مع حلول شهر الصوم نلاحظ الارتفاع المطرد للأسعار، ومنها اللحوم، فلا يصح للمسؤولين السكوت ولا النوم عن وقف وتثبيت وكلبشة ارتفاع الأسعار وحبسها حبسا منفردا ووجوبيا!!.. لأننا ببساطة سنستبدل اللحمة بأشياء بديلة كالبصارة والفول النابت حيث ارتفع سعر كيلو اللحمة إلى ما يقارب ربع مرتب الموظف خريج الجامعة!!
ولا يزال السادة الوزراء يواصلون أحلامهم السعيدة!.. ويؤكدون أن الأسعار سوف تنخفض بانقضاء السدة الشتوية أو الصيفية أو العدة الطلاقية بيد أن اللافت للنظر أن الأسعار لن تنخفض أبداً.. لسبب بسيط أن اللحمة غير مؤدبة.. ولن تسمع كلام الوزراء!! إذن نحن نحتاج إلى لحمة مؤدبة والمفترض من المسؤولين وأيضا التليفزيون أن يلعبا دورا فى مسألة اللحمة.. فيتم تكليف عدد من الخبراء بإيجاد الحلول والبدائل.. يقدمونها للجمهور على الشاشة الصغيرة.. لتغيير عادات المصريين الغذائية.. فيقدم برنامج طبق اليوم مثلاً أطباقاً جديدة نابعة من أرض الواقع.. مثل شوربة الطعمية.. وفتة البصارة.. وإسكالوب الفول النابت وكلنا نعرف أن (واحد زائد واحد تساوى اثنين).. ونعرف أن عندنا الأرض الزراعية الفسيحة.. بدليل أننا نؤجرها فى توشكى ببلاش كده.. فلماذا إذن نستأجر مزارع لتسمين الماشية فى إثيوبيا وغيرها؟ ولماذا لا نقيمها فى مصر..؟ هل الحكاية فيها سبوبة.. أو دعاية من الدعايات الرخيصة أيام الانتخابات إياها حيث كان شعارها «اللحمة خير من يمثلكم»، وقديما سمعنا. وعرفنا مشروع البتلو الذى هبط بأسعار اللحم من عشرين جنيهاً إلى ستة جنيهات فقط.. المشروع بسيط وعملى، وتسلم وزارة الزراعة للفلاح عجولاً صغيرة.. وتسلمه وزارة التموين العلف وغذاء الحيوان.. ويقوم الفلاح بتسمين العجول.. ثم يعيد تسليمها لوزارة الزراعة، وقد صارت أبقاراً كبيرة.. ويستفيد الفلاح، وتستفيد وزارتا التموين والزراعة.. ويستفيد المستهلك الذى يشترى اللحوم بأسعار معقولة.. وقد توقف المشروع لسبب غريب مريب، وهو الخلاف والعناد بين وزير الزراعة والتموين وقتها!!.. فلماذا لا نعيد بعث المشروع من جديد؟! وهل لدى الحكومة موانع أو خلافات بين السادة الوزراء- لا سمح الله؟ ونظرا لما تقدم أتمنى أن تبادر الدولة بتنظيم الانتخابات المتنوعة والمتعددة كل سنة.. ليعم الرخاء ونأكل اللحمة من وسع.. اللهم أكثر من انتخاباتنا ونوعها.. وطرى لحومنا وأكثرها.. وكل عام وحضراتكم بخير.
د. أمين أحمد مناع- استشارى بوزارة الصحة