أكدت الفنانة غادة عبدالرازق أن مسلسل الخانكة يطرح قضايا اجتماعية عديدة، وأن التحرش من القضايا التى يعالجها فى أحداثه، وقالت إنها لا تشعر بالمغامرة فى التعامل مع مخرجين مختلفين، لأن الفنان يجب أن ينوع فى اختياراته للأعمال ولكاست العمل معه.
وأضافت أنها تهوى العرض الحصرى لأعمالها، لأنه دليل على ارتباط الجمهور بأعمالها، فيذهب إليها على الشاشة التى تعرضه، وذكرت أنها تدخلت فى اختيارات الفنانين المشاركين معها، لأن وجود فنانين مميزين فى العمل يرفع من قيمة الأداء التمثيلى، وهو ما تحرص عليه فى أعمالها المختلفة.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا قررتِ تقديم شخصية أميرة الطحاوى فى مسلسل الخانكة هذا العام؟
- سر حماسى لأميرة الطحاوى هو أنها شخصية قوية، فهى تعمل مدرسة ولديها لياقة بدنية عالية والنشأة من طنطا وهى بنت وحيدة، وكباقى المجتمع عندما تكون وحيدة فى أسرة يسلط عليها الضوء بشكل زائد فتجد كل ما تفعله مرفوضا، فممنوع أن ترتدى ملابس بعينها وممنوع عليها الخروج، كعاداتنا الشرقية، فكبرت وأصبحت شابة وفى داخلها عقدة المنع، واكتشفت بعد زواجها أن زوجها لا يعتمد عليه، فأصبحت تقوم بشخصية الست والرجل حتى انفصلت عنه، وبعد ذلك بدأ المجتمع ينظر لها بشكل غير سوى بسبب طلاقها، وأيضا بسبب ركوبها الموتوسيكل، دون أن يضع المجتمع فى ذهنه أنها لجأت لذلك هربا من الزحام وحتى لا يتحرش بها أحد فى المواصلات، لذلك ينظر إليها الناس على أنها غير طبيعية.
ولكن طبيعة شخصية أميرة هى أنها متحررة وتحب العمل وتنتقل من مكان لآخر وأيضًا تحب اللبس فتلاحقها نظرات عدم الاحترام، وهذا هو واقع أشاهده كل يوم فى ستات وبنات كثيرة جدًا، فكان سر حماسى هو أن الرجل من حقة أن يفعل كل شىء والست لو فعلت أى شىء يقال عنها غير محترمة، أو عديمة الأخلاق.
■ هل العمل مأخوذ عن قصة حقيقية؟
- فعلا القصة حقيقية، هذا من أهم أسباب حماسى أيضا على تقديمها، لأن العمل يعالج مشاكل كبيرة وكثيرة جدًا موجودة فى مجتمعنا أهمها الخيانة وطريقة كلام الأولاد والطلاب فى المدارس، فكان يجب علينا أن نكشف إلى أين وصل أولادنا فى طريقة تفكيرهم ولبسهم، فقديمًا كنا ننظر إلى المدرس والمدرسة على أنهم قدوة، إنما الآن ينظر لملامح وجه المدرس أو المدرسة، فالحكاية اختلفت تماما فى المدارس وهو ما حاولنا الاقتراب منه فى العمل.
■ لمس واقع الناس هل هو محاولة للعب فى المضمون؟
- كلما اقتربت من الناس وتقدم مشاكلهم وقصصهم الحقيقة، فذلك مؤشر نجاح كبير، لأن تصل لهم بسهولة، فيكون النجاح طبيعيا.
■ اختياراتك أدوارك فى السنوات الأخيرة كانت معظمها تعانى من عقد نفسية.. ما السبب؟
- دور أميرة الطحاوى فى مسلسل الخانكة غير معقد، لكنى لعبت خلال السنوات الماضية بالفعل عدة أدوار تعانى من هذه العقد منها فى «سبق الأصرار» ومسلسل «الكابوس» كانت شخصية الأم التى ليس لديها سوى ولد وحيد، وكانت مهووسة به لدرجة، عندما قتل دمر حياتها، وأيضًا فى مسلسل «حكاية حياة» المريضة النفسية التى أقنعت الناس كلها، بأنها غير مريضة، وفى النهاية ظهرت عكس ذلك، لكن هذه الأنماط والأدوار أحس بأنها حقيقية وموجودة وسطنا لذلك أحب كل فترة أخذ نموذج منها وأقدمه للمشاهدين، أما أميرة الطحاوى، فهى شكل مختلف، ولكنه متواجد على كل المستويات من البنات التى يبدأ سنها من 20 سنة إلى السيدات اللاتى تجاوزن الـ50 سنة.
