قال محمد العريان، الخبير الاقتصادي المصري الأمريكي، إن الاجتماع الأخير لمجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، وجه رسالة مهمة إلى الزعماء السياسيين في أوروبا تتناول «ما هو أبعد من الأسواق والاقتصاد الكلي».
أخبار متعلقة
ودعا «العريان»، في مقال بموقع «بلومبرج»، زعماء أوروبا إلى تحويل النقاط الأربع التي ركز عليها رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراجي إلى إجراءات اقتصادية ذات مصداقية.
وأوضح الخبير الاقتصادي المصري الأمريكي، وكبير المستشارين الاقتصادين بـ«أليانز»، أن خطة التيسير الكمي التي اعتمدها المركزي الأوروبي كانت فعالة للوقاية من نتائج سيئة، موضحا أن المركزي الأوروبي اتخذ تدابير غاية في الجرأة منذ مارس الماضي، خلال اضطرابات الأسواق المالية الأوروبية في شهري يناير وفبراير الماضيين، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى مزيد من الانكماش في الأسواق الأوروبية.
وأشار «العريان» إلى أن على الحكومات الأوروبية أن تتقاسم عبء السياسة النقدية مع البنك المركزي، خاصة أن سياسة التيسير الكمي لا يمكن أن تحقق المطلوب من دعم النمو الاقتصادي إلا إذا تم التعاون بشكل كامل.
وفي الأمر ذاته أوضح «دراجي»، خلال المؤتمر الصحفي، في أعقاب الاجتماع في فيينا، أنه لن يملي على القادة الأوروبيين ما يجب القيام به، فالحكومات تعلم ماهو أهم لبلادها، وأكد على إصلاحات سوق العمل كقضية رئيسية في وطنه إيطاليا.
وتؤثر أسعار الفائدة السلبية على المدخرين، لكنه أصر على أن السياسة المتساهلة أمر ضروري الآن لمساعدة اقتصاد منطقة العملة الموحدة للانتعاش.
وتتعرض أوروبا لصدمات أخرى غير اقتصادية خاصة مع التطورات السياسية غير المستقرة في الدول الأعضاء، فضلا عن المخاطر التي يشكلها الاستفتاء المقرر هذا الشهر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأكد «العريان» في مقاله، أن القادة السياسيين لمنطقة اليورو عليهم تعزيز الهيكل الاقتصادي والمالي، واستكمال الاتحاد المصرفي والتوصل إلى توافق في طريق التكامل المالي للوصول إلى وحدة سياسية أقوى.
من ناحية أخرى، مازالت أزمة اليونان، على وجه الخصوص، عائقاً كبيراً أمام قادة المنطقة، برغم الاتفاق الذي تم بين أثينا ودائنيها، وقال «العريان» إنه من الصعب أن تأخذ مؤسسة واحدة زمام المبادرة في تولي هذه الأزمة خاصة مع تشعب أطرافها.
