أعلنت عائلة محمد على كلاي في بيان، صباح السبت، وفاة بطل الملاكمة الأمريكي السابق الجمعة عن 74 عاما في فينيكس في ولاية أريزونا.
و«كلاي» بطل في الملاكمة وناشط اجتماعي، ولد محمد على تحت إسم كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور في 17 يناير عام 1942، في لويزفيل-كنتاكي، ثم اعتنق الإسلام وعرف باسم «محمد كلاي» وقد تزوج أربعة مرات.
ويعد «كلاي» واحدًا من أبرز الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة، فهو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها 900كم، كما حقق العديد من الانتصارات التي أهلته للفوز بلقب «رياضي القرن»، حيث فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عامًا.
اكتشف على موهبته في رياضة الملاكمة بالصدفة عندما سرقت دراجته ولاحق اللص وضربه (بعد طلب من رئيس الشرطة جو مارتين)، وكان يبلغ آنذاك 12 عاما.
بدأ على التدرب مع مارتن لمعرفة بعض خفايا رياضة الملاكمة وخاصة أن هذا الأخير كان مدربا رياضايا، وسرعان ما بدأ حياته المهنية في رياضة الملاكمة.
فاز عام 1954 في اول بطولة للهواة، ومن ثم فاز في بطولة القفازات الذهبية عام 1956 للمبتدئين.
بعد ثلاث سنوات، فاز في بطولة القفاز الذهبي للأبطال، ولقب الاتحاد الوطني للهواة.
احترف رياضة الملاكمة عام 1960 وكان عمره 18 عاما بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية، وفي عام 1964م صدم العالم عندما استطاع إقصاء الملاكم «سوني ليستون» عن عرش الملاكمة وهو لا يتجاوز 22 عامًا.
وفي قمة انتصارات «كلاي» في عالم الملاكمة تم سحب اللقب منه في عام 1967م بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضًا منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت، واصفًا إياها بأنها «حرب ضد تعاليم القرآن»، وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله، ولن نشارك في حروب المسيحيين أو الكافرين، كما أعلن في عام 1966 أنه لن يحارب مع جيش «فيت كونج» الجيش الشيوعى في فيتنام قائلًا: هم لم يلقبوني بالزنجي.
وعاد للملاكمة مرة أخرى عام 1970م في مباراة وصفت بأنها مباراة القرن ضد الملاكم «فريزر» حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من 3 مباريات متفرقة فاز محمد على باثنتين منها.
في عام 1974م هزم كلاي، الملاكم القوى «فورمان» ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره، حيث بلغ رصيده نحو 56 انتصارًا منها 37 بالضربة القاضية، أواخر السبعينيات، بدأت مهنة على تتراجع. هزم من قبل ليون سبينكس في عام 1978 وخرج من قبل لاري هولمز في عام 1980.
في عام 1981، خاض على المباراة الاخيرة له، وفقد لقبه في الوزن الثقيل بسبب تريفور بربيك مما أدى للإعلان عن اعتزاله الملاكمة في اليوم التالي، واعتزل الملاكمة عام 1981م وهو في سن الـ39 عاما، إلا أنه لا يزال رمزًا رياضيًا محبوبًا حتى الآن.
أشار في الكثير من الأحيان لنفسه بأنه الأكبر، وكان على لا يخشى ان يمدح نفسه. كان يعرف بالتباهي في مهاراته القتالية، وفي واحدة من أكثر الأوصاف الشهيرة عنه في حلبة الملاكمة يراوغ مثل فراشة، ويلسع مثل نحلة .
وأظهر محمد على في حياته أنه لا يخاف من أي معركة، داخل أو خارج الحلبة.
وبسبب نشأته في الجنوب، واجه على مشاكل التمييز العنصري التي واجهت الأمريكيين من أصل أفريقي خلال تلك الحقبة.
خلال تقاعده، كرس على الكثير من وقته للعمل الخيري، وأعلن أنه مصاب بمرض باركنسون عام وشارك في جمع الأموال لصالح مركز محمد على باركنسون في فينيكس-أريزونا،على مر السنين، دعم على دورة الالعاب الاولمبية الخاصة وجعل مؤسسة الأماني بين المنظمات الرئيسية.
سافر محمد على إلى العديد من البلدان، بما في ذلك المكسيك، والمغرب، لمساعدة المحتاجين. في عام 1998، تم اختياره ليكون رسول الأمم المتحدة للسلام بسبب عمله في البلدان النامية، في عام 2005، حصل على على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس جورج دبليو بوش. وافتتح أيضا مركز محمد على في مسقط رأسه في لويزفيل بولاية كنتاكي، في السنة نفسها.
أما عن قصة إسلامه فقد فاجأ الجميع بإعلانه الانضمام إلى «جماعة أمة الإسلام»، وتغيير اسمه إلى محمد على، وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي «مالكوم اكس» المتحدث الرسمي لجماعة أمة الإسلام الذي كان صديقا مقربا له ليعلن اعتناقه الدين الإسلامي عام 1975م.
يمتلك محمد على كلاي عددا كبيرا من الأبناء 7 بنات وولدين هم: ليلى، رشيدة، مريم، ميا، هانا، جميلة، خليلة، أسعد أمين، محمد على الصغير.