x

طارق الشناوي موسم «الحيتان» ولا عزاء لـ«البساريا»! طارق الشناوي الجمعة 10-06-2016 21:41


كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة «هكذا علمنا النفرى، ولكننا فى رمضان نتعلم شيئا آخر، كلما تناقصت الأعمال الدرامية صارت الشريعة التى تفرض صوتها هى البقاء فقط للأقوى، هذه هى شريعة قانون العرض والطلب، لنكتشف أنه حقا موسم الحيتان ولا بقاء ولا عزاء للبساريا».

لا تصدقوا ما يردده هذا النجم أو تلك النجمة بأنه أو بأنها صاحب القرار فى الابتعاد عن زحام رمضان ولهذا يفضلون «الركن البعيد الهادى» على طريقة أغنية أنغام الشهيرة ويجدونها فى شعبان أو شوال، إنهم فى الحقيقة مطاريد رمضان، فلم تعد أسماؤهم قادرة على المنافسة، والمتاح أمامهم هو التواجد بعيدا عن مسابقات الكبار، ولكن لا بأس وعلى طريقة ارحموا عزيز قوم ذل أن نشعرهم بأنهم أصحاب قرار الابتعاد.

تستطيع أن ترى رمضان على الشاشة الصغيرة بأكثر من زاوية، فهو مثلا هذا العام موسم التكتلات التى تجمع بين كبار النجوم، هذا واضح مثلا فى مجموعة يقودها محمود عبدالعزيز، ومعه فى الفريق على الميمنة ميرفت أمين والميسرة فاروق الفيشاوى، وهكذا يأتى مسلسل رأس الغول، محمود يدفع هذه المرة بالمخرج أحمد سمير فرج، بعد رحلة قصيرة امتدت مسلسلين مع المخرج عادل أديب، محمود يمشى على سطر ويسيب سطر فهو يتواجد رمضانيا مرة كل عامين، بينما تعود منى زكى التى أعتبرها عنوانا لجيلها بعد عامين من «آسيا» بمسلسل مأخوذ عن رواية أفراح القبة لنجيب محفوظ ومع المخرج محمد ياسين المقل جدا والموهوب جدا درجة، فى لمحاته الإخراجية، رصيده مسلسلا الجماعة وموجة حارة، منى معها عدد من كبار الأسماء، لديك إياد نصار وجمال سليمان ورانيا يوسف وصابرين، وكل من هؤلاء كثيرا ما تُسند لهم البطولة منفردين، الرواية أعدت قراءتها مجددا، تتحرك فى ثلاثة عوالم واقعى وخيالى ونفسى، وهى بحق من الأعمال الفنية الصعبة، لا تعرف ولا تعترف سوى بالنجاح الطاغى أو لا قدر الله الفشل الذريع، أيضا هناك مثلا تلك الثنائية بين ليلى علوى وخالد الصاوى، كل منهما كان مرتبطا فى رمضان بمسلسل من بطولته منفردا ولكل منهما أسبابه فى أن يشاركا معا فى عمل واحد، كان اسم المسلسل فى البداية «دافنشى» فقط ومع موافقة ليلى على الدخول فى المعادلة، وحتى تضمن التماثل حتى فى العنوان، تم تغييره إلى «هى ودافنشى»، مسلسلات ليلى الأخيرة وأيضا خالد بنسبة ما لم تحقق الكثافة الجماهيرية المرتقبة وهكذا أرى أن تلك الثنائية تعنى الرغبة فى النجاح الجماهيرى وقراءة صحيحة لما تفرضه الآن طبيعة الدراما، لأنها تفرض الحشد بكل الأسلحة، خاصة أن إيقاع الجمهور تغير. تبقى أوراق رمضانية ثابتة تُطبق قانونها، لا تغير أبدا من تركيبتها والنموذج هو مثلا عادل إمام «مأمون وشركاه»، عادل هو كالعادة البطل المحورى، وهو كذلك منذ أن بدأ فى التواجد المكثف التليفزيونى السنوى منذ 2012 فرقة ناجى عطا لله، ووصلنا لسنة خامسة دراما، يعود عادل هذه المرة لرامى إمام بعد عام واحد ابتعاد ومع الكاتب يوسف معاطى الذى صار هو المنبع الدرامى الوحيد لعادل إمام، النجاح لم يكن فى العام الماضى من نصيب مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، كانت هناك حسابات داخل وخارج النص فرضت نفسها سياسيا فسحبت منه الكثير، حتى استعانته بوائل إحسان كمخرج كانت ضمن تلك الحسابات فهو ينتقد التوريث سياسيا ولا يمكن فى نفس الوقت أن يستعين بابنه فى الإخراج، هذه المرة يبدو أنه لا توجد حسابات أخرى على الأقل حتى الآن، ومن جيل الكبار يحيى الفخرانى، يُكمل الفخرانى مع ابنه شادى الثلاثية فى اللقاء الذى بدأ ومع نفس الكاتب عبدالرحيم كمال فى الخواجة عبد القادر، ثم دهشة قبل عامين، بالطبع العمل مع ممثل بحجم الفخرانى مغرٍ لأى مخرج، فهو بئر إبداعية لا تنضب، ولكن يجب على الابن الفخرانى أن يقفز فوق سور الحديقة الغناء للفخرانى الأب، ولصالح الأب أيضا أن يسمح بوجهة نظر فنية أخرى على خريطته، لصالح الطرفين أن يصبح «ونوس» هو اللقاء الفارق بين الأب وابنه. من جيل الكبار يسرا لا تزال تصارع من أجل البقاء بمسلسل «فوق مستوى الشبهات»، أرى يسرا كما هو متوفر من معلومات بطلة مطلقة، صحيح معها مخرج هانى خليفة من جيل الشباب، وكاتب جديد عبدالله حسن، وهنا يُصبح الرهان أن يمنحاها نبضا جديدا، غير تلك الشخصية الدرامية التى ارتبطت بها.

