x

رمضان «حلايب وشلاتين».. الإفطار بـ«السلات»

الجمعة 10-06-2016 17:11 | كتب: محمد السيد سليمان |
أهالى حلايب وشلاتين يستعدون للطهى أهالى حلايب وشلاتين يستعدون للطهى تصوير : اخبار

يحرص أبناء حلايب وشلاتين على الالتزام بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة التى يمارسونها فى شهر رمضان، وأبرزها الوجبة الرئيسية للإفطار وهى «السلات»، وتحتفظ القبائل التى تسكن منطقة حلايب والشلاتين والتجمعات البدوية من قبائل العبابدة والبشارية، جنوب محافظة البحر الأحمر، بعاداتهم وطقوسهم الخاصة فى المشروبات والطعام خلال الشهر الكريم، وتحتوى موائدهم على عدة مأكولات ومشروبات بعينها.

«المصرى اليوم»، رصدت مراحل تجهيز وجبة «السلات» فى مدينة شلاتين بداية من الذبح والطهى وانتهاء بطقوس تناولها مع عدد من شيوخ القبائل.

وقال الشيخ محمد طاهر شيخ مشايخ أبورماد، أحد شيوخ قبيلة البشارية، إن أهم الأكلات فى المنطقة، وجبة «السلات»، وتكون بتناول لحوم الضأن والماعز، حيث تتم تربية الحيوانات لدى معظم السكان، ويتم اختيار الخروف كثيف اللحم وذبحه وسلخه وفصل اللحم عن العظم.

وأضاف: «طريقة تجهيز (السلات) تشبه طريقة تجهيز (الكباب) فى المطاعم الحديثة، إذ يتم اختيار الخروف أو ذكر الماعز بعد تسمينه لعدة أشهر، وذبحه وتقطيعه، وبعدها يوضع اللحم على أحجار الجرانيت والصوان والبازلت للطهى، ثم توضع طبقة أخرى من الأخشاب وقطع الفحم المشتعلة، وتتم عملية الطهى فى وقت يتراوح ما بين 40 دقيقة وساعة، وبعدها تكون جاهزة، فور رفع أذان المغرب، وتحرص كل أسرة فى حلايب وشلاتين على امتلاك موقد للشوى وتخزين كمية من الفحم والأخشاب لتجهيز وجبة السلات وتكون هذه الوجبة خالية من أى دهون بهذه الطريقة، وكل شيخ قبيلة يقوم بإعداد مائدة إفطار لمشايخ وأبناء المنطقة، بالإضافة لمائدة أخرى لأبناء المنطقة لا تقل فى محتواها عن مائدة إفطار المشايخ».

ويحتل مشروب «الجَبَّنة» الصدارة لدى القبائل فى حلايب وشلاتين، وهو من المشروبات الساخنة التى يحرص على احتسائها أبناء قبيلتى «العبابدة» و«البشارية» والقبائل الأخرى التى تسكن المنطقة خلال شهر رمضان.

وقال الحسن عثمان، أحد أبناء شلاتين، إن «الجبَّنة» مشروب عربى شهير، يتم تجهيزه من خلال عملية التحميص اليدوى للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار يسمى آلة صنع «الجبنة»، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص ٣ دقائق، وأثنائها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التى يطلبها الضيف، وبعد التجهيز يضاف إلى «الجبنة» قليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة مصنوعة من الخزف الملون.

وأضاف عثمان: «سعر الكيلو من النوع الجيد يصل إلى ١٥ جنيهاً، وأدوات تجهيز الجبنة موجودة داخل كل بيت فى حلايب وشلاتين، ويحرص البدو الرحل للرعى والصيد والتجارة، على اصطحاب أدوات تجهيز الجبنة معهم، والمشروب مفيد للغاية للمناعة ومنشط للذاكرة ومنبه شديد ويساعد على إذابة الدهون من الجسم».

وتعد وجبة «الكسرة» أبرز الأكلات لدى قبيلتى العبابدة والبشارية، وهى عجينة تسوى فى تراب ساخن «الملمودة»، وتغطى بالجمر حتى يستوى أحد جانبيها، ثم تقلب على الجانب الآخر حتى تستوى تماما وتصبح صالحة للأكل باللبن أو غيره، فهى بمثابة الخبز عندهم، وتسمى أيضا القبورية نسبة إلى طريقة طهيها التى تشبه القبور، ولها أنواع أخرى طبقا لطريقة الطهى وهى: أم رضاف، حيث توضع العجينة على بعض الحجارة وتغطى بالجمر حتى تستوى تماما.

وتجد فطيرة «القابورى» إقبالا شديدا، وتكون موجودة على موائد الإفطار لمختلف الأسر بحلايب وشلاتين، ويشير آدم سعد الله، أحد أبناء شلاتين، إلى أن (القابورى) يطلق عليها (بيتزا العبابدة)، ويتم تحضيرها من الدقيق والماء، وبعدها يقطع العجين لقطع صغيرة ويتم فردها لتتشكل على هيئة فطيرة، ثم تدفن العجينة فى حفرة مليئة بالأخشاب الموقدة لمدة 20 دقيقة، وبعدها تقلب على الناحية الأخرى لاستكمال عملية التسوية، ويتم تقديمها ساخنة.

وتابع: «شيوخ القبائل البدوية بالمنطقة يذبحون عددا من ذكور الماعز والخراف فى رمضان، وقبل أيام من عملية الذبح يتم تجميع الحيوانات فى مكان واحد يطلق عليه المذبح، ويقع وسط القرية، حيث تسبق عملية الذبح وضع علامات من القماش الملون فى رقاب الحيوانات المعدة للذبح خلال شهر رمضان، ويتجمع شيوخ القبائل وأهالى القرية جميعا، ثم تبدأ عمليات الذبح وفور الانتهاء تجمع اللحوم وتقسم 3 أقسام، ثم تبدأ عملية التوزيع بواسطة 3 من كبار شيوخ القبائل، ويكون الثلث الأول للفقراء من أبناء القرية، والثلث الثانى لأصحاب الحيوان المذبوح، والثلث الأخير للأقارب والجيران، والهدف من ذلك التجمع زيادة الروابط بين أبناء القرية وباقى القبائل، وحتى يحصل الجميع على لحوم متنوعة من الأغنام والماعز، وشيوخ القبائل يرسلون مندوبين من الشباب للتجمعات البدوية فى الأودية الصحراوية البعيدة لتوزيع اللحوم على الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى توزيع جزء من اللحوم على الموظفين والمدرسين المغتربين الذين يعملون بالقرية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية