حالة من الجدل أثارها إعلان إحدى شركات الألبان، التي استعانت بمجموعة من الأطفال لترويج منتجها، في الوقت الذي ظهر فيه طفل يردد كلمة «الدوندو»، الأمر الذي رفضه البعض باعتبار أن اللفظ عبارة عن «إيحاء جنسي» من وجهة نظرهم، كون مضمون الإعلان يتحدث عن الرضاعة.
ودخل جهاز حماية المستهلك على خط الأزمة، الأحد، مقررًا وقف إعلان الشركة، الذي وصلت نسبة مشاهدته لأكثر من مليون و340 ألف مشاهدة على موقع «يوتيوب»، لأنه «تضمن إيحاءات جنسية مفهومة من سياق الكلام، بالإضافة إلى استخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان، والترويج لنتائج غير حقيقية بأن حليب الشركة أفضل من حليب الأم».
«المصري اليوم» حاولت التواصل مع أحد كُتاب سيناريو إعلان «الدوندو»، فكان حديثها مع أشرف بدوي، الذي كشف كواليس الإعداد للإعلان، قائلًا إن فريق العمل المنفذ استغرق أسبوعًا للوصول إلى فكرة «الدوندو» لتسويق منتج الألبان.
وأضاف بدوي أنهم انشغلوا باختيار مجموعة من الأطفال «هادية ولطيفة ومش بتفرك أمام الكاميرا»، لافتًا إلى أن وقع الاختيار على 3 أعمارهم «لا تقل عن سنة ونصف» كي يسهل التعامل معهم أثناء التصوير، الذي استغرق 3 أيام، مشيرًا إلى سعادة أولياء أمور هؤلاء الأطفال بما قدموه، إلا أنه لم يكشف قيمة الأجر، الذي تقاضوه جراء الإعلان لعدم علمه، وفقًا لتعبيره.
وبسؤاله عن معنى «الدوندو»، الذي رفض البعض التصريح به، أجاب: «كانت كل مهمتنا إزاي ما نزعلش الأم، والهدف من الإعلان أن العيال مفطومة وبنبيع لشركة حليب، والدوندو هو الأم، ويعني عاوز أترمي في حضنك، والكلمة دي كل طفل بيقولها بطريقته»، رافضًا رؤية البعض للفظ على أنه «إيحاء جنسي».
ويتابع: «الموقف أصبح بعد إذاعة الإعلان أن الواحد يتخيل حاجة ويبني رأيه عليها دون التأكد من المعلومة وبيصدقها»، موجهًا سؤاله لمن قالوا إن عمر الأطفال ومضمون الإعلان يهدد صحتهم لترغيبهم في الابتعاد عن الرضاعة الطبيعية من وجهة نظرهم: «مين قال إن العيال عمرهم أقل من 6 شهور؟، وهو فيه حد عنده أقل من 6 شهور بياكل ملوخية؟»، في إشارة لما يحتويه الإعلان المقدم خلال أيام شهر رمضان.
وأضاف: «كل أم عارفة (حرب فطمان الطفل)، وطفلها بيعمل أفلام عشان ما يسبهاش (الرضاعة)، ومع مرور الأيام خلال شهر رمضان هتلاقوا الطفل اللي قال (الدوندو) حبيب أمه أوي ومش قادر يستغنى عنها، والأم هي الهدف من الإعلان، ومالقيناش كلمة أرق من (الدوندو)».
واختتم بضرورة احترام وجهات النظر والاختلاف في الرأي، قائلًا: «كون إن حد خد كلمة (الدوندو) ناحية تانية ده مش ذنبي، لأنه مفيش حد بيتدخل في النوايا».