استمرت أجهزة الأمن فى عمليات إلقاء القبض على أنصار مرشحى جماعة الإخوان المسلمين فى المحافظات.
ففى الإسكندرية، قرر المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام لنيابات الاستئناف، حبس 40 من أعضاء الجماعة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وحبس 31 آخرين 4 أيام، وإخلاء سبيل محمد عبدالكريم عبدالمعبود «حدث»، على خلفية المصادمات بين «الإخوان» وقوات الأمن يوم الجمعة الماضى.
كما ألقت أجهزة الأمن القبض على 35 من أعضاء الجماعة المساندين لمرشحيها فى 4 محافظات.
وفى القليوبية، قرر المحامى العام الأول لنيابات شمال بنها حبس 7 من أنصار هدى غنية، مرشحة الجماعة على كوتة المرأة، 4 أيام على ذمة التحقيق، والإفراج عن زوجها الدكتور هشام زكى.
وفى الشرقية، ألقى القبض على 5 من أنصار الدكتور فريد إسماعيل، مرشح «الإخوان» فى الدائرة الأولى بفاقوس. وأرجع مصدر أمنى القبض عليهم، إلى استخدامهم مكبرات الصوت فى الدعاية الانتخابية دون الحصول على ترخيص، وترديدهم شعارات دينية مخالفة لقرارات اللجنة العليا للانتخابات.
وفى المنيا، ألقت أجهزة الأمن القبض على 10 من أنصار 3 مرشحين من «الإخوان» فى بندر المنيا والعدوة وأبوقرقاص.
وفى الغربية، قررت نيابة ثان المحلة حبس 13 من قيادات «الجماعة» 4 أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية تنظيم مسيرة فى قرية كفر حجازى لمساندة سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد، نائب المحلة الحالى.
وفى أكتوبر، ألقت أجهزة الأمن القبض على 5 من قيادات «الجماعة» فى منشأة ناصر من المساندين للمهندس السيد صالح «إخوان».
وفى القاهرة، ألقت أجهزة الأمن القبض على 10 من أعضاء الجماعة فى مدينة نصر وبحوزتهم أوراق تحمل شعارات دينية لصالح مرشح الجماعة فى دائرة مدينة نصر.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، نظم طارق قطب، عضو مجلس الشعب عن دائرة مركز المنصورة، مرشح الإخوان «عمال»، مسيرة حاشدة فى قرية البرامون.
ونشبت مشادات بين المشاركين فى المسيرة وسيارة تحمل دعاية لمرشح الوطنى محمد حماد.
وفى المنصورة، منعت قوات الأمن مسيرة بالسيارات لمناصرة إبراهيم العراقى، مرشح الإخوان على مقعد الفئات ببندر المنصورة، حيث حاصرت قوة من الشرطة والأمن المركزى السيارات بشارع قناة السويس وسحبت الرخص من السائقين، وصادرت لافتات الدعاية.
من جهة أخرى، منعت قوات الأمن السبت ، مسيرة انتخابية للدكتور حازم فاروق، النائب الإخوانى ومرشح الجماعة فى دائرة الساحل على مقعد الفئات، فى منطقة أرض أيوب بعبود، بدأت عقب صلاة العشاء فى مسجد مجد الإسلام بعبود وسط العديد من مؤيديه وأنصاره. كما انطلقت مسيرة أخرى من شارع ظافر بأرض أيوب، وأثناء المسيرة فوجئ النائب بوجود عزاء فى نفس الشارع، فقام بتعزية أهل المتوفى، ثم انطلقت المسيرة إلى شارع الطاهر لكنه فوجئ هو وأنصاره بعشرات من رجال الأمن يحاصرون المسيرة ويمنعون أهالى الدائرة من الانضمام إليها، ونجح الأمن فى إيقاف المسيرة. ومن جانبه، قال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى الإخوان المسلمين، إن عدد المقبوض عليهم من «الجماعة» 1206 تم عرضهم على النيابة العامة، التى أمرت بحبس 702 وإخلاء سبيل الباقى، ولفت إلى أن الاعتقالات شملت 22 محافظة، على رأسها الشرقية 241 شخصاً تليها الإسكندرية 203.
وأضاف فى تصريحات صحفية أن الأجهزة الأمنية مستمرة فى اعتقال السيدات والمرشحين، وأشار إلى القبض على 8 مرشحين و7 سيدات فى أكثر من محافظة.
من جانبهم، استبعد عدد من الخبراء الأمنيين والمتخصصين فى شؤون الحركات الإسلامية، انسحاب «الإخوان» من انتخابات مجلس الشعب، بعد اعتقال المئات منها، والتصادمات العنيفة بين الجماعة وبين السلطات الأمنية فى المحافظات، على غرار ما حدث فى انتخابات المجلس المحلية الماضية، عندما أعلنت «الجماعة» الانسحاب من الانتخابات وعللت ذلك بالمضايقات الأمنية.
وقال اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق: «الإخوان ليس أمامهم الآن غير العنف، والتحرش بأجهزة الأمن، لأنهم يعتقدون عندما يحدث تصادم مع الأمن، سوف يكسبون تعاطف الناس، مشيراً إلى أنهم «إذا اكتشفوا أنهم فقدوا أرضيتهم عقب خسارتهم فى الانتخابات، سوف يلجأون إلى استخدام الأسلحة والمتفجرات لإشعال الشارع.
واختلف الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع علام وقال: «لن يلجأ (الإخوان) إلى استخدام العنف، أو التصعيد بحمل السلاح.
وتوقع الشوبكى أن تكون الانتخابات أسوأ انتخابات فى مصر، من زاوية البلطجة، التى لن تكون بين «الإخوان» والدولة فقط، ولكن ستكون بين الجميع ضد الجميع، بمن فيهم مرشحو «الوطنى»، وأرجع ذلك إلى غياب البرامج السياسية، والجدل السياسى بين المرشحين والأحزاب والقوى السياسية.
وأكد الدكتور عمار على حسن، الخبير فى الحركات الإسلامية، أن الجماعة لن تنسحب من الانتخابات طالما اتخذت قراراً بالمشاركة وأشار إلى استمرارها فى المعركة الانتخابية مهما كانت الأمور. وتابع: «لجوؤها إلى العنف سيكون كوسيلة رد فعل لحماية أنفسهم ومواجهة عنف الأمن بعنف مضاد، لكن يصعب أن تعود إلى العمل السرى».