يبدأ المنتخب الإسباني مشوار الإنجاز التاريخي المتمثل في الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي، اليوم الإثنين، بمواجهة التشيك في تولوز، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة ضمن كأس أوروبا «يورو 2016».
وحققت إسبانيا إنجازًا استثنائيًا قبل 4 أعوام، عندما أصبحت أول منتخب يحتفظ بلقب كأس أوروبا، بعد فوزها الكبير في المباراة النهائية على إيطاليا برباعية نظيفة، مؤكدة هيمنتها على الساحتين القارية والعالمية، كونها ظفرت بلقبها العالمي الأول قبلها بعامين في جنوب أفريقيا 2010.
وتكتسي البطولة القارية في فرنسا أهمية كبيرة للإسبان كونها بوابتهم لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الاحتفاظ باللقب للنسخة الثالثة على التوالي «إنجاز غير مسبوق»، رفع رصيدهم إلى 4 ألقاب في البطولة والانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب الذي يتقاسمونه حاليًا مع ألمانيا بطلة العالم، ومحو خيبة الأمل الكبيرة في مونديال البرازيل 2014 عندما تنازلوا عن اللقب العالمي بخروجهم من الدور الأول، بالإضافة إلى طمأنة جماهيرهم على الجيل الجديد عقب اعتزال أبرز صانعي الملاحم التاريخية في السنوات الثماني الأخيرة.
وبدا مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي متفائلاً بخصوص مشوار لاعبيه، وطالبهم بأن يضعوا الفوز باللقب هدفاً أساسياً بقوله لفرانس برس: «يجب ألا نضع لأنفسنا أي حدود، لا يمكننا القول إننا سنكون سعداء إذا وصلنا إلى الدور نصف النهائي، يجب أن نطمح إلى الفوز بها».
واستخلص ديل بوسكي العبر من المشاركة الكبرى الأخيرة قبل عامين وقرر خوض نهائيات فرنسا بعشرة لاعبين جدد في تشكيلة الـ23 التي ضمها، راضخاً بذلك أمام الانتقادات التي وجهت إليه.
وحافظ ديل بوسكي على 5 من الركائز الذين ساهموا في عودة «لا فوريا روخا» إلى ساحة الألقاب قبل 8 أعوام في سويسرا والنمسا، إذ تضم تشكيلته الحارس القائد إيكر كاسياس وسيرخيو راموس وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس ودافيد سيلفا الذين كانوا مع المنتخب خلال حملاته التاريخية في كأس أوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010.
ويدخل المنتخب الإسباني مواجهته أمام التشيك بتفوق معنوي، كونه تغلب على الأخيرة ذهاباً وإياباً في تصفيات كأس أوروبا 2012، لكن ديل بوسكي حذر لاعبيه من قوة المنتخب التشيكي الذي أبلى البلاء الحسن في تصفيات النسخة الحالية.
وقال: «لا يجب النظر إلى الإنجازات السابقة، كرة القدم تغيرت كثيراً، وجميع المنتخبات تطمح إلى البطولات، وتشيكيا واحد منها، لقد وقعوا في مجموعة قوية ضمت هولندا، وصيفة مونديال 2010، وثالثة المونديال الأخير في البرازيل».
ولا يختلف طموح دل بوسكي عن نظيره التشيكي بافل فربا الذي أكد: «لا يمكننا القول إننا ذاهبون إلى فرنسا كأحد المنتخبات المرشحة، ولكننا لا نريد العودة إلى بلادنا بعد الدور الأول».
وتسعى تشيكيا إلى تأكيد مشوارها الرائع في التصفيات، وستكون مواجهة إسبانيا بمثابة امتحان للوقوف على مدى قدرتها على الذهاب بعيداً في البطولة.
ويعتمد «فربا» على الأسلوب الهجومي بدليل أنّ تشيكيا أنهت التصفيات كأقوى خط هجوم في مجموعتها برصيد 19 هدفاً، بيد أنّها عانت في خط الدفاع حيث دخل مرماها 14 هدفاً.
ويعوّل «فربا»، بالخصوص، على خبرة حارس مرمى أرسنال الإنكليزي العملاق بيتر تشيك وزميله في النادي اللندني لاعب الوسط توماس روزيسكي ولاعب وسط بوردو الفرنسي ياروسلاف بلاسيل، علماً بأنّ هذا الثلاثي هو من بقي من منتخب 2004 الذي قدم أسلوباً هجومياً رائعاً وحقق نتائج طيبة قبل أن يسقط في نصف النهائي في ما يشبه المفاجأة أمام اليونان التي توجت لاحقاً باللقب على حسب منتخب الدولة المضيفة البرتغال 1-صفر.