x

طفلة فى «الثلاثين» تعيش على «البيبرونة» لكن الوزارة منعت عنها اللبن المدعم

الجمعة 19-11-2010 17:39 | كتب: منة حسام الدين |
تصوير : أدهم خورشيد

«زجاجة حليب».. هى كلمة السر فى بقاء الطفلة إيمان رمضان (30 عاما) على قيد الحياة، فرغم أنها على مشارف العقد الرابع من عمرها فإنها لاتزال فى حكم الطفلة الرضيعة، لأنها لا تقوى على الحياة دون «البيبرونة» لأنها معاقة.


إيمان هى واحدة من حالات عدة، من يشاهدها على كرسيها المتحرك لا يعطيها أكثر من 6 سنوات، فهى مصابة بتخلف عقلى وشلل رباعى وارتشاح فى المخ جعل نموها يتوقف منذ سنوات طويلة، فضلا عن أنها تحتاج إلى معاملة الأطفال، فلا تتكلم ولا تأكل ولا تشرب سوى حليب الأطفال الذى وفرته لها الدولة منذ أكثر من 20 عاما.


مشكلة «إيمان» التى تبكى كالأطفال عندما يأتى موعد رضعتها، أن قرار توفير ألبان لها على نفقة الدولة توقف منذ مايو الماضى، وهذه المشكلة يرويها والدها قائلا: «الحمد لله على كل شىء، أنا مش جاى اشحت ببنتى، أنا بس بطلب من الوزير إنه يرجع قرار علاجها على نفقة الدولة، لأن اللبن غالى ومقدرش أجيب علبتين لبن كل يوم، معاشى 500 جنيه وعندى 3 أولاد والمصاريف كتيرة».


ويستكمل متحسرا: «زمان كانت علبة اللبن اللى بتعيش عليها بنتى بــ45 قرش، لكن دلوقتى العلبة بـ37.5»، مشيرا إلى أنه وبعد قرار وزير الصحة وقف علاج ابنته على نفقة الدولة، اضطر إلى بيع إحدى غرف منزله المكون من غرفتين وصالة كى يوفر المبلغ اللازم لشراء علب الألبان لابنته المريضة.


عندما يسترجع الحاج رمضان حديث الطبيب الذى كان يعالج ابنته فى بداية طفولتها وقال له إن ابنتك ستجعلك تبيع كل ما تملك، يبكى على حاله لأنه يشعر بالعجز، ويطالب وزير الصحة بالعدول عن قراره واسترجاع المبلغ اللازم لشراء علب الألبان، وهو ما يعرف فى المؤسسات الحكومية بالعلاج على نفقة الدولة لإصابتها بأمراض باطنية: «مش عايز حاجة من الدنيا غير إن بنتى ما تندفنش وهى حية، ولو كنت أملك حاجة أو معاشى مكفينى كنت جبتلها اللبن اللى هى محتاجاه، أنا أول مرة أخدتها عند الدكتور لما كانت صغيرة قاللى إنت عندك كام فدان؟ قلتله 20، قاللى بنتك هتخليك تبيعهم كلهم. وده اللى حصل فعلا».


رغم خطورة حالة «إيمان» التى لا تستطيع حتى عمر الـ30 التعرف على والديها، وإذا مرت ساعة على بكائها تذرف عيونها دماء لإصابتها بارتشاح فى المخ، فإن وزارة الصحة مازالت متمسكة بقرار وقف العلاج، يقول والدها: «رحت كذا مرة للمسؤولين عشان يرجعوا علاج إيمان وكمان لما شاف واحد من مجلس الشعب حالة بنتى قاللى أنه هيساعدنى، لكن الوزير متمسك بموقفه ومش راضى يساعد بنتى».


واتهم الحاج رمضان أحد مرافقى محافظ القاهرة بالاستيلاء على مبلغ 5 آلاف جنيه، كان المحافظ قد منحها لابنته عندما شاهدها على كرسيها المتحرك: «قابلت محافظ القاهرة وقدم لى شيكاً بـ5 آلاف جنيه وكان فيه واحد مرافق ليه قاللى آجى بعد فترة استلم المبلغ منه، لما رحت عرفت من الإداريين هناك إن الشيك فعلا طلع واتصرف لكن أنا ماخدتش غير 500 جنيه بعتهم لى مرافق المحافظ اللى قاللى ابقى تعالى استلم الفلوس بعدين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية