بين العطش وحرارة الشمس القاسية وتجاهل أو فشل المسؤولين، يعيش أهالى محافظات الشرقية والدقهلية وقنا والمنيا، المياه غابت منذ فترة، ورؤساء الشركات «لا حس ولا خبر»، هم خارج المشكلة أو ليسوا طرفًا فيها، فبالرغم من حالة الغضب التى سادت بين أهالى هذه المحافظات بعد انقطاع المياه لفترات طويلة، وتهديد آلاف المواطنين بالاعتصام والإضراب عن الطعام، إلا أن الحلول التى قدمها المسؤولون لم تتجاوز وعودًا باقتراب حل الأزمة، وهى الوعود التى وصفها الأهالى بأنها لا تروى ظمأ «عطشان». وشهدت قرى مركز أولاد صقر وبعض مراكز محافظة الشرقية حالة من الغضب، وهدد الأهالى بالاعتصام أمام مجلس المدينة بعد انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من 3 أشهر، ولم يختلف الوضع فى قنا، وتواصل العطش أيضًا فى الدقهلية، أمس، وتظاهر العشرات من أهالى قرية ديسط، التابعة لمركز طلخا، للمطالبة بعودة المياه التى انقطعت منذ أول رمضان، وواصل أهالى قريتى الروضة وكتامة بمركز طلخا احتجاجاتهم بسبب انقطاع المياه منذ 18 يوماً، فيما شكا أهالى قرى الظهير الصحراوى الغربى بالمنيا، وعددها 10 قرى، من عدم وصول مياه الشرب لمنازلهم، واللجوء إلى الطلمبات الحبشية للحصول على احتياجاتهم اليومية ونقل المياه بالجراكن من القرى المجاورة.
تواصلت أزمة نقص مياه الشرب بالدقهلية، أمس، وتظاهر العشرات من أهالى قرية ديسط التابعة لمركز طلخا عقب السحور، للمطالبة بإعادة مياه الشرب التى انقطعت منذ أول رمضان.
وأكد الأهالى أنهم يعتمدون على شراء جراكن المياه من القرى المجاورة رغم أنهم يدفعون فواتير المياه بانتظام.
وواصل أهالى قريتى الروضة وكتامة التابعتين لمركز طلخا احتجاجاتهم بسبب انقطاع مياه الشرب عن القريتين لأكثر من 18 يوماً ولجوء المواطنين إلى الحصول على احتياجاتهم عن طريق «الجراكن» من القرى المجاورة على عربات الكارو والحمير.
وقالت زينب عبدالحى، من الأهالى: «لجأنا إلى الترع لغسل الأوانى وملء الجراكن منها لقضاء حاجتنا داخل المنازل حتى إن الشركة رفضت إرسال فناطيس مياه للقرية لحين حل المشكلة».
وفى قرية الربع التابعة لمركز تمى الأمديد، قطع العشرات من الأهالى الطريق المؤدى للقرية لليوم الثانى على التوالى وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات احتجاجاً على نقص مياه الشرب وانقطاعها نهائياً منذ بداية شهر رمضان.المزيد
شكا أهالى قرى الظهير الصحراوى الغربى بالمنيا، البالغ عددها 10 قرى، من عدم وصول مياه الشرب لمنازلهم، واللجوء إلى الطلمبات الحبشية للحصول على احتياجاتهم اليومية ونقل المياه بالجراكن من القرى المجاورة.
قال محمد مصطفى، من أهالى القرية الخامسة غرب المنيا، إن مياه الشرب لا تصل إلى منازل القرية، مشيرًا إلى أنه والأهالى يلجأون إلى الطلمبات الحبشية لسد احتياجاتهم من المياه خلال ساعات النهار، وتقدموا بالعديد من الشكاوى للمسؤولين لكن دون جدوى وطالب بإقامة محطات كومبكت بالقرى المحرومة.
وأضاف ربيع حسن، من أهالى القرية «السابعة والثامنة» غرب سمالوط أنه يلجأ لاستخدام الجراكن للحصول على المياه، مشيرًا إلى أن أهالى القرية يسهرون حتى الصباح لتخزين مياه الشرب باستخدام الجراكن لتكفيهم استخداما طوال اليوم.
