x

ألف باء تجارة الخردة: الست المحترمة تفوت فى «الحديد»

الأحد 21-11-2010 23:47 | كتب: مي سعيد |
تصوير : other

ثقتها فى نفسها وفى قدراتها كانت أول خطوة فى طريق نجاحها فى مهنتها الصعبة التى يندر أن تعمل فيها امرأة. فى صباح كل يوم تفتح حنان محل الخردة الذى ورثته عن والدها، ويقع فى شارع «الحدادين» فى بنها، ترش المياه أمامه ثم تجلس فى انتظار زبون.. وبين حين وآخر تردد: «يا مسهل يا رب».


حنان، التى لم يتجاوز عمرها 44 عاما، استطاعت أن تنجح فى هذه المهنة التى ورثتها عن والدها، فبعد وفاته كان من الصعب على أسرتها أن ينغلق باب الرزق أمامها، فاختارت أن يظل المحل الذى لا تتعدى مساحته بضعة أمتار مفتوحا، لتنفق منه على أولادها الأربعة ووالدتها. يقع محل حنان وسط ورش الحدادة والميكانيكا وماكينات الرى والسمكرة، وأصحاب هذه الورش بالطبع رجال، ومع ذلك لا تجد حنان مشكلة فى التعامل مع جيرانها من الصنيعية سواء حدادين أو نجارين أو عمال بناء، فقد استطاعت أن تنال احترام الجميع وجعلتهم يلقبونها بـ«ملكة الخردة والاحترام».


رغبة حنان فى استكمال مسيرة والدها كبائع خردة، وتحمّلها مسؤولية أسرتها جعلاها تتعلم كل شىء وتعرف قيمة كل قطعة حديد تبيعها أو تشتريها: «والدى عمل بائع حديد وخردة لمدة 80 عاما، ولم يكن لدىّ أخوات، وعندما توفى شعرت بأن المسؤولية كلها بقت على، وأنى بقيت مسؤولة عن الحفاظ على المحل والمهنة وعن أولادى وأمى».


«بالطبع كانت صعبة».. هكذا وصفت حنان البداية، لأنها امرأة وتعمل وسط مجموعة كبيرة من الرجال: «قلت أنزل أشتغل وسط معلمين كبار، رغم أن هذه المهنة صعبة على الستات من وجهة نظر الكثير من الناس، ولذا كنت مدركة من البداية أننى لن أستطيع مواجهة السوق ونظرات العاملين فيها إلا بعد أن أعلم نفسى كل شىء، فبدأت أتعلم كيف أكتب اسمى وكيف أقرأ، وبدأت أتابع كل التفاصيل والمعلومات عن بيع الخردة، وساعدنى فى ذلك أصدقاء والدى، حتى شربت المهنة وتعلمت كيفية التعامل مع الزبون (ما هو كل زبون وله طريقة.. زبون يهاودك ويريحك فى الشرا وزبون يتعب قلبك)». أكثر ما كان يواجه حنان من صعاب هو اعتقاد الناس أنها ضعيفة وليست ملمة بقواعد المهنة: «حبى للمهنة جعلنى أثبت لكل من تعامل معى أنى أحسن من أجدع راجل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية