تعرَّض مسلسل «المغنى»، بطولة الفنان محمد منير، لانتقادات من جانب عدد من أهالى النوبة، الذين أعلنوا رفضهم سرد مرحلة التهجير خلال حلقات العمل الذي يُعرض على فضائية «الحياة»، بطريقة مهمشة رغم أنها حقبة مهمة بالنسبة لهم، مؤكدين أن المسلسل لا يمثلهم بأى حال من الأحوال.
وأطلق نوبيون عبر موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» هاشتاج «#المغنى_لا_يمثل_النوبيين» للدعوة إلى مقاطعة المسلسل الذي لم يقدم النوبة بالصورة الصحيحة أو الواقعية، خاصة فيما يتعلق بالتهجير الذي جرى مع بدء بناء السد العالى.
وقال الأديب النوبى حسن نور إن المسلسل لم يُقدم واقع التهجير الذي يفوق واقعه ما ظهر بالحلقات، مشيراً إلى حزنه لقبول منير هذا العمل «إزاى هان عليه نفسه وأهله؟!»، لافتاً إلى أنه كان يجب الاستعانة بالكُتاب النوبيين ليسردوا مراحل التهجير الحقيقية لأنهم من عاشوها.
وأضاف حسام الدين محمود، عضو مجلس إدارة النادى النوبى العام، أن «الكنج» فنان غنائى متميز، استفاد كثيراُ بالألحان النوبية ووظفها بإيقاع غربى في ألحانه، لكنه لم يفد النوبة بشىء، حيث استخف مسلسله بقضية النوبة.
قال فوزى صالح، رئيس المجلس الأعلى للهيئات والجمعيات النوبية، إن مراحل التهجير كانت أشد قسوة مما تم عرضه في المسلسل، ولكن لم يكن أحد يغنى خلاله أو يتحدث عنه خلال جلسات هادئة مريحة وسط النخيل والهدوء، منبهاً إلى أن منير انتقل هو وأسرته إلى قرية دراو بعد تهجير 1933 ولكنه لم يكن متواجداً في تهجير 1964.
من جانبه قال محمد فوزى، منتج المسلسل، إنه تم رصد مرحلة تهجير أهالى النوبة بشكل غير مخالف للحقيقة، لافتاً إلى أن مؤلفى العمل محمد محمدى وأحمد محيى جلسا مع منير لدراسة مرحلة التهجير بشكلها الحقيقى الذي تم عرضه في الحلقة الخامسة، وبمنتهى الحيادية من وجهة نظر المسلسل.
وأضاف أنه كان من الضرورى في الطرح عرض الآراء النوبية المختلفة حول المسألة، وهناك من وافقوا على فكرة التهجير ونظروا إليها على أنها تضحية عظيمة وستدر عليهم خيراً كثيراً، والآخرون رفضوا الفكرة من بدايتها لتمسكهم بالأرض، وهو ما عرضته الحلقة الخامسة من المسلسل.
ولفت فوزى إلى أن القائمين على العمل ليسوا مسؤولين عن التفكير المشدد للبعض والنظرة غير الحقيقية حول بعض تفاصيله، التي يتم استعراضها وفق رؤية السيناريو.