■ شخصية أميرة الطحاوى ستنقسم لنصفين المدرسة والمريضة النفسية.. كيف كان استعدادك لها؟
- أنا رأيت مدرسين بشكل كبير جدًا، وذهبت لنوادى الجيم ورأيت تركيبة المدرسات وتعرفت على شكله وطريقة حياتهن، لذلك أنا خسيت بشكل كبير، وأنقصت وزنى حتى لا يظهر جسمى بشكل زائد لكن كان الأهم هو رفع مستوى اللياقة البدنية، أما على المستوى النفسى قرأت السيناريو وقصة العمل بشكل جيد، وجلست مع المخرج وأحسست أميرة بقلبى وهذه الشخصية وما تتعرض له لا تحتاج الى استعداد أكثر مما تحتاج أن تقبلها كممثل وتحب للشخصية، فعندما تصل لحب الشخصية التى تؤديها تلبسك وستظهر على أنها أنت فى الحقيقة.
■ كيف لمست ردود الفعل فى بداية الحلقات خاصة بعد واقعة التحرش فى الحلقة الخامسة؟
- أكثر ما أسعدنى، وأثار اهتمامى هو أننى فى البداية كنت خائفة من مشاهد الأكشن، خاصة أننى يجب أن أقنع الناس بتقديمى لها وأن تحقق مردودا بعد مشهد الحلقة الخامسة، فأنا تخطيت به نصف تخوفى، وأحمد الله على ردود الفعل القوية التى لمستها وسعيدة جدًا بها.
■ هل من الصعب أن يتحمل عمل درامى حلولا لمشكلة كبيرة مثل «التحرش»؟
- المسلسل لا يتناول مشكلة التحرش فقط بل يناقش قضايا كثيرة جدًا ويقدم علاجا لها أو بمعنى أصح المسلسل يعالج مشكلة أكبر وهى أن الإنسان عندما يخطئ لا أحد ينتظر براءته، فالناس تريد أن تركب الموجة وفى هذه الحالة بالطبع سيصطدم فى حائط قوى ولو ظهرت براءته لن يقف بجانبه أحد ولو حاولوا تبرئته سيكون مستقبله تدمر، فأميرة ستعيش هذا الإحساس، والكل سيريد أن «يتنجم على قفاها» لكن لم يفكر أحد فى أنها بريئة، أيضًا لم يفكر أحد فى أن ظلمها سيصعب عليها خروجها للناس مرة أخرى، لأنهم سيطعنونها فى شرفها ويتهمونها بالتحرش بالأطفال فى المدرسة، وهذا ما أقدمه وهو أن مجتمعنا يدين الإنسان قبل أى شىء حتى لو كان بريئا، وهذا ما أطبقة فى المثل الشائع «اتخانق معايا فى شارع وبيصالحنى فى حارة».
■ لكن هل سيقدم المسلسل حلولا؟
- لا، أنا ألقى بقعة ضوء كبيرة على المشكلة وحلها أيضا، فالدراما طول عمرها تقدم حلولا، وتكشف مشاكل كثيرة، ولو لم تفعل ذلك ما قدمناها.
■ هل تتعمدين فى كل أعمالك أن تحمل قضايا اجتماعية؟
- أشعر أنه أصبح لزاما علىّ أن أقدم رسالة ومضمونا وقضية فى أعمالى، وذلك وضح حتى من خلال مسلسل «الكابوس» الذى أثبت عدم صدق المثل الشائع بأن الولد السند، فأظهرت بأن البنت أيضًا من الممكن أن تكون سندا وضهرا، وفى «الخانكة» نطرح عدة قضايا بعيدًا عن التحرش فى المدارس وهذا هو الخطر، وأيضًا أقدم مشكلة كبيرة وهو الزوج الذى تكون لديه زوجة فى البيت ومع ذلك ينظر لغيرها، وتجد أبسط شىء يمكن أن يردده الناس بأن زوجته مقصرة، فالكمال لله وحده، لكن 90% من الرجال هذه طبيعتهم، وأيضا مشكلة الراجل عديم الشخصية أمام اتخاذ القرار، وسيقدمها زوج أميرة الطحاوى التى قامت بخلعه فى أحداث المسلسل، وأيضًا ستكتشف أن الخيانة تأتى فى الغالب من أقرب الناس فهنا نكشف الصاحب من العدو فى الوقت الصعب.