ويبقى العديد من المفاجآت التى أترقبها أو أتوقع أن تكون كذلك، مثل تلك الثنائية بين دُنيا سمير غانم وإيمى سمير غانم فى مسلسل أطلقوا عليه مؤخرا «نيللى وشريهان»، فكرة رائعة نظريا أن نرى ما يذكرنا بهذا الزمن الذى يبدأ من منتصف السبعينيات عندما كانت نيللى ثم شريهان هما عنوان رمضان من خلال الفوازير التى أخرجها الراحل فهمى عبدالحميد، حيث كان العالم العربى يعتبرهما من أهم ملامح رمضان، كان التوقع كبيرا فى العام الماضى مع دُنيا فى مسلسل لهفة ولكن الأمر لم يستمر طويلا فلم يكن الواقع بقدر التوقع هذه المرة، تعود مجددا أيضا مع المخرج أحمد الجندى، والتوقع مضاعف وأنتظر معكم الواقع.

من الأسماء التى حققت نجومية طاغية قبل عامين محمد رمضان فى مسلسل ابن حلال هو حالة خاصة من النجاح الجماهيرى، والكثير من العبارات التى ذكرها البطل فى المسلسل شاهدناها من فرط التجاوب الشعبى على عربات التوك توك، فهو نجم جماهيرى من الطراز الأول، هكذا ينتقل بين الشاشتين، وأتصور أن غيابه عن رمضان الماضى سببه تلك الحفاوة الجماهيرية فتكاثرت عليه الهجمات هنا وهناك من أكثر من شركة فكان ينبغى أن ينتظر عاما، ولكنى أتصوره سيواصل الحضور سنويا، هذه المرة يأتى فى الأسطورة يلعب شخصيتين، هو يراهن هنا على قدرته على التقمص، يقف رمضان مع المخرج الذى حقق نجاحا دراميا ملحوظا فى السنوات الأخيرة محمد سامى، وتعود فردوس عبدالحميد، تحت المظلة الجماهيرية لرمضان وهى لاشك ممثلة موهوبة، كادت أن تتوقف فى انتظار محمد فاضل أن يمنحها كعادته بطولة مطلقة، ولكن شركات الإنتاج لم تعد ترحب بتلك المعادلات الدرامية، يحسب لها أنها استطاعت بعد عدة سنوات من الصمت، أن تقرأ الخريطة برؤية واقعية وليست مثالية، البطل هو رمضان وهى فى دور رئيسى وليس بطولة، الزمن تغير ومن الذكاء أن يجيد الفنان التعامل مع إيقاع الزمن.

