قال الدكتور محمد البدرى، سفير مصر فى روسيا، إنه يتم حاليا الانتهاء من اللمسات الأخيرة للاتفاق التنفيذى للمشروع النووى فى منطقة الضبعة، وإن العلاقات «المصرية- الروسية» استراتيجية، وانضمام مصر للاتحاد الأوراسى سيؤدى إلى تدفق البضائع المصرية لدول الاتحاد دون عوائق جمركية.
وأضاف «البدرى»، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، فى العاصمة الروسية موسكو، على هامش المعرض الذى أقامته شركة روس أتوم الروسية، المكلفة ببناء محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، أن هناك تعاونا كاملا بين سلطات البلدين فيما يتعلق بحادث الطائرة الروسية، مؤكدا أن هناك ضغوطا من جانب الشركات السياحية الروسية لاستئناف رحلاتها إلى مصر، وإلى نص الحوار:
■ ما آخر مستجدات حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وهل هناك تعاون فى هذا الصدد؟
- يوجد تعاون كامل بين السلطات المصرية والروسية فيما يتعلق بهذا الحادث، وهو أمر طبيعى بالنظر إلى أنها كانت طائرة روسية من ناحية، إضافة إلى العلاقات القوية التى تربط الدولتين بعضهما ببعض من ناحية أخرى، كما أن الجانب الروسى تلقى بشكل إيجابى للغاية قرار النائب العام بإحالة ملف القضية إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيها.
■ وماذا عن تقييمات اللجان الروسية التى زارت مطارات مصرية؟
- زارت لجنة خبراء روس مطارى شرم الشيخ والغردقة فى إبريل الماضى، والتقت بوزير المواصلات الروسى عقب عودتها، وقال لى إن هناك تقدماً كبيراً فيما يتعلق بتطوير المطارين، كما أن التقرير الصادر عن اللجنة إيجابى والمفاوضات مازالت جارية.
■ متى تعود السياحة الروسية لمصر؟
- نسعى مع الجانب الروسى لخلق البيئة المناسبة لاستئناف الطيران بين الدولتين فى أقرب فرصة، فضلاً عن وجود ضغوط داخلية روسية تريد عودة السياحة لمصر باعتبارها من أفضل المقاصد السياحية للسائح الروسى.
■ بصراحة هل ترى أن الجانب الروسى يستخدم ورقة الطائرة للضغط على مصر؟
- هذا كلام عار تماماً من الحقيقة، فروسيا تربطها بمصر علاقات قوية على جميع المستويات، فالعلاقة بين رئيسى الدولتين متميزة للغاية، وهناك ود واحترام ومحبة متبادلة، كما أن أوجه العلاقات الأخرى تسير فى مجراها بشكل طبيعى ولم تتأثر على الإطلاق، بل إن العلاقة بين الدولتين وصلت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية.
■ إلى أين وصلت مفاوضات مشروع المحطة النووية فى الضبعة؟
- تم التوقيع على اتفاق بين الحكومتين المصرية والروسية لإقامة المشروع والتمويل الخاص به فى 19 نوفمبر الماضى، ونحن الآن فى مرحلة اللمسات الأخيرة لما يمكن أن نسميه «الاتفاق التنفيذى».
■ ما نتيجة المفاوضات الخاصة باتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الأوراسى؟
- نسير على طريق المفاوضات الخاصة بهذا الأمر، وتوقيع مثل هذه الاتفاقات للتجارة الحرة ليس بالأمر الهين، والمفاوضات الخاصة به ليست قصيرة بأى حال، لكننا فى المراحل الأولية لها، ونأمل أن تنتهى فى غضون الأشهر المقبلة، والاتفاق فائدته ضخمة بالنسبة لمصر، فهو سيسمح بدخول منتجاتها لأسواق دول الاتحاد الأوراسى دون عوائق جمركية، ما سينشط حركة تدفقات الصادرات لهذه السوق الكبيرة، وعلى رأسها روسيا، كما سيمنح ميزة أخرى مرتبطة بالمنتجات التى يتم تصنيعها فى مصر بشكل مشترك مع الدول التى لدينا معها استثمارات مشتركة، شريطة حصولها على شهادة منشأ مصرية، بعد إضافة نسبة مكون محلى لها، فهذا الاتفاق مفيد للغاية لنا.
■ وما الحوافز التى نقدمها للمستثمر الروسى فى مصر؟
- عديدة للغاية ويدركها جيداً المستثمر الروسى، حيث تم تخصيص منطقة صناعية لروسيا فى مصر، وهناك شركات روسية مهتمة بالتصنيع فى بلدنا بالتعاون مع الشركاء المصريين، هذه الفوائد تتمثل فى الموقع المصرى المتميز على خط قناة السويس، ما يقلل من المسافة والزمن والتكلفة لنقل هذه البضائع للأسواق المصدر إليها، من ناحية أخرى فمصر تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من التكتلات الاقتصادية الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبى والكوميسا وغيرهما، ما يعنى أن المنتج الروسى بعدما تتم إضافة المكون المصرى له يمكن أن يتم تصديره إلى هذه الأسواق دون أى رسوم جمركية، وهى ميزة للسلعة الروسية المنتَجة فى مصر.
■ وماذا سنستفيد نحن من هذا؟
- الاستثمارات الروسية ستأتى والعمالة المصرية ستعمل فى هذه المصانع، فضلاً عن أن إضافة المكون المصرى إلى السلعة تمثل فائدة كبيرة لنا، فهذا يمثل فى كل الأحوال قيمة مالية واستثمارية وفرص عمل للمصريين وعائدا ماليا لمصر، وهذه معادلة مثالية للاستفادة المشتركة.
■ عودة إلى ملف السياحة.. ماذا تتوقعون بعد استئناف الطيران الروسى لمصر؟
- أتوقع أن تكون مصر هى المقصد الأول للسياحة الروسية، وهناك أسباب موضوعية لهذا، فهى أقرب المقاصد السياحية، ما يخفض التكلفة، كما أنها المقصد الوحيد المتاح على مدار العام بالكامل، فى الوقت الذى تقتصر فى الأسواق المنافسة على أربعة أشهر على الأكثر، فضلاً عن كون السوق السياحية المصرية أقل تكلفة، لكن الأمر سيتطلب تحركاً قوياً قبيل وبعد استئناف الطيران.
■ أى نوع من التحرك بالضبط؟
- التسويق السياحى له مجالاته المتعددة من أول الإعلان والترويج عبر المواقع الإلكترونية إلى الحملات الترويجية، ونظراً للطبيعة الخاصة للسوق الروسية، فإنه تم الاتفاق على قيامى بجولات ترويجية سياحية مع رئيس المكتب السياحى المصرى فى موسكو لعقد لقاءات مع المشغلين السياحيين الروس فى المدن المهمة وإجراء لقاءات إعلامية موسعة فى هذه المدن لطمأنة السائح الروسى، وهو ما نأمل فى تنفيذه بمجرد رفع الحظر.
■ ألمس من خلال لقاءاتى بالمسؤولين أن مصر لها مكانة خاصة لدى الروس..
- حديثك سليم للغاية، فمصر لها مكانة عظيمة فى الوجدان الروسى على المستوى الشعبى، فهى بالنسبة لهم قيمة كبيرة، ليس فقط من الناحية السياحية، بل على المستوى الوجدانى والسياسى والثقافى.