■ كيف جاء تعاملك مع المخرج محمد جمعة فى أول أعماله التليفزيونية؟
- أنا عملت مع مخرجين وكنت أول مرة أعمل معهم ولم تكن مغامرة مثل إسلام خيرى ومحمد سامى بعد إخراجه مسلسل «آدم» ومحمد بكير «فى مسلسل السيدة الأولى، فأنا لا أؤمن بأننى لابد أن أعمل مع مخرج كبير وله صيت، فهناك مخرجون شباب يحتاجون فرصا ولا بد من ظهورهم للناس، لكن تعاملى مع المخرج محمد جمعة أقول عنه شيئين: هو مخرج شاطر جدًا ومحترم جدًا إنسانيًا وأخلاقيًا، وعندما تجتمع فى مخرج هذه الصفات فأنا أقول إنه مخرج ناجح.
■ هل تؤمنين بفكرة الشللية فى العمل؟
- فكرة الشللية لا تكون فى صالح النجم أو الممثل بصفة عامة، فالممثل يجب أن يغير جلده فى كل أعماله، ففى كل عمل عليه أن يقف مع مخرج ومؤلف يضعانه فى مكان جديد ويريانه بعين جديدة وسيضعانه وقتها فى مكانة مختلفة، والدليل أننى أحاول فى كل أعمال التغيير ما بين مخرج ومؤلف وممثلين، فأنا دائما أذهب للقصة الجيدة.
■ وما سبب رجوعك للمنتجة مها سليم؟
- أنا ومها وشنا خير على بعض، وقبل أى شىء أصحاب وهى منتجة بتفهم كويس، وأيضًا لديها خبرة فى القصة والورق، ودائما تجدها تقف على عملها ودائما بجانبى، فأنا كنت أحتاج هذا العام للمساندة والدعم ومن يتحمل عنى الكثير وهى بالفعل عملت ذلك.
■ ما سبب تواجدك فى دراما رمضان؟
- منذ 4 أو 5 سنوات تقريبا وأنا متواجدة فى رمضان فأصبح الشهر بالنسبة لى عادة حلوة ودائما أتفاءل به، والناس تنتظرنى كل عام، وأيضًا الأعمال التى أقدمها تحقق أعلى نسب مشاهدة.
■ لو عرض عليكِ عمل درامى خارج رمضان هل ستوافقين؟
- حاليًا سأرفض، ولا أفكر فى ذلك.
■ وهل تأثرت نسب المشاهده بتغيير قناة العرض؟
- أنا من حقى أن أختار المكان الذى يعرض عليه عملى أو ساقف فيه ومثلما قلت أغير المخرج والمؤلف والإنتاج فأيضًا من حقى أن أعرض أعمالى على شاشات أخرى، ولكن الحق يقال بأن شاشة قنوات CBC من أكثر القنوات التى وقفت بجانبى خلال الفترات الماضية، وأتفاءل بهم جدًا، وحاليًا أنا لا أزعل فأنا لم أخرج منهم فحاليًا هناك اندماج بينهم وبين قنوات النهار فأعتبر نفسى أيضًا على الـCBC أيضا.
■ ما رأيك فى منافسة رمضان هذا العام، وخصوصًا مع وجود مسلسلات لفنانين آخرين تعرض حصريًا معك على قناة النهار؟
- عندما تكون الأعمال أكثر كلما كانت المنافسة أكبر، وفى هذا التوقيت ستكون المنافسة أكثر ومميزة، لأنه لو الأعمال قليلة أو كنت وحدك فمن ستنافس، لكن عندما تكون المنافسة مع مخرجين كبار وفنانين كبار وأسماء لها ثقلها الفنى والتاريخى، فهذه منافسة ستكون لصالحك لأن العمل المميز سيضىء وسط أعمالهم.
■ وما رأيك فى العرض الحصرى لأعمالك؟
- منذ 5 سنوات وأعمالى تعرض بشكل حصرى، والقناة عندما تريد العرص لنجم معين، وتعرف بأنه سيجلب لها إعلانات بالتالى سيضطر إلى الحصول عليه حصريا، حتى يستطيع استرداد ثمن شرائه، وأنا معتادة على العرض الحصرى وبحبه منذ سنوات، لأنى أحس بأن الجمهور يذهب لغادة فى هذه القناة، مثل السينما، فأنا أكون فى قمة فرحى وسعادتى عندما أعلم بأن الجمهور يذهب إلى شاشة قنوات النهار بسبب غادة عبدالرازق ومسلسل الخانكة، وفى الساعة 9 مساءً، وهو موعد عرض المسلسل.
