هدد آلاف المواطنين بقرى مركز أولاد صقر وبعض مراكز محافظة الشرقية بالإضراب عن الطعام والاعتصام أمام مجلس المدينة، بعد انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من 3 أشهر، وسط تجاهل المسؤولين، وهى الأزمة التى استغلها تجار المياه ورفعوا أسعارها، خصوصًا فى مناطق شمال المحافظة، التى تعد من المراكز المحرومة من المياه وتعتمد دائمًا على الشرب من «الفناطيس» أو باعة المياه الجائلين.
وقال عبدالعزيز البطل، من أهالى الصالحية القديمة التابعة لمركز فاقوس، إنهم لم يروا المياه منذ أكثر من 10 أيام، ويعتمدون فى شربهم وحياتهم اليومية على المياه المعدنية والمياه المفلترة، التى وصل سعر «الجركن» منها لأكثر من 5 جنيهات، مؤكدين أنهم اشتكوا للمسؤولين دون جدوى.
وأضاف أنه تواصل مع مسؤول شركة المياه عبر الهاتف، فنهره وقال له بالحرف الواحد: «بلدكم ملهاش مية عندنا»، متسائلًا: «إحنا مش مصريين ولا إيه؟»، لافتًا إلى أنه أكد للمسؤول أن القرية محرومة من المياه منذ فترة، فقال له: «أنا هقفل السكة فى وشك ومتتصلش عليّ تاني».
وأضاف السيد عبدالله، من أهالى مركز كفر صقر، أنه فوجئ بارتفاع أسعار فاتورة المياه المنزلية هذا الشهر عن الفاتورة السابقة بنسبة 100% فبدلًا من دفع 150 جنيهًا أصبحت أدفع 300 جنيه، لافتًا إلى أن شركة المياه لم ترسل كشافين لقراءة العدادات، بل يضعون قراءات وهمية، ولا توجد مياه فهى تأتى «بظروفها» رغم شكوانا للمسؤولين.
ويقول يونس الطحاوى، من أهالى الحسينية، إن سوء حالة مياه الشرب يدفع غالبية الأهالى إلى عدم استخدامها فى الشرب ما يضطرهم إلى شراء المياه المفلترة بسعر جنيهين للجركن، ما يشكل عبئًا ماديًا عليهم، ولكنهم مضطرون لتجنب الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والأمراض السرطانية التى انتشرت بين المئات من الأهالى.
وأضاف السيد عيد مطر، من أهالى قرية غصن الزيتون، أنهم يبحثون عن شربة مياه نظيفة منذ أكثر من 3 سنوات، لافتًا إلى أن خط مياه الشرب المغذى لقريتهم وتوابعها التى يزيد عدد سكانها على العشرة آلاف نسمة، تم إنشاؤه منذ عام 2006 بطول 12 كيلو مترا، على نفقتهم الخاصة ما كبدهم أموالاً طائلة إلا أنهم فوجئوا بانقطاع كامل للمياه وعدم وصولها إلى القرية منذ سنوات، علماً بأن القرية بها وحدة صحية مجهزة بأحدث الأجهزة، لكن معمل التحاليل وعيادة الأسنان متوقفان عن العمل بسبب انقطاع المياه عنها، حيث يوجد أكثر من 10 قرى لم تصل إليها المياه منذ أكثر من 3 أشهر.
من جانبه، قال الدكتور صلاح بيومى، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف والصحى، لـ «المصرى اليوم»، إن خدمة مياه الشرب بمنطقة شمال الشرقية تعانى من بعض المشكلات، من حيث الضغط والكمية، نظرًا لطبيعة توزيع هذه المراكز ومساحتها، خصوصًا مركز الحسينية، والتى تبلغ مساحتها ضعف مساحة محافظة الغربية، لافتًا إلى أن مراكز الشمال تعانى من تنافر الكتل السكنية وتباعدها، الأمر الذى يسبب صعوبة فى استمرار الضغط بالقيمة المناسبة فى آخر الشبكات.