في اليوم الذي وافق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على زيادة جميع المعاشات التأمينية التي يستفيد منها نحو 9 ملايين مواطن، بنسبة 10% اعتباراً من أول يوليو 2016، أعلن البنك المركزي المصري وجهاز التعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع معدلات التضخم السنوية، والشهرية إلى معدلات غير مسبوقة.
أخبار متعلقة
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أظهر معدل التضخم الشهري لأسعار المستهلكين في الجمهورية قفز بنسبة 3.2%، وهي أعلى زيادة شهرية منذ يوليو 2014، فيما سجل معدل التضخم السنوي خلال الشهر الماضي 12.9% مقارنة بشهر مايو من عام 2015.
فهل تتناسب الزيادات الدورية على المرتبات والمعاشات مع الارتفاع المستمر في الأسعار؟.
تصف الدكتورة يمنى الحماقى، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس والخبيرة الاقتصادية، اهتمام الدولة بأصحاب المعاشات بـ«الإنجاز الكبير»، غير أنها تنتقد مجلس الوزراء لعدم تحركه المسبق لمواجهة زيادة الأسعار. فيما يبرر محمد المصري،، نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية، هذا الارتفاع، بأنه نتيجة لأزمة الدولار، وزيادة الرسوم الجمركية التي فرضتها، موضحًا في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن أكثر من 60 % من المنتجات والسلع يجري استيرادها من الخارج.
زيادات قياسية في الأسعار
وبحسب تقرير جهاز«الإحصاء»، ارتفعت أسعار مجموعــــة الحبــــوب والخبــــز «الأرز» بنسبـــة 8.4%، ومجموعــــة اللحوم والدواجــــــن بنسبــة 3.8%، مجموعــــة الخضــــراوات بنسبــة 3.8%، مجموعــــة الفاكهــــة بنسبــــة 5.2%، مجموعة الوجبات الجاهزة بنسبــــة 4.0%، قسم الرعايـــة الصحيـــة بنسبة 15.1%.
وزادت أسعار الأرز بنسبة 51.9% مقارنة بمايو من العام الماضي.
وزادت أسعار الطعام والشراب بنسبة 3.9% في مايو مقارنة بالشهر السابق عليه، كما زادت الأسعار بنحو 15% مقارنة بشهر إبريل من العام الماضي.
وزادت أسعار الدواء بنسبة 15%، إضافة إلى ارتفاع أسعار بعض الأجهزة المنزلية بنسبة 2%، وارتفاع أسعار السيارات بنسبة 9%.
وكان البنك المركزي المصري، أعلن عن ارتفاع معدلات التضخم السنوية إلى 12.23% في مايو الماضي، مقارنة بـ9.51% خلال أبريل الماضي.
وأشار البنك، في بيان، إلى أن التضخم على المستوى الشهري سجل معدلا شهريا بلغ 3.15% مقابل معدل قدره 1.24% في أبريل.
وقال محمد المصري،، نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية، إن قيود الاستيراد قللت حجم السلع المعروضة، ودفعت بعض التجار إلى التحكم في الأسعار.
وتري «الحماقي»،، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن على الدولة رفع كفاءة الأسواق، وزيادة المعروض من السلع لمواجهة ارتفاعات الأسعار.
وتقول «الحماقي» في تصريحات لـ«المصري اليوم»:«لا يصح أن يجتمع مجلس بعد ارتفاع الأسعار، دون خطة مسبقة يستقبل بها شهر رمضان».
وأضافت :«كان من الأولى لمجلس الوزراء الاجتماع لبحث مشكلات قطاع الاستثمار في الدواجن بدلًا من بحث استيراد دواجن من الخارج»
وتوضح، أن لدينا طاقات مهدرة، على سبيل المثال «الثروة الداجنة في مصر، بها استثمارات تتجاوز الـ30 مليار جنيه، لكنها تحتاج لإعادة نظر حتى يزيد إنتاجها وتكفي السوق المحلي.
محاولات حكومية
معدلات التضخم المرتفعة غالبا يكون أول فريسة لها الموطنين من محدودي الدخل، والتي يمثل العاملين بالحكومة وأصحاب المعاشات الشريحة الأكبر بها، ويستفيد من زيادة معاشات التأمينات الأخيرة نحو 9 مليون مواطن، بحسب وزارة التضامن الاجتماعي.
وكان السيسي قرر أن تكون زيادة المعاشات حدها أدنى 75 جنيهاً، على أن يزيد الحد الأدنى لجميع المعاشات التأمينية ليصبح 500 جنيه. ويستفيد من الحد لأدنى لزيادة المعاشات 2 مليون و624 ألف مواطن، حيث ستتحمل الخزانة العامة للدولة تكلفة هذه الزيادة والتي تبلغ حوالي 15 مليار جنيه.
وبالنسبة للعاملين بالدولة، يحدد قانون رقم (47) لسنة 1978، بشأن العاملين المدنيين بالدولة نسبة العلاوة الدورية 10% من الأجر الأساسي، فيما كان قانون الخدمة المدنية، الذي رفض إقراراه مجلس النواب، يمنح علاوات دورية 5% للعاملين بالدولة.
وفي إطار آخر، دعمت الدولة مواطنيها عن طريق قرار وزارة التموين زيادة مخصصات الدعم على بطاقات التموين لكل فرد، بنسبة تصل إلى 20% (نحو 3 جنيهات) من حجم الدعم المقدم لكل فرد والبالغ نحو 15 جنيهًا، ابتداء من 1 يونيو 2016 بالتزامن مع بداية شهر رمضان، في استجابة لتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي.
هذه الخطوات يرى نائب رئيس الغرف التجارية أن الدولة تبذلها لتعويض محدودي الدخل عن زيادة الأسعار المستمرة، إلا أن الفرق دائمًا يأتي في صالح زيادة السعر، حسب قوله.
وتصف الدكتورة يمنى الحماقى، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس والخبيرة الاقتصادية، اهتمام الدولة بأصحاب المعاشات بـ«الإنجاز الكبير»، غير أنها تنتقد عدم تحرك مجلس الوزراء المسبق لمواجهة زيادة الأسعار.
وأضافت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن الدولة تحاول رعاية محدودي الدخل ببرامج دعم مثل «تكافل وكرامة»، موضحًة أنه يحتاج تقييم أداء حتى يستمر.