■ هل هذا توقيت مناسب لك؟
- بالفعل توقيت مناسب جدًا الحمد لله.
■ ما الذى ستواجه أميرة الطحاوى خلال الحلقات المقبلة من المسلسل فى صراعها مع سليم الخواجة والد الطالب المتحرش؟
- خلال الحلقات المقبلة أعتقد أنها ستثير حب وتعاطف الناس معها، وسيحترمنا الناس كثيرًا لأننا نقدمها بشكل درامى محترم.
■ استعنتِ فى مسلسل الخانكة بعدد من المواهب الشابة على رأسهم الفائزون فى برنامج كاستينج الذى كنت عضوا بلجنة تحكيمه؟
- إيمانى بفكرة وجودى عضوة بلجنة تحكيم فى برنامج لاكتشاف المواهب ووعدى لهم بأننى سأقف خلفهم، وأدعمهم هو السبب فى وجودهم معى فى مسلسل الخانكة، فأنا قلت لهم إنهم سيشاركوننى فى عملى القادم ومنهم جيهان خليل وأيضًا سيظهر أحمد هلال خلال الحلقات المقبلة ومعنا بنت اسمها دينا، وأيضًا معى أميرة الشريف من فيلم اللى اختشوا ماتوا ومعى أيضًا محمد طارق الذى يقدم دور عاصم الطالب المتحرش، فعندما كنا نرشح الفنانين لعمل كاستنج للدور، رشحه أحد لى وقال لى إنه قدم دورا فى فيلم اشتباك، فأرسلت وأحضرناه وعندما شاهدته قلت للمخرج محمد جمعة إننى أرى فيه شيئا وسيكون نجما وهيكسر الدنيا وبالفعل المخرج أكد لى أن لديه قبولا قويا، وتعاقدنا معه.
■ لماذا تتعمدين إحفاء آخر حلقة عن كل فريق عملك؟
- دائما أخاف أن يكشف أحد النهاية، فأنا دائما أتفاءل بإخفاء نهاية الحلقات عن فريق العمل.
■ تتعاونين فى المسلسل مع نجوم مثل ماجد المصرى وفتحى عبدالوهاب.
- أحمد الله على هذا الكاست الكبير، فأنا شاركت فى اختيارات النجوم لأن ذلك فى مصلحتى ومصلحة العمل، لأننى عندما أقف وسط نجوم كبار وأقوياء، ستجدنا كلنا نقدم شيئا محترما وقويا ومنافسا، فماجد المصرى وش الخير علىّ، منذ مسلسل مع سبق الأصرار، وفتحى عبدالوهاب فى أول عمل درامى تليفزيونى يجمعنا سويًا، لكنى عملت معه فى السينما، من خلال فيلم خلطة فوزية، وأعشق تمثيله بشكل كبير، وأيضًا انتصار بموت فى خفة دمها وفى نفس الوقت ممثلة ثقيلة أول مرة نعمل مع بعض، والفنانة مشيرة إسماعيل ونهى العمروسى أحببتها من حكاية حياة فتركيبة المسلسل كلها عندما تقف وسطها تكون مبسوطا وسعيدا ومرتاحا، وأحس أننى ملفوفة ببوكية ورد شيك، ولا يوجد فنان يستطيع أن يقدم عملا بمفرده.
■ كيف تعاملتِ مع واقعة تمزيق أفيشات ودعاية المسلسل قبل شهر رمضان؟
- علمت ما حدث فى نفس الليلة، وهناك أفيشات للخانكة تم تقطيعها على كوبرى 6 أكتوبر، وبعدها تحدثت مع المنتجة مها سليم، وفى ثانى يوم قناة النهار غيرتها، ووضعت أفيشات أخرى.
■ هل تتهمين أحدا بفعل ذلك؟
- لا أفكر فى السيئ أبدًا، وأعنى بذلك أنه ممكن جدًا أن يكون هناك أناس فى الشارع يسيرون، ويحطمون السيارات، فمن الممكن أن يكون ذلك حدث، وعمومًا ربنا يسهلهم.