قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، مايكل بوزنر، ردا على بيان وزارة الخارجية المصرية برفض التدخل الأمريكى فى شؤون مصر الداخلية: «نحن لدينا علاقات قوية مع الحكومة المصرية، ومصالح مشتركة فى قضايا أمنية وإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، وسنستمر فى هذا التعاون، إلا أننا فى الوقت ذاته لدينا اهتمام بحقوق الإنسان، ونناقش هذا الملف بشكل مباشر مع الحكومة المصرية، ونصدر التعليقات والتصريحات العلنية حول بعض القضايا».
وأضاف بوزنر، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الاهتمام بالشأن الداخلى المصرى ليس أسلوبا يمارس بشكل استثنائى مع القاهرة، وإنما مع كل حكومات العالم بما فيها مصر، لافتاً إلى أن بلاده مستمرة فى الإعراب عن أملها فى وجود مراقبين دوليين ومحليين للإشراف على انتخابات مجلس الشعب المقبلة المقرر إجراؤها فى 28 نوفمبر الجارى، وأن تكون الانتخابات مفتوحة وحرة ونزيهة، مؤكداً أن بلاده ستنتظر حتى ظهور نتائجها للتعليق عليها.
واعتبر بوزنر أن القضية الأهم هى عالمية معايير حقوق الإنسان التى تنطبق على كل حكومات العالم بما فيها الحكومة الأمريكية، فى إطار عملية تعاونية وجزء من الدبلوماسية الأمريكية، مؤكدا أن إثارة هذه القضايا جزء من علاقة الولايات المتحدة مع مصر وهناك مناطق كثيرة فى هذه العلاقة بها اتفاق وتعاون، ومناطق أخرى بها خلافات، لكن بلاده مستمرة فى مناقشة كل الاختلافات.
وتابع بوزنر: «الولايات المتحدة ستستمر فى تشجيع مصر على إجراء انتخابات حرة ومفتوحة، بحضور مراقبين يتم السماح لهم بدخول مراكز الاقتراع، ونتوقع أن يتم السماح للناخبين بالوصول إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، وأن تكون الانتخابات شفافة ومفتوحة، وسننتظر النتائج، وسوف أزور مصر بعد الانتخابات للتحدث مع المسؤولين المصريين».
وقال بوزنر رداً على سؤال حول تقرير الحريات الدينية الذى أصدرته وزارة الخارجية الأربعاء الماضى، وركز على حوادث اعتبرها تمييزا ضد الأقباط، والبهائيين، والشيعة، والإخوان المسلمين، بينما أغفل حوادث اختفاء وفاء قسطنطين، وكاميليا شحاتة، والاتهامات الموجهة للكنيسة القبطية باحتجازهما رغما عن إرادتهما، وأضاف: «لا علم لى بهذه الحوادث، والتقرير يتحدث عن الحرية الدينية بصفة عامة، ونحن قلقون بشكل عام حول أوضاع الحريات الدينية خارج الولايات المتحدة سواء فى المجتمع المسيحى أو الإسلامى، حيث توجد قيود على هذه الحريات، ومن المهم أن يتم توجيه الاهتمام بهذه القضايا فى المجتمعين».
وحول ردود فعل الحكومة المصرية تجاه التقارير التى تصدرها أمريكا حول الحريات الدينية، قال بوزنر، إن التقرير يغطى كل دول العالم وأحيانا يناقش سفراؤنا الأمور الواردة فى التقرير مع الحكومات، وينقلون هذه المحادثات إلى واشنطن، موضحا أنه لم يتلق ردا أو تعليقا من مصر بشأن التقرير الأخير لأنه صدر منذ يومين فقط.
فى السياق نفسه، قال المتحدث باسم وزارةالخارجية الأمريكية، فيليب كراولى، ردا على بيان وزارة الخارجية المصرية،: «هذا ليس تدخلا، وإنما تشجيع لمصر التى تعد صديقة للولايات المتحدة، والانتخابات المقبلة مهمة للغاية، وسنراقبها مثل بقية الدول المهتمة بمصر».
وأضاف كراولى فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «قلنا إن من مصلحة مصر أن تقنع المجتمع الدولى بنزاهة هذه الانتخابات، بالسماح بمشاركة أكبر للمجتمع المدنى والمراقبين المحليين والدوليين، وواشنطن لن تتردد فى مد مصر بالنصيحة والمشورة والمراقبين».