x

الدقهلية: 3 ملايين مواطن تحت حصار «المياه النادرة»

الجمعة 10-06-2016 21:16 | كتب: غادة عبد الحافظ |
أهالى الدقهلية يملأون زجاجات المياه من أحد الفناطيس أهالى الدقهلية يملأون زجاجات المياه من أحد الفناطيس تصوير : السيد الباز

تواصلت أزمة نقص مياه الشرب بالدقهلية، الجمعة، وتظاهر العشرات من أهالى قرية ديسط التابعة لمركز طلخا عقب السحور، للمطالبة بإعادة مياه الشرب التى انقطعت منذ أول رمضان.

وأكد الأهالى أنهم يعتمدون على شراء جراكن المياه من القرى المجاورة رغم أنهم يدفعون فواتير المياه بانتظام.

وواصل أهالى قريتى الروضة وكتامة التابعتين لمركز طلخا احتجاجاتهم بسبب انقطاع مياه الشرب عن القريتين لأكثر من 18 يوماً ولجوء المواطنين إلى الحصول على احتياجاتهم عن طريق «الجراكن» من القرى المجاورة على عربات الكارو والحمير.

وقالت زينب عبدالحى، من الأهالى: «لجأنا إلى الترع لغسل الأوانى وملء الجراكن منها لقضاء حاجتنا داخل المنازل حتى إن الشركة رفضت إرسال فناطيس مياه للقرية لحين حل المشكلة».

وفى قرية الربع التابعة لمركز تمى الأمديد، قطع العشرات من الأهالى الطريق المؤدى للقرية لليوم الثانى على التوالى وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات احتجاجاً على نقص مياه الشرب وانقطاعها نهائياً منذ بداية شهر رمضان.

وقال الأهالى: «المياه كانت ضعيفة وتصل ليلاً فقط، ومع بداية شهر رمضان انقطعت تماماً ونضطر لاستخدام مياه الطلمبات وشراء جراكن المياه».

وقال محسن طه، رئيس مركز ومدينة تمى الأمديد: «ضغط المياه ضعيف، لأنه يصل من محطة مياه الشرب بميت فارس وتعتبر قرية الربع فى آخر الخط، وتم حالياً إقامة خط قادم من المحطة الرئيسية لمد قرى المركز بالمياه وسينتهى العمل به فى 30 يونيو الجارى وسيحل الأزمة بالكامل».

ويعانى أكثر من 3 ملايين مواطن بالمحافظة من العطش بسبب نقص مياه الشرب وندرتها ببعض المناطق، بسبب تأخر الانتهاء من ثلاثة مشاريع مياه كبرى بالمحافظة رغم البدء فى إنشائها منذ أكثر من 10 سنوات.

وتعانى مناطق عديدة بمراكز منية النصر ودكرنس والكردى والجمالية والمنزلة وبلقاس والسنبلاوين وميت غمر والمنصورة من انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة، خاصة فى فصل الصيف تمتد لعدة أسابيع بحجة أنها فى نهاية الشبكات.

وقطع المئات من الأهالى مؤخراً الطرق عدة مرات، احتجاجًا على انقطاع مياه الشرب، وكما هدد أهالى الجماملة بالجمالية وقرى منية النصر بالاعتصام بالجراكن أمام المحافظة للمطالبة بتوفير مياه الشرب لهم، وتتفاقم الأزمة كل يوم بسبب عدم وجود حلول فورية لها.

وأكد الأهالى أن المحافظة على مدار سنوات تؤكد أن الأزمة على وشك الحل عقب الانتهاء من تنفيذ محطات المياه المتوقفة وهى منية النصر وميت غمر وتوسعات ميت خميس وتوسعات ميت فارس وأجا وخط الجمالية ومحطة مياه ليسا الجمالية.

