فى 1951 تلقت شركة پورشه دعوة خاصة للمشاركة بسباق Le Mans 24 Hours ، الأمر الذى ترك المسئولون فى حيرة من أمرهم، وأصبح سؤال «أنشارك أم ننسحب»؟! كان شغل المصنع الشاغل فى ذلك الوقت وتطلبت إجابته الكثير من القرارات المصيرية. خاصة وأن الشركة وقتها لم تكن بحجمها الحالى. كانت پورشه فى 1951 تمتلك سيارة واحدة أنتجتها عام 1948.
ليس هذا وحسب، الموارد التى ستستهلكها مثل هذه الخطوة كانت حملا بالغا على الشركة، لم تكن لتتحمله بسهولة. ولكن فى المقابل، إذا نجحت هذه الخطوة، ستكون دفعة ملحوظة لسمعة الشركة التى كانت قد بدأت بالازدهار بالفعل. كان فيرى پورشه يعلم أن القرار يجب أن يكون شجاعا ولكن ليس مستحيلا كما أنه رأى من وجهة نظره أن خبرتهم فى سباقات التحمل قد تساعدهم بشكل كبير فى تحسين سياراتهم التجارية.
فى بداية مشاركاتهم، تمكنت سيارة 356 التى تم تعديلها لتصبح أخف وزنا وأكثر اعتمادية من حصد الفوز بفئتها بقيادة أوجست فوييه وإدموند موشيه. بلغت السيارة سرعة 160 كم/س على طريق مولسان المستقيم، وتمكنت من إنهاء اللفات بمتوسط سرعة بلغ 117 كم/س.
تمكنت پورشه من تكرار الفوز فى العام التالى، ولكن فى 1953 ومع وجود منافسة أشد فى الفئة ذاتها، قرر فيرى پورشه أنهم يجب أن يرفعوا من مستواهم أمام المنافسين، ومن هنا ولدت السيارة 550. وعلى الرغم من أن هذه السيارة اشتهرت فيما بعد بالطراز المكشوف أو Spyder إلا أن سيارات 550 الأولى كانت كوپيه بمحركات أوسطية بسعة 1500 سى سى وقاعدة مكونات Space Frame خفيف الوزن مكن السيارة من تحقيق سرعات بلغت 200 كم/س فى الطريق المستقيم ذاته. ومن هناك بدأت السيارات تتطور لتصل سرعاتها لـ260 كم/س بحلول موسم 1958، فى الوقت ذاته الذى كانت پورشه تتمكن فيه من إنهاء البطولة فى المركز الرابع.
امتدت النجاحات لتشمل سيارات مثل 908 و910 و911 ولكن كانت 917 السيارة الأقوى اسما وسمعة حيث تمكنت من حصد 3 مواسم متتابعة ولقبت بأفضل سيارة سباق على الإطلاق. خلال 20 عاما تمكنت پورشه من رفع سرعات سياراتها من 100 ميل إلى 240 ميلا فى الساعة، ورفعت كفاءة المحركات من 49 إلى 600 حصان. وأخيرا وبعد أن ابتعدت عن سباقات التحمل لفترة طويلة، عادت پورشه بسيارة 919 فى 2014، بعد أن تمكنت من تقديم سيارات سباق تفوق قدراتها 1000 حصان، وتتمكن على الرغم من تلك القوة، من إنهاء السباق فى قطعة واحدة.
فى 18 و19 من يونيو الجارى ستنافس پورشه بسيارة 919 للمرة الثالثة. وتعتبر هذه المرة الأصعب، والتحدى الأقوى للفريق الذى يحاول الدفاع عن لقبه الذى جناه العام الماضى فى بطولة الـ FIA للتحمل WEC. ولهذا يعتبر السباق الكلاسيكى بفرنسا بالنسبة للفريق هو الأهم حاليا.
من المعروف أن الصانع الألمانى جنى 17 لقبا فى المجمل فى مسيرته بالبطولة على مر التاريخ، كما أن الرقم القياسى على حلبة Circuit De La Sarthe الفرنسية بأكثر مكاسب فى بطولتى الصانعين والسائقين مسجل باسم پورشه حتى الآن، بالرغم من الأعوام التى غابت فيها عن ساحة المنافسة فى سباقات التحمل. التحديات هذا العام متعددة أولها؛ نسبة الوقود المحددة من قبل WEC، بالتبعية لا يمكن لـ919 Hybrid التوقف سوى كل 14 لفة.
التحدى الثانى يكمن فى استهلاك الإطارات عادة تتم بصورة غير ثابتة، وهو الأمر المتروك بالكامل للسائقين، فمن ناحية الفريق لا يمكنهم تأمين أى شيئا لهم سوى توقف صيانة مثالى لا يعطل مسيرتهم على الحلبة. مما يأخذنا للتحدى الثالث، السائقين ولكن الشركة على ثقة كبيرة من قدرات سائقيها. التحدى الرابع هو احتمالات وقوع حادث، وخلال السباق سوف تستخدم پورشه استراتيجية متغيرة باستمرار وليست ثابتة.