ومن جانبه، كشف مسؤول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، عدم قدرة المحطات الرئيسية بالمراكز على ضخ المياه إلى نهاية الخطوط، مما تسبب فى حرمان تلك القرى من مياه الشرب والدفع بسيارات نقل المياه، مؤكدا عدم مراعاة المسؤولين السابقين، قدرة التشغيل للمحطات لسد احتياجات قرى الظهير الصحراوى الغربى.المزيد
تعد محافظة قنا من أكثر المحافظات التى تعانى من نقص مياه الشرب وضعفها فى عدد كبير من قراها المنتشرة شمالاً وجنوباً رغم انتشار مرشحات المياه التى لم تسد احتياجات كثير من المناطق لعدم وصول المياه إليها ولجوء الأهالى إلى شراء الجراكن أو إقامة الطلمبات البلدية التى تجلب المياه من باطن الأرض. ورغم كثرة الشكاوى لشركة المياه عن الأزمة التى تواجه جميع القرى إلا أن شيئا لم يحدث، وطالب الأهالى بحلول سريعة وعاجلة لتوفير المياه لحماية المواطنين من ارتفاعات درجات الحرارة.
ويعد مركز أبوتشت من أكبر مراكز المحافظة الذى يعانى نقصاً كبيراً فى مياه الشرب، حيث تعانى قرى «كوم يعقوب، الكرنك والقارة والعمرة والناهض» وباقى قرى خط الجبل من عدم وصول مياه الشرب إليها.
وقال عبدالهادى الحفناوى، موظف، إن قرى خط الجبل وقرية كوم يعقوب تعانى أشد المعاناة من نقص مياه الشرب وعدم وجود مياه صالحة للاستخدام، حيث يقترب تعداد السكان فيها لأكثر من 50 ألف مواطن، موضحاً أنهم يلجأون لشراء احتياجاتهم من المياه من العربات المخصصة للبيع وشراء الجراكن بأعداد مختلفة، حسب احتياجات كل أسرة.المزيد
هدد آلاف المواطنين بقرى مركز أولاد صقر وبعض مراكز محافظة الشرقية بالإضراب عن الطعام والاعتصام أمام مجلس المدينة، بعد انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من 3 أشهر، وسط تجاهل المسؤولين، وهى الأزمة التى استغلها تجار المياه ورفعوا أسعارها، خصوصًا فى مناطق شمال المحافظة، التى تعد من المراكز المحرومة من المياه وتعتمد دائمًا على الشرب من «الفناطيس» أو باعة المياه الجائلين.
وقال عبدالعزيز البطل، من أهالى الصالحية القديمة التابعة لمركز فاقوس، إنهم لم يروا المياه منذ أكثر من 10 أيام، ويعتمدون فى شربهم وحياتهم اليومية على المياه المعدنية والمياه المفلترة، التى وصل سعر «الجركن» منها لأكثر من 5 جنيهات، مؤكدين أنهم اشتكوا للمسؤولين دون جدوى.
وأضاف أنه تواصل مع مسؤول شركة المياه عبر الهاتف، فنهره وقال له بالحرف الواحد: «بلدكم ملهاش مية عندنا»، متسائلًا: «إحنا مش مصريين ولا إيه؟»، لافتًا إلى أنه أكد للمسؤول أن القرية محرومة من المياه منذ فترة، فقال له: «أنا هقفل السكة فى وشك ومتتصلش عليّ تاني».
وأضاف السيد عبدالله، من أهالى مركز كفر صقر، أنه فوجئ بارتفاع أسعار فاتورة المياه المنزلية هذا الشهر عن الفاتورة السابقة بنسبة 100% فبدلًا من دفع 150 جنيهًا أصبحت أدفع 300 جنيه، لافتًا إلى أن شركة المياه لم ترسل كشافين لقراءة العدادات، بل يضعون قراءات وهمية، ولا توجد مياه فهى تأتى «بظروفها» رغم شكوانا للمسؤولين.المزيد