x

«الأقصرى».. حفيد الحسين فى أحضان الفراعنة

الجمعة 10-06-2016 17:12 | كتب: ريهام عمر |
مولد أبو الحجاج الأقصرى من أبرز الاحتفالات السنوية بمدينة الأقصر مولد أبو الحجاج الأقصرى من أبرز الاحتفالات السنوية بمدينة الأقصر تصوير : اخبار

وسط مدينة الأقصر، وتحديدا فى قلب معبد الأقصر يقع مسجد أبوالحجاج الأقصرى، أشهر المعالم الإسلامية بالمحافظة، إذ يعد مزيجا من الطراز الفاطمى الذى بنى به المسجد والنقوش الهيروغليفية التى تجسد الحضارة المصرية القديمة على جدران المعبد.

وينتهى نسب يوسف عبدالرحيم يوسف عيسى الزاهد، الشهير بأبوالحجاج الأقصرى إلى الإمام الأكبر أبوعبدالله الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب، والسيدة فاطمة الزهراء.

يقول الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى، أحد أعمدة العائلة الحجاجية، إن أبوالحجاج الأقصرى كان يعمل قاضى قضاة بغداد قبيل إسقاطها، وعندما ضاقت به الأمور وتدهورت شؤون القضاء لزم الاعتزال عن الحياة لفترة، وبعدها قرر القيام برحلة طويلة، وسافر إلى مكة ومنها إلى الإسكندرية، وعمل مدير الحسبة فى عهد الملك الصالح أيوب، وغادر إلى شمال أفريقيا والتقى سيدى عبدالرحيم القنائى، وتتلمذ على يديه، ليعود معه إلى صعيد مصر، وعاش فترة بمدينة قوص، ثم انتقل إلى مدينة الأقصر، واستقر بها، ونشر تعاليم الدين الإسلامى بين أهلها.

وأوضح شمس الدين أن جده الأكبر عندما جاء إلى مصر عام 592 هجريا كان يبلغ 40 عاما، وتوفى عام 642 هجريا، وأنه كان يطلق عليه ذو 4 أعين لقوة بصيرته، مضيفا: «عندما جاء أبوالحجاج إلى الأقصر كانت تعيش راهبة شهيرة تدعى (تريزا) رفضت دخوله المدينة، وأعطته مساحة جلد جاموس ليبيت عليها، وطاف بها المدينة بالكامل ليلة تلو الأخرى، ويقال إنها استخدمت السحر لتلحق به الأذى، إلا أنه كان يفسده كل مرة بقراءة القرآن الكريم، حتى أسلمت ويقال إنها تزوجته، ودفنت بغرفة الخلوة الخاصة به بجوار ضريحه، وإنه لا يمكن إثبات أو إنكار كراماته، لإيمان العديد بها».

وأضاف: «هناك العديد من الروايات حول عدد أبنائه، وواحدة منها تقول إن عددهم 3 أبناء وفتاة، وتزوجت الفتاة من عبدالمنعم الأشقر، أحد رفاقه خلال رحلته إلى الأقصر، ومؤسس عائلة الشقيرات بالأقصر، ورواية أخرى جاء بها أن له ابنا دفن بمنطقة قمر العروس ببنى سويف، وآخر بمنطقة باب البحر بشارع محمد على، والأخيرة تقول إنه كان لديه اثنان دُفنا بجواره بالأقصر وهما عبدالمعطى وأحمد، ويطلق اسمه على مسجد بالقرب من مسجد أبيه بوسط المدينة، ويقال إن اختيار يوم 13 شعبان للاحتفال بمولد أبوالحجاج جاء اعتقادا بأن اليوم نفسه شهد دخول الراهبة تريزا بنت حاكم المدينة، وأليس ابن باسيليوس، كبير الرهبان، بجانب 323 راهبا- الإسلام، عقب مناظرة دينية بينهم وبين أبوالحجاج والتى انتهت بانتصار الأخير بالحجة والبراهين».

وقال يوسف محمود، أحد أبناء العائلة الحجاجية، إن أهالى الأقصر يحتفلون بمولد سيدى أبوالحجاج بداية شهر شعبان، ويقومون بطقوس معينة، خاصة بالعائلة الحجاجية، كل يوم عقب صلاة العشاء بالمسجد، وتكون البداية بـ(رفع الدائم)، حيث يقال فيه يا دائم اسم الله، محمد رسول الله، 3 مرات، ثم قراءة الفاتحة، يليها بدء الموالدية بالصلاة على النبى والأدعية من أمام ضريح أبوالحجاج حتى الوصول إلى الباحة الجانبية وقراءة أجزاء من القرآن الكريم لما يقرب من ساعتين.

ويضيف محمود: «آخر 3 أيام قبيل الليلة الختامية للمولد يعقد مجلس الذكر عقب الانتهاء من قراءة القرآن، مرددين الأذكار طيلة الليل، والليلة الختامية للمولد تكون بساحة أبوالحجاج بحضور محافظ الأقصر ومدير الأمن وعدد من المسؤولين، ويستمع الحضور إلى القرآن الكريم، ووصلات المديح لعدد من المنشدين حتى منتصف الليل، وتشهد الأقصر فى اليوم التالى لليلة الختامية الموافق 14 شعبان انطلاق (الدورة)، لتجوب كافة شوارع المدينة، وهو موكب دينى يشارك فيه أهالى المدينة، بنفس الطريقة التى سلكها أبوالحجاج من الشمال إلى اليمين تكريما له».

وقال محمد عمر، مرشد سياحى، إن الدورة مقتبسة بالكامل من عيد الأوبت لدى القدماء المصريين، حيث يتقدم عيد الأوبت الملك ثم الكهنة لأداء الصلوات والابتهالات للإله، وهو ما نراه فى الدورة بصفوف من الدلائل يرتدون الجلباب الأبيض ويقتصرون على العائلة الحجاجية فقط، لقراءة القرآن الكريم، ويليها الراقصين للأوبت، و4 جمال يمثلون أبوالحجاج، وآخر يحمل طبول الدورة، ثم كهنة يحملون المراكب على أكتافهم، وسيارات تحمل عددا من المراكب الشراعية تجر بالحبال فى مظاهر الاحتفال بالدورة، ثم حملة رايات للأوبت، ورايات للأقطاب الصوفية، وتليها مشاركة أهالى الأقصر من العائلات المختلفة، لينتهى الموكب بالقوات الشرطية والمرور لتأمينه، أما عيد الأوبت فكان يشهد مشاركة قادة الجيش وخلفهم الجنود، وتقدم القرابين إلى الإله، يمثلها الذبائح وتقديم الطعام للفقراء بساحة أبوالحجاج، لافتا إلى أن الاحتفال به كان فى الشهر الثانى من موسم الفيضان.

وسجل المسجد كأثر إسلامى عام 2007، وتعرض إلى حريق هائل فى ذات العام، إلا أن مقصورة الضريح واللوحة التى توضح نسب أبوالحجاج لم تمسهما النيران، حسب رواية أحد مريديه، ليتم اكتشاف بناء المسجد على أعمدة أثرية تحمل نقوشا هيروغليفية، ليكتمل ترميمه عام 2009 بتكلفة بلغت 7 ملايين جنيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية