تقضى أم وابنها عيد الأضحى المبارك على الرصيف فى العريش للعام الرابع فى انتظار عودة زوجها، الذى تركهما بلا مأوى وسافر بطريقة غير شرعية لأحد الدول الأوروبية، على متن أحد المراكب، وانقطعت أخباره للأبد.
على رصيف أحد شوارع مدينة العريش تشاهد الأم تجلس وطفلها الذى لم يتجاوز عامه العاشر، ومع ساعات الصباح الأولى، يظهران فى حالة سيئة.. فجأة تقف سيارة إلى جوارهما، ليعرض عليهما سائقها مساعدتهما بالمال.. إلا أن الأم ترفض بإصرار، وتقول لكل من يحاول المساعدة: «خد فلوسك.. لسنا مستولين».
«المصرى اليوم» اقتربت من الأم «ميرفت محمد عبدالهادى»، فروت تفاصيل مأساتها فى السطور التالية:
قالت وهى تنظر إلى طفلها وتبكى: «هذا هو العيد الرابع الذى نقضيه على الرصيف بلا مأوى لنا، بعد أن سافر زوجى بطريقة غير شرعية على متن أحد المراكب، وانقطعت أخباره حتى الآن، فبدلاً من أن يعمل ويحسن من حالنا، غادر وتركنى أنا وطفله لا نجد ما يعيننا على الحياة، ودفعنا إلى قاع المجتمع».
أضافت: «فور سفره وانقطاع أخباره عشت مع والدى فى شقة بالدور الأرضى فى القليوبية، وتوفى والدى منذ أربع سنوات، ثم التهمت النيران الشقة، بعدما تسبب ماس كهربائى فى اندلاع النيران بها، فوجدت نفسى وطفلى مشردين، وتعرضنا لمضايقات من أهل زوجى الضائع، تركت بيتى ووظيفتى بمديرية صحة القليوبية، وهربت إلى العريش، أعيش على معاش أبى، وننفقه على الطعام والعلاج، لكن لا نجد مكانا يؤوينا، نرتدى الملابس لأطول مدة ممكنة، ثم نرميها عندما نتمكن من استبدالها، لأننا لا نستطيع البقاء على مثل هذا الحال».
وقالت: «ودعنا الأعياد عندما غادر زوجى، ثم تحول إلى ألم بالنسبة لنا، لأننا لا نشعر أننا مواطنون ولنا حقوق على الدولة، وكل ما نريده كشكاً صغيراً نعيش فيه» .
وتساءل طفلها أحمد: «ليه مش شقة؟.. وقال: «إحنا عايزيين نعيش ونتعالج ونستحم، ونأكل لقمة نظيفة، حتى ولو نمنا على الأرض.. يمكن ساعتها نعرف نحس بالعيد، ونحس إننا زى الناس اللى بتفرح وتكبّر فى المساجد فى العيد».