تنقلنا فردوس إلى مسلسل «ليالى الحلمية» وستواصل دورها فى الجزء السادس، يبدو المسلسل أقرب لواحدة من حالات النستولوجيا (الحنين للماضى) لدى الجمهور، الاهتمام الذى حظى به إعلاميا، أراه نظريا صحيحا، وذلك قبل بداية ماراثون رمضان، يجب ملاحظة أنه مع توفر الأعمال الدرامية الجديدة لن يعد الحلمية فى مقدمة الكادر، وسيبقى الرهان على الشاشة هل سيتمكن الكاتبان عمرو محمود ياسين وأيمن بهجت قمر ومعهما المخرج المخضرم مجدى أبوعميرة من تقديم قفزة فى الجزء السادس، تعود أيضا إلهام شاهين لتواصل دورها «زُهرة» وتحتل مقدمة الكادر وهى واحدة من جيل الكبار، الذين كان لهم مسلسل رمضانى كل عام، اختفت من الخريطة قبل عامين، أيضا يعود معها هشام سليم ليكمل دوره، وصفية العمرى نازك السلحدار، هل أذكركم ببلح نازك، كان أغلى بلح قبل ربع قرن فى الأسواق، حيث يُطلق الباعة أرقى أنواع البلح على أهم نجمة يتابعونها، فهل يعود زمن ليالى الحلمية، إنهم يتمنون ورمضان لناظره قريب؟!، «الكيف» كمسلسل يحمل أيضا بزاوية ما حنينا لزمن ماض والمقارنة ستفرض نفسها على بطليه باسم سمرة وأحمد رزق مع محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى.

الزمن يتجدد ويطرح نجومه وهكذا تعود نيللى كريم بعد ثلاثة من النجاحات المتتالية (ذات) و(سجن النساء) و(تحت السيطرة) ولدينا هذه المرة «سقوط حر» مع المخرج التونسى الموهوب شوقى الماجرى، نيللى بلغة كُرة القدم «هاتريك» فهل تُحقق الرابعة لتصبح «سوبر هاتريك»، غادة عبد الرازق، منذ 8 سنوات ولها مساحة وصاحبة مشروع على المائدة الرمضانية، وهى التى تتحكم فى التفاصيل ولا تزال، عليها أن تُدرك أنها منذ عامين وهى تتراجع جماهيريا، هذا العام تُقدم مسلسل الخانكة وواضح أنها تختار الشخصية التى تُثير حاسة التمثيل لديها وشخصية المريض العقلى بالطبع كذلك، فى مسلسلاتها الأخيرة، كانت تجرى وراء الشخصية، ويتضاءل نجاحها تدريجيا، هذه المرة ذهبت للذروة للخانكة، وليس أمامها سوى أن تخرج منها مكللة بالانتصار، لأن رصيدها لم يعد يسمح بأى إخفاق!

من المنطقى أن ننتظر تجارب مهمة أيضا مثل طارق لطفى الذى كان لافتا فى «بعد البداية» فى العام الماضى وكان هو الحصان الأسود الذى انتزع الإعجاب، هذا العام هو البطل المطلق فى «شهادة ميلاد»، هل يفعلها ويتقدم الصفوف، زينة فى «أزمة نسب» تقول إن العنوان ليس له علاقة بأزمتها مع أحمد عز، ولكن الجمهور عندما يختار هذا المسلسل يذهب إليها وفى ذهنه أنه يتناول تلك الأزمة التى شغلت الرأى العام وأظن أن العنوان فى هذه الحالة سيلعب دورا عكسيا، لو جاء عكس ما يتوقع الناس، عمرو سعد لا يزال يسعى فى محاولات دائبة لكى يخلق من نفسه نجما جماهيريا، أخفق فى ذلك سينمائيا أكثر من مرة فهل يحققها فى «يونس ولد فضة» مع الكاتب الموهوب عبدالرحيم كمال والمخرج الدؤوب أحمد شفيق.

ليس هؤلاء فقط ولكن تبقى أسماء أخرى لديك محمد منير (المغنى) مع المخرج شريف صبرى، منير ليس ممثلا ولكن فى ظل معادلة درامية تلعب فيها الأغنية دور البطولة يصبح قادرا على النجاح، لطيفة تجرب حظها لأول مرة فى دُنيا التمثيل التليفزيونى مع المخرج سعد هنداوى فى «كلمة السر»، تقاوم لطيفة فى البقاء على الخريطة الغنائية، ويحسب لها حضورها حتى الآن داخل الدائرة، «سكوت ح نصور» الذى لعبت بطولته بشهادة المخرج يوسف شاهين هو أفشل أفلامه، ولكن لا يعنى ذلك ألا تحاول أن تقتحم الدراما التليفزيونية فالتجربة حق متاح للجميع.

فى شريعة دُنيا البحار حتى الأسماك الصغيرة لديها أسلحة للبقاء فهل من الممكن أن تنتصر «البساريا» على «الحيتان»؟!.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية