الغش هو الخداع والاحتيال، أى نظهر شيئا مفرغا من مضمونه، بمعنى نجرى امتحانات لكى نميز الجاد من المهمل والذى جد وتعب وسهر الليالى الطوال من الذى أخذها هزوا!، ثم تقوم فئة ضالة من أناس لا دين ولا قيم ولا شهامة عندهم بتسريبها وهذا يؤدى إلى إتاحة الفرصة للغش ونشر ثقافة التقاعس والتخاذل وعدم الاعتماد على النفس بل سلب ما عند الغير والحصول على ما ليس لك. متناسين الحديث الشريف الذى يقول «من غشنا فليس منا» متناسين أن من نجح بالغش هم بعد ذلك: المهملون فى أعمالهم، المستغلون لأقوات الناس هم الفئة من الأطباء الذين يفتحون دماغ المريض ثم يتركونه ويخرجون للمطالبة بباقى الأتعاب حتى ولو كان ميتا! هم الفئة من المهندسين الذين يبنون العمارات والكبارى ثم تسقط على رؤوس ساكنيها. هم الفئة من المدرسين الذين يتهربون من أداء واجبهم فى مدارسهم ويعيشون على مص دماء أولياء الأمور، هم الفئة من الناس التى تغش فى البيع والشراء وغير ذلك مما يصعب سرده وشرحه. هل علم من صنع ذلك الصنيع الفاسد والمفسد أنه يفعل بالأمة كل ذلك؟ هل يعلم أن كل فعل سيئ يقع من هذه الفئات يتحمل هو نصيب من الوزر والإثم؟. ألم يقرأ هؤلاء قول المولى عز وجل «ألَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ».. فلو كان هناك عقاب رادع يصل إلى الإعدام لما فعل هذا المفسدون. وكان لزاما على الدولة أن تظهر للناس أن فساد الامتحانات هو فساد لجيل بأكمله وهو ضرر بالغ لسمعة الدولة المصرية فى الداخل والخارج. وأن تؤكد الدولة وبحق بأن من يقترف ذلك الجرم ليس له عقاب إلا الإعدام وفى ميدان عام!! هل يفيق المسؤولون قبل فوات الأوان؟ هل يمكن أن يضع صانع القرار هذا الأمر على أنه مسألة حياة أو موت؟
أ.د/ سعيد السيد عبدالغنى
أستاذ بكلية العلوم- جامعة بنها