بدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الاثنين، فى بناء جدار حدودى بطول 150 كم على الحدود المصرية - الإسرائيلية، بمحاذاة شبه جزيرة سيناء. وينقسم الجدار، بحسب بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى جدار أسمنتى، تتخلله نقاط مراقبة ثابتة، وسياج إلكترونى يتكون من نقاط عسكرية مزودة بكاميرات مراقبة، وأجهزة استشعار إلكترونية، ومجسات، ووسائل رصد متطورة لمنع عمليات تسلل اللاجئين الأفارقة، ومحاربة عمليات التهريب التى تتم عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية، بحسب مزاعم وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن عشرات المهندسين، والبلدوزرات والمعدات الثقيلة التابعة لسلاح الهندسة بالجيش الإسرائيلى، بدأت بالفعل فى بناء الجدار فى عدة نقاط متفرقة على الحدود المصرية - الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تنتهى إسرائيل فى المرحلة الأولى من بناء حوالى 50 كم، تبدأ من نقطة حدودية مواجهة لقاعدة «تساليم» العسكرية شمالى صحراء النقب. وتشير القناة السابعة الإسرائيلية إلى قاعدة «تساليم» كأكبر قواعد التدريب التابعة لسلاح المشاة بالجيش الإسرائيلى. وتضم أكبر نموذج هندسى لمدينة عربية، يتدرب فيها الجنود الإسرائيليون على حرب المدن، وكيفية احتلال عاصمة عربية، والسيطرة على المدنيين فيها، وتشتمل المبانى داخلها على منازل ومساجد، وكنائس، ومبان حكومية.
وزعمت صحيفة «هاآرتس» أن هناك توافقاً مجتمعياً فى إسرائيل على أهمية بناء الجدار على الحدود المصرية، لمكافحة عمليات تسلل اللاجئين الأفارقة إلى إسرائيل. وزعمت الصحيفة أن إسرائيل تكاد تتحول إلى ملجأ للاجئين الأفارقة، بعد أن بلغ عدد المتسللين حوالى 10 آلاف شخص سنوياً، وبلغ عدد الأفارقة المقيمين فى إسرائيل بشكل غير شرعى نحو 30 ألف شخص، وتعجز السلطات عن ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قوله إن: «بناء الجدار هو من أجل حماية إسرائيل».
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بناء الجدار بالمهمة الوطنية. وقال لـ«يديعوت أحرونوت»: «وزارة الدفاع تتولى بناء الجدار، وتدرك أن بناءه مهمة وطنية ملقاة على عاتقها. لذلك تسخر كل إمكانياتها الهائلة لتنفيذ المهمة على أكمل وجه». وقال بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، الاثنين، إن طول الجدار قد يصل إلى 150 كم، وقد تم تخطيط مساره داخل وزارة الدفاع، ويأتى البدء فى تنفيذه بعد حوالى 8 شهور من موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامته فى مارس الماضى. وأشار بيان الوزارة إلى أن ميزانية المشروع تصل إلى ما يقارب ملياراً و35 مليون شيكل.
وفيما تتوقع مصادر مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن تستمر عملية بناء الجدار لمدة عامين، قال مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية «أودى شينى»: «إن الوزارة تعمل على تقليص المدة الزمنية لإنهاء بناء الجدار». فيما طالب وزير الداخلية إيلى يشاى بسرعة الانتهاء من بناء الجدار، معتبرا تدفق اللاجئين الأفارقة خطرا استراتيجيا يهدد أمن إسرائيل.
