أكد الربان محمود إسماعيل، رئيس الإدارة المركزية لإدارة الكوارث البيئية بوزارة البيئة، أن مصر وعددا من الدول العربية تسمح لسفن تتجاوز أعمارها 40 عاما بالمرور عبر منافذها البحرية، عكس الولايات المتحدة، مشيرا إلى احتواء أزمة السفينة «مريم» المحملة بمادة «البوتامين» والغارقة فى ميناء بورتوفيق، لافتا إلى أن هذه المادة هى الأعلى خطورة بين باقى المواد الكيماوية، التى تأتى فى جدول من أربع درجات.
■ بعض الدول لديها نظام صارم فى التعامل مع السفن مثل أمريكا، لماذا لا نطبق هذه المعايير؟
ـ أمريكا من الدول المتشددة فى التعامل مع أعمار السفن، حيث لا تسمح موانيها باستقبال سفن تجاوز عمرها 20 عاما، على العكس من مصر وبعض الدول العربية الأخرى التى تسمح بمرور سفن لدول فقيرة تصل أعمارها إلى 40 عاما مراعاة لظروفها الاقتصادية.
■ هل يختلف التعامل بين نقل المواد المشعة والمواد الخطرة عبر الموانئ؟
ـ المواد المشعة يتم نقلها بواسطة الطائرات ويحظر نقلها بحرا، تحسبا للعمليات الإرهابية وأعمال القرصنة، أما المواد الخطرة فهى مقسمة إلى 4 درجات، والمادة التى تندرج تحت التصنيف «A» هى أعلاها خطورة مثل «البوتامين» ويحق لإدارة الموانئ منع سفن تنقل مواد من الدرجة «A» من المرور.
■ كيف تم التعامل مع السفينة «مريم» المحملة بمادة البوتامين، التى غرقت يوم الاثنين الماضى فى ميناء بورتوفيق؟
ـ أوصت اللجنة التابعة لوزارة البيئة بسرعة إنقاذ السفينة وتم تعيين المسطح المائى والتأكد من عدم تسرب مادة «البوتامين».
■ ما الإجراءات المتبعة فى حالة تلوث الموانئ، خاصة مناطق صيد الأسماك؟
ـ فى مثل هذه الحالات يتم إبلاغ المحافظة، التى تقوم بدورها بمنع الصيد فى الأماكن الملوثة لحين الانتهاء من عمليات تطهير المياه، وهذه المرحلة قد تستمر لأكثر من شهر.
■ ما المسؤولية القانونية على مالك السفينة فى حالة تسرب مواد كيميائية أو إحداث تلفيات بالميناء؟
ـ التلفيات الناجمة عن أى سفينة هى مسؤولية المالك ويتم تعيين لجنة من قبل إدارة الميناء، تقوم بتقدير حجم التلفيات والخسائر وإلزام المالك بإحضار المعدات المخصصة لإزالتها.
■ متى يحق لميناء دولة رفض دخول سفينة ما؟
ـ من حق أى ميناء إلغاء استقبال سفينة غير مطابقة للمواصفات، كما يمكن لإدارة الميناء حجز أى سفينة لحين قيام المالك بتجهيزها وفقا للمواصفات الدولية.
■ فى حالة غرق سفينة أو تسرب إحدى المواد البترولية ما مهمة إدارة الموانئ؟
ـ تحدث حالة من الارتباك فى الملاحة مما يعطل وصول السفن الأخرى إلى الميناء فى التوقيت المحدد، ولذا تسرع إدارة الموانئ فى انتشال السفن وتعويمها وإبعادها عن الرصيف.
■ فى حالة تسرب إحدى المواد الخطرة كيف يتم التعامل معها؟
ـ يوجد لدى هيئة الموانئ خطة لمواجهة الكوارث، حيث يتم إحضار المعدات اللازمة إلى موقع التسرب داخل الميناء.
■ ما الخطة البديلة فى حالة ما إذا كان أحد الموانئ غير مزود بالمعدات الكافية؟
ـ فى هذه الحالة نستعين بمعدات من أقرب مركز للتلوث البحرى.
■ وما عدد هذه المراكز فى مصر؟
ـ لدينا 4 مراكز للتلوث فى السويس ورأس غارب وشرم الشيخ والمركز الرئيسى بالإسكندرية.
■ ما الإجراءات الوقائية التى تلتزم بها شركات نقل البترول؟
ـ لدينا فى مصر حوالى 13 ميناء بتروليا لشحن المواد البترولية، والشركات ملتزمة بضرورة امتلاك معدات لمكافحة أى ضرر بيئى فى الموانئ.
■ كيف يتسنى لوزارة البيئة متابعة مثل هذه الكوارث؟
ـ يوجد لدى الوزارة غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لتلقى البلاغات بشأن حوادث التلوث البحرى.
■ كم عدد السفن التى تمر عبر ميناء قناة السويس؟
ـ يعبر قناة السويس 20 ألف سفينة سنويا، وهذا العدد الكبير ينجم عنه حوادث عديدة، إلا أن الحوادث خلال الأعوام الماضية تمت السيطرة عليها.
■ ما أهم الكوارث التى تم رصدها على مدار الـ30 عاما الماضية؟
ـ فى 2006 غرقت السفينة «جيروجيورسا» داخل البحيرات المرة، ونجم عن هذه الكارثة تسرب 3 آلاف طن مازوت.
■ متى يحق لميناء دولة توجيه استغاثة دولية؟
ـ إذا وقع التلوث فى الأماكن المفتوحة فى البحار وبكميات تصل إلى 5 آلاف طن، كما أن مصر لديها اتفاقية مع شركة «O.F.R.L»، وهى شركة لديها طائرات عملاقة يمكنها أن تحمل 12 طنا من المعدات والمواد الكيميائية، كما أن لديها القدرة على العمل داخل مناطق البحار المفتوحة فى مدة لا تتجاوز 13 ساعة.