x

حلف الأطلسي يقر استراتيجية جديدة لمدة 10 أعوام

السبت 20-11-2010 10:58 | كتب: وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

وافق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في قمتهم بالعاصمة البرتغالية لشبونة الجمعة على استراتيجية باسم «المفهوم الاستراتيجي» لمدة عشرة أعوام، تهدف إلى السماح للحلف بالعمل خارج نطاق أوروبا ومواجهة الأسلحة الجديدة مثل الهجمات الإلكترونية.

يرجع تاريخ «المفهوم الاستراتيجي» الأخير لحلف الأطلسي إلى عام 1999 . ومنذ ذلك الحين، قضى الحلف ما يقرب من ثمانية أعوام في القتال في أفغانستان، واضطر إلى مواجهة التهديدات الجديدة مثل «الإرهاب» وحرب البرمجيات والقرصنة، التي لا تتضمن وثيقة العام 1999 أيا منها بشكل واف.

وقال الأمين العام للناتو فوج أندرس راسموسن في مؤتمر صحفي: «لقد أقررنا مفهومنا الاستراتيجي». وتتألف وثيقة هذا المفهوم من 11 صفحة ستحل مكان المفهوم السابق الذي يعود إلى العام 1999. ويشمل المفهوم الجديد إقامة نظام مضاد للصواريخ الهدف منه حماية سكان وأراضي دول الحلف الأطلسي، على أن يصبح هذا النظام «أحد العناصر الأساسية في الدفاع الجماعي» لدول الحلف.

وفيما يلي النقاط الرئيسة للمفهوم الاستراتيجي للحلف الأطلسي الذي تبناه الجمعة في قمة لشبونة الذي سيوجه تحرك الحلف الأطلسي خلال الأعوام العشرة المقبلة:

الدفاع المشترك

يؤكد المفهوم الالتزام الأساسي للدول الأعضاء بــ«الدفاع عن النفس في شكل متبادل ضد هجوم، على أن يشمل ذلك التهديدات الجديدة».

النووي

يلتزم الحلف الأطلسي «تأمين الظروف لعالم خال من الأسلحة النووية»، لكنه سيظل تحالفا نوويا «ما دام هناك أسلحة نووية في العالم».

يظل الردع «عنصرا مركزيا» في استراتيجية الحلف: إن القوى النووية تؤمن «الضمان الأقصى» للأمن رغم أن الظروف للجوء إلى السلاح النووي «غير مرجحة في شكل كبير».

الدفاع المضاد للصواريخ

يحدد الحلف الأطلسي قدرته على الدفاع عن نفسه ضد هجوم بالصواريخ بوصفه أحد «العناصر المركزية» لدفاعه. وفي هذا المجال، سيسعى الحلف في شكل نشط إلى «التعاون مع روسيا وشركاء آخرين أوروبيين وأطلسيين».

الشراكات

إن الشراكات مع دول أخرى يمكن «أن تساهم في تعزيز الأمن الدولي والدفاع عن قيم الحلف الأطلسي وفي عملياته فضلا عن إعداد الدول المهتمة للانضمام» إليه. «إن اتحادا أوروبيا نشطا وفاعلا يساهم في الأمن الشامل للمنطقة الأوروبية الأطلسية. إن الاتحاد الأوروبي شريك فريد وأساسي بالنسبة إلى الحلف». إن التعاون بين الحلف الأطلسي وروسيا يكتسب «أهمية استراتيجية».

في هذه الاستراتيجية أكد الحلف الأطلسي أنه لا يشكل أي خطر على روسيا، بل يسعى لإقامة شراكة استراتيجية حقيقية مع موسكو. وجاء في نص الاستراتيجية الذي نشر على الموقع الرسمي للحلف على شبكة الإنترنت، أن الشراكة مع روسيا تتمتع بمعنى استراتيجي، حيث تساهم في إقامة منطقة سلام واستقرار وأمن مشتركة.

وتدعو الاستراتيجية الجديدة الى تكثيف المشاورات السياسية مع الجانب الروسي بالإضافة إلى التعاون العملي في المجالات ذات المصالح المشتركة، منها الدفاع المضاد للصواريخ ومكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات ومحاربة القرصنة وتعزيز الأمن الدولي.

كما أكدت الاستراتيجية أن الحلف سيحاول إقناع روسيا بزيادة الشفافية بشأن ترسانتها النووية، ونقل عناصرها من الحدود مع الحلف إلى داخل أراضيها.

إدارة الإزمة

يلتزم الحلف الأطلسي «تفادي أو التعامل» مع الأزمات التي يمكن أن تتحول إلى نزاعات و«إضفاء الاستقرار على وضع يسبق النزاع أو المساعدة في إعادة البناء».

سينشىء الحلف «عبر استخلاص العبر من العمليات، بنية مدنية لإدارة الأزمات، ملائمة ولكن متواضعة بهدف التحرك في شكل أكثر فاعلية بين الشركاء المدنيين».

الإرهاب

يشكل الإرهاب «تهديدا مباشرا». يمكن أن تهدد نزاعات خارج حدود الحلف الأطلسي أمن الحلف «عبر تغذية التطرف والإرهاب»، وأيضا تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر.

الهجمات الإلكترونية

يلحظ المفهوم تطوير قدرة الحلف على «تفادي ورصد الهجمات الإلكترونية». ومن المصادر المحتملة «القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات الأجنبية والجريمة المنظمة والمجموعات الإرهابية أو المتطرفة».

أمن الطاقة

يريد الحلف الأطلسي أن يساهم في هذا المجال «بما في ذلك عبر حماية البنى التحتية للطاقة ومناطق العبور الحيوية وطرقها».

حلف من أجل القرن الحادي والعشرين

يعلن قادة الحلف الأطلسي «تصميمهم على مواصلة تطوير الحلف ليكون قادرا على خوض التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين»، ويؤكدون «تصميمهم الحازم على صون فاعليته بوصفه حلفا سياسيا عسكريا حقق أكبر نجاح في العالم».

وقال راسموسن خلال افتتاحه القمة إن المفهوم الجديد يهدف إلى جعل الناتو أكثر «فعالية وارتباطا وكفاءة».

ويرى راسموسن أن على دول الحلف الأطلسي تطوير قدراتها للدفاع ضد تهديدات مثل هجمات الصواريخ الباليستية والهجمات على أنظمة الكمبيوتر والإنترنت الخاصة بهم. كما أن عليهم أيضا أن يصلحوا جيوشهم حتى تكون لديهم القدرة على القتال في أي مكان.

وحذر راسموسن في خطاب قبيل القمة بساعة من أن «الدول الضعيفة التي تقف في منتصف الطريق في جميع أنحاء العالم يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على أمننا».

كما يرى أنه من الواجب أيضا أن يبذلوا المزيد من الجهود في الاتصالات الدبلوماسية والأمنية مع القوى الأخرى مثل الصين والهند وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.

كما أنه سيتوجب أيضاً أن يقوم الحلف بتقليص السلاسل البيروقراطية والعسكرية للقيادة التابعة له من خلال إغلاق اربعة من أصل 11 من مقار القيادة الحالية وعمل تشذيب جذري للوكالات الفنية الـ 14 التابعة له التي تدير قطاعا من مشروعات المشتريات وصيانة المعدات.

من جهته، قال الرئيس الأمركي باراك اوباما: إن «الولايات المتحدة وحلفاءنا في الحلف الأطلسي حققوا اليوم تقدما جوهريا». وأضاف أوباما: «أعلن لكم بسرور أننا للمرة الأولى اتفقنا على تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ سيكون قويا بما يكفي لتغطية الأراضي الأوروبية للحلف الأطلسي مع سكانه إضافة إلى الولايات المتحدة». وتابع أوباما أن «التقدم الذي حققناه اليوم يجعلني  شديد التفاؤل بأن قمة لشبونة ستصبح حدثا يذكر».وقال أوباما إن زعماء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي اتفقوا في قمة لشبونة على إقامة منظومة للدفاع الصاروخي تغطي كل الدول الأعضاء في الحلف في أوروبا وأمريكا الشمالية.

واعتبر أوباما أن هذه المنظومة تأتي بمثابة رد الفعل على التحديات الحديثة في العالم. وقال إن زعماء الأطلسي يأملون في أن تفتح قمة روسيا- الأطلسي الباب أمام التعاون بين الطرفين في مجال الدفاع الصاروخي، مضيفا أنه يتوقع أن يؤكد الجانب الروسي خلال القمة على وجود العديد من التهديدات المشتركة وعلى ضرورة التعاون من أجل التصدي لها.

وتناقش القمة السبت ملف أفغانستان، والخطط الخاصة بوضع حد للعمليات الحربية في هذا البلد بحلول عام 2014.وسيطلب الحلف من روسيا التعاون في قضية نشر منظومة الدفاع الصاروخي، إلى جانب دعوتها للانضمام اليها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية