول، يتم تجميع كل هذه الأحذية من كل دول أوروبا، ثم تنقل إلى الأردن، وتدخل مصر عن طريق الأردن من ميناء بورسعيد فى حاويات، حيث يكون التجار فى انتظارها.
وفى محل آخر على الجهة الأخرى من الطريق، فى مواجهة المحل الأول، يبيع أيضاً أحذية مستعملة، ولا تختلف مساحته كثيراً عن مساحة سابقه، ولكن فى هذا المحل كان يوجد صاحب المحل بلحية ويبلغ من العمر قرابة الـ35 عاما، ومعه شاب لا يتعدى الـ20 عاما يعمل معه، وفور دخولك تبدأ كالعادة كلمات الترحيب.
وبالحديث عن طبيعة المحل والمنتجات المستعملة التى يعمل بها، يقول صاحب المحل إن الأحذية التى يعمل بها جميعها قطعة واحدة فقط، ولا يوجد أخرى ثانية لها، إلا إذا كان القدر حليف الزبون الذى يطلبها، قائلاً: «كل محلات البالة قطعة واحدة فقط، وعلشان تشترى من محل لو عجبتك حاجة ما تفكرش تسأل عن قطعة تانية، ولو عايز روح التوكيل اشترى».
وأضاف أن جميع الأحذية الموجودة فى المحل استعمال خارجى بحالة جيدة، يتم استيرادها من الخارج، وخط سيرها تأتى من أمريكا، وتتجمع فى دبى والأردن ترانزيت، ثم بعد ذلك تدخل له برياً من دبى والأردن، مؤكداً أن أسعار الأحذية المستعملة لديه تتراوح ما بين 300 جنيه و400 جنيه للقطعة، وهذا يتوقف على حالة الحذاء.
ويحكى صاحب المحل الثلاثينى موقفا له مع أحد الزبائن الذى طلب منه حذاء معينا، يقول: «هو ما فيش طلبات فى الجزم، لكن مرة زبون طلب منى حاجة معينة، وقالى هاخدها بأى ثمن، وأنا كلمت المكتب بره، ونزلوا دوروا عليها مخصوص، وجبناها ليه بـ1200 جنيه، بعد ما كانت هنا بـ400 جنيه، بس ده علشان إحنا دورنا عليها مخصوص، واللى بيدور بياخد فلوس بالدولار».
وعن الفرق بين الأسعار فى المحل وفى التوكيلات، يقول إن القطعة فى المحل سعرها 400 جنيه وحالتها جيدة جداً أشبه بالجديدة، لكن إذا قرر الزبون شراءها من التوكيل سيجدها بـ1800 جنيه، وهى واقعة حدثت مع أحد الزبائن بالفعل، مشيراً إلى أن هناك زبائن تأتى له من المولات الكبرى لشراء هذه الأحذية، لأنها توفر لهم ما لا يقل عن 800 جنيه فارق سعر بينه وبين التوكيل.