أعلن الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، رئيس بعثة الحج المصرية، الخميس، عن وفاة 14 حاجاً جديداً، ليصل إجمالى عدد الوفيات إلى 62. وأضاف أنه اطمأن على صحة بقية الحجاج المصريين بعد هطول الأمطار فى مشعر منى، فيما وضعت السلطات السعودية خطة طوارئ فى المملكة، تحسبا لتعرض البلاد لسيول.
وتابع «هلال» خلال مؤتمر صحفى، أن الرئيس مبارك يتابع بصفة يومية أحوال الحجاج للاطمئنان عليهم، وأنه طالب البعثة الرسمية خلال اتصالين هاتفيين بتقديم جميع التيسيرات لضيوف الرحمن خلال آدائهم للمناسك، حتى عودتهم إلى أرض الوطن سالمين.
وأضاف: «الرئيس أوصى البعثة بالتواجد على مدار اليوم بين الحجاج لتذليل الصعاب التى قد تواجههم والعمل على حلها فورا، وتقديم سبل الرعاية الصحية للمرضى من الحجاج».
عقد الموتمر بمشعر منى، بحضور البعثة الإعلامية المرافقة لحجاج القرعة واللواء صلاح هاشم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج المصرية، رئيس بعثة حج القرعة، والسفير محمود عوف، سفير مصر بالمملكة العربية السعودية، والسفير على العشيرى، قنصل عام مصر بجدة، والعميد هانى عبداللطيف، رئيس الوفد الإعلامى.
وأكد «هلال» أن مؤشرات الأداء لبعثة الحج هذا العام جيدة، باستثناء النفرة من عرفات إلى المزدلفة ومنها إلى منى، والتى تسببت فيها الكثافة الضخمة على الطرق والزحام الشديد الذى صاحبته صعوبة فى الحركة المرورية تسببت فى انقسام الأفواج فى عدد كبير من الدول وتأخر بعض الحافلات وتخلفها عن الدخول إلى منى، بينما اقتصر الأمر فى البعثة المصرية على تخلف عدد محدود من الحجاج، الذين تم العثور عليهم ونقلهم إلى مخيماتهم فى «منى» لرمى الجمرات خلال أيام التشريق.
وأشاد هلال بأداء بعثة حج القرعة فى احتواء مشكلة التسكين بمشعر منى، الناتجة عن تأخر النفرة وقيام اللواء صلاح هاشم فور ظهور المشكلة بتوفير مخيمات جديدة تسع حوالى 700 حاج، وهو ما كان له أثر طيب فى نفوس الحجاج.
وأكد أن بعثة الحج المصرية استفادت هذا العام من العلاقات الواسعة والمتميزة التى أقامتها بعثة حج القرعة مع المسؤولين السعوديين، حيث تمكنت من الحصول على العديد من الامتيازات سواء فى مواقع المخيمات بمنى وعرفات أو فى خدمات نقل الحجيج، دون غيرها من بعثات الدول الأخرى.
وحول حالات الوفيات بين صفوف الحجاج المصريين، قال «هلال» إن عدد الوفيات بين الحجاج من جميع الدول هذا العام بالمملكة كبير جدا، لكن الحمد لله تعتبر البعثة المصرية أقل البعثات من حيث أعداد الوفيات.
وأوضح أن هناك مجموعة من الإجراءات يتم اتباعها فور وفاة أى حاج، للتأكد من بياناته حتى لا يكون هناك أى خلط قد يسبب ارتباك أهالى الحجاج وقلقهم عليهم، مشيرا إلى أنه بمجرد العلم بوفاة أحد الحجاج تقوم بعثة وزارة الصحة بأخذ بصمة المتوفى وتحرير محضرا بالوفاة فى وزارة الحج السعودية وإحضار أصل وصورة وثيقة السفر الخاصة به من المطوف، قبل الاتصال بأهله والإعلان عن وفاته وسؤالهم عن الدفن فى الأراضى المقدسة من عدمه.
من جانبه، قال اللواء صلاح هاشم إنه تلقى اتصالا هاتفيا من السيد حبيب العادلى وزير الداخلية، اطمأن خلاله على أحوال ضيوف الرحمن وحالتهم بمشعر منى. وأضاف أن وزير الداخلية وجه مجددا تعليماته بتقديم التيسيرات اللازمة لحجاج بيت الله الحرام وبذل قصارى الجهد لراحتهم، وضمان سلامتهم، حتى عودتهم إلى البلاد سالمين.
وأعلن «هاشم» أن البعثة نجحت فى توفير حافلات للحجاج الراغبين فى التعجل فى رمى الجمرات عقب آدائهم لرمية العقبة الثانية فجر أمس. وأوضح أنه تم التنسيق مع السلطات السعودية لفتح مسارات مرورية داخل منى لإدخال الحافلات ونقل الحجاج إلى فنادقهم بمكة المكرمة، مشيرا إلى أن تعليمات السلطات السعودية تقضى بمنع دخول الحافلات داخل مشعر منى خلال أيام التشريق.
وأكد أن وزير الداخلية وافق على هذا الإجراء حفاظا على راحة الحجاج وسلامتهم داخل مشعر منى، خاصة بعد سقوط الأمطار بغزارة مساء أمس، وحدوث برق ورعد.
وقال إنه تم تشكيل فرق من ضباط البعثة سيبدأون اعتبارا من اليوم حصر الحجاج داخل الفنادق والمستشفيات لمعرفة الحجاج التائهين والمتخلفين عن أفواجهم.
وناشد السفير على العشيرى، القنصل العام المصرى بجدة، المصريين المقيمين بطريقة غير شرعية بالمملكة العربية السعودية، الاستفادة من العفو الملكى لخادم الحرمين الشريفين وسرعة تقنين أوضاع إقامتهم داخل المملكة، خاصة أن مهلة العفو تنتهى فى الأول من مارس المقبل، وأن من لم يقم بتقنين أوضاعه سيتعرض لعقوبات مغلظة من قبل السلطات السعودية.
وأوضح «العشيرى» أن العفو الملكى يعتبر فرصة كبيرة نظرا لأنه لم يحدث منذ أكثر من 4 سنوات، خاصة أن تقنين الأوضاع لن يكلف المقيم سوى رسوما رمزية عن الفترة التى قضاها بالمملكة بطريقة غير شرعية.
الجدير بالذكر أنه تم دفن جثامين عدد من الحجاج المتوفين بالمشاعر المقدسة بعد أخذ موافقة ذويهم، وهم: الحجاج كبرية جاد الرب عبدالحميد، نابل محمد المرئى الفاروق، محمد فتحى محمد عشير، فاطمة فتحى محمود ياسين، هانم محمد الأمير، علية حنفى إبراهيم، مريم على صبحى، عبداللطيف محمد القمانى، أم إبراهيم عبدالسلام عيسوى الصيفى، عصمت السيد طلبة، فاطمة أحمد محمد على الحميلى، صلاح الدين على صبرة، عبدالعزيز حسن عبدالقادر، العيسوى على العيسوى عطوة.