لم يخطر على بالهم وهم يخططون لزيارة مصر أن تتحول متعتهم بالسياحة إلى حزن وبكاء، وأن تنتهى رحلتهم بمأساة فقدوا فيها عددًا من رفقائهم.. فى طرقات مستشفى معهد ناصر، وفى سكون الليل، بدأ عدد من المصابين الأجانب فى حادث انقلاب الأتوبيس السياحى على طريق الزعفرانة رأس غارب فى الخروج من غرفهم، والمرور على بقية المصابين للاطمئنان عليهم، أو ربما كانوا يسعون إلى الائتناس ببعضهم البعض.
«ماتت زوجتى على يدى» هكذا بدأ فيكتور بريخودكو، من أوكرانيا، حديثه عن الحادث، وقال: «جئت إلى مصر بصحبة زوجتى لقضاء رحلة سياحية تبدأ من الغردقة ثم أسوان ثم أبوسمبل ثم القاهرة ثم العودة إلى الغردقة، نظرا لحب زوجتى الشديد للتاريخ والحضارة المصرية»، وأضاف: «السائق كان يقود بطريقة جنونية وسريعة جدا، وكنا نخشى حدوث شىء حتى فوجئنا بانقلاب الأتوبيس وأصيب الجميع بالذعر، وحاولنا الخروج من تحت الأتوبيس، وحاولت أن أنقذ زوجتى وأن أقدم لها الإسعافات التى تحتاجها حتى وصول المسعفين، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدى بعد حياة استمرت 32 عاما من الحب والسعادة».
أما أوميت كوريس، ألمانى من أصل تركى، فلم يهدأ حتى اطمأن على زوجته التى دخلت الرعاية المركزة ضمن خمس حالات بسبب خطورة إصاباتهم، وقال إنه لم يمض على زواجه بفاطمة أكثر من أسبوع، وأن زواجه جاء بعد قصة حب استمرت 5 سنوات، وأنهما فضلا قضاء شهر العسل فى مصر ما بين مناطقها السياحية المختلفة نظرا لحب زوجته لهذا البلد. وأضاف أنه ينتظر خروج زوجته من العناية المركزة ليستكملا شهر العسل.
وأضاف أن سائق الأتوبيس كان يقود بسرعة كبيرة حتى فوجئ الجميع بانقلاب الأتوبيس، وأن الإسعاف نقلتهم إلى مستشفى صغير فى الغردقة لا يوجد به غير طبيب أو اثنين ثم نقلوهم بسرعة كبيرة إلى القاهرة عبر الطائرات التى كانت مجهزة بأكثر من طبيب حتى وصلوا إلى مستشفى معهد ناصر.
من جهة أخرى، قرر المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، الأحد، إغلاق فرع شركة «نيوسيتى» للسياحة، التى نظمت رحلة السائحين، وأحال مسؤول الشركة إلى النيابة، بسبب تنظيم رحلات سياحية بشكل غير قانونى، وغير مصرح به.