وقالت مصادر بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، إن الأزمة لن تنتهى إلا بعد الانتهاء من تنفيذ محطات مياه منية النصر وميت غمر وتوسعات محطة ميت بدر خميس بالمنصورة، وخط مياه الجمالية ومحطة مياه أجا وتوسعات محطة مياه ميت فارس والتى ستقضى على أكثر من 70 % من المشكلة وتلجأ الشركة إلى وضع مسكنات للأهالى عن طريق إرسال فناطيس المياه لتوفير حصص من مياه الشرب لحين انتهاء تلك المشروعات.

وكشفت المستندات، التى حصلت «المصرى اليوم» عليها، أن محافظة الدقهلية استغاثت أكثر من مرة بوزير الإسكان ورئيس الوزراء السابق والحالى، تطالب فيه بسرعة الانتهاء من محطات مياه منية النصر وميت غمر وتوسعات محطة ميت خميس.

وأكدت المحافظة، فى تقرير مفصل، أن عدم الانتهاء من تلك المحطات يؤثر على ثلاثة ملايين مواطن، أى بما يربو على نصف سكان المحافظة.

وأرسلت المحافظة خطابًا لوزير الإسكان تستعلم فيه عن أسباب التأخر فى الانتهاء من تنفيذ عدد من مشروعات مياه الشرب فى مناطق حيوية لحل مشاكل تتكرر كل عام بتلك المناطق بسبب نقص مياه الشرب مثل مشروع محطة مياه منية النصر وشبكاتها التى بدأ العمل فى إنشائها منذ يناير 2008 بتكلفة 320 مليون جنيه، تنفيذ شركة المقاولون العرب، وكان من المنتظر تسليمها فى 20/6/2007، وهو ما لم يحدث وتم تحديد موعد آخر للتسليم خلال زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، لمحافظة الدقهلية، العام الماضى، واستعرض خلالها محافظ الدقهلية حسام الدين إمام مشاكل مياه الشرب بالمحافظة وحاجة المواطنين للانتهاء من تلك المحطة وغيرها وحدد رئيس الوزراء بعد عقد اجتماع طارئ مع جميع الجهات موعد تسليم المحطة فى 30/3/2016، وتم التأجيل للمرة الثانية إلى 30/5/2016، ولم تلتزم الهيئة القومية ووزارة الإسكان بأى من الموعدين.

وهناك مشروع محطة مياه ميت غمر وشبكاتها التى تم طرحها والبدء فى تنفيذها فى يناير 2009 والشركة المنفذة «الأسمنت المسلح» بقيمة تعاقد 338 مليون جنيه من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، كان من المفترض الانتهاء منه وتسليمه فى 2/4/ 2015 وأعيد تحديد موعد جديد للتسليم بعد تدخل المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، إلى 31/3/2016 للمحطة و30/5/2016 للشبكات ولم يتم التنفيذ أيضا. وكذلك مشروع توسعات محطة مياه ميت خميس بتكلفة 68 مليون جنيه، الذى بدأ العمل فيه فى 8/2014 والمقرر تسليمه طبقا للهيئة القومية بتاريخ 30/6/2014 وتم تحديد موعد آخر نهاية مارس الماضى.

وبرر الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق، فى خطاب رسمى لمحافظة الدقهلية تأخر الانتهاء من تلك المشروعات لأكثر من 12 و10 سنوات بمشاكل الدولار الأخيرة.

وأكد وزير الإسكان فى خطاب رسمى، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، أن أسباب تأخر الانتهاء من تلك المشروعات يرجع إلى استيراد المهمات من الخارج ومشاكل الدولار، بالإضافة لأسباب أخرى منها تأخر تسلّم الموقع أو وجود عوائق فى الموقع، وعدم نزول البيارة إلى المنسوب التصميمى وزيادة كمية الخرسانة المنفذة عن الواردة بالتعاقد.

كما برر الوزير تأخر الانتهاء من مشروعات خط مياه الجمالية بسبب اعتراض الأهالى على مسار الخط لفترة طويلة وتأخر الانتهاء من توسعات محطة مياه ميت فارس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية