قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه لا يغضب من الشباب المختلف معه في الرأى، معلنا أنه سيتم العفو عن الدفعة الرابعة من الشباب المحبوسين قريبا، وأشار إلى أن دوره هو صناعة الأمل، مضيفا: «شكوى المواطنين من الغلاء على دماغى».
وتابع «السيسى»، في حواره مع الإعلامى أسامة كمال، مساء أمس، بمناسبة مرور عامين على حكمه، أن الاهتمام بتسليح القوات المسلحة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية حاليا أمر مهم لتحقيق التوازن.
وأوضح أن الرئيس المعزول محمد مرسى، دخل في صراع مع كافة مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن الإخوان لم يكونوا يعرفون المصريين، لافتا إلى أن الجيش حاول إيجاد صيغة للتفاهم بين نظام الإخوان والمجتمع كله، وأن القوات المسلحة استدعت نفسها فور إحساسها بالمسؤولية والخطر، وحاولت الإصلاح في 30 يونيو، ولم يكن يمكن السماح بحدوث «حرب أهلية».
وقال: «على المستوى الشخصى الخوف لم يكن موجودا لدى، لأنه من باب المسؤولية هناك قسم أقسمته كوزير للدفاع بالحفاظ على أمن الدولة والشعب»، وأضاف السيسى: «رسالة ما بخافش التي تم توجيهها للمصريين، كان هدفها ألا يشعر المصريون بالخوف من الواقع لأنهم يريدون استمرار الأمور بسلام، وكان ردى لهم بأن الأمور تسير بشكل جيد»، موضحًا أن مصر دفعت ثمنا كبيرا خلال السنوات الماضية حيث استشهد مئات المصريين.
وردا على سؤال عن أن المؤامرة كبيرة على مصر، قال «السيسى»: «السؤال ده متأخر، وطول ما الشعب المصرى على قلب رجل واحد لا أحد يستطيع هزيمته، فلا تستطيع أي قوة في العالم هزيمة شعب، والمحاولات التي تتم حاليا هي محاولة هدم الدول من داخلها».
وأوضح أن تحمل حياة 90 مليون مصرى أمر خطير جدا، داعيا الله أن يعينه على هذه المهمة العظيمة، مشيرا إلى أن تولى مسؤولية إدارة البلاد من الأمور التي لا تحل بالصلاة فقط وإنما بالعمل، مضيفا: «إننا في بعض الأحيان نحمل الدين ما ليس فيه، فالطالب لا يذاكر طول السنة ويقول لوالدته ادعى لى، وعلينا أن نأخذ بأسباب الدنيا ولا نفتن فيها».
وشدد السيسى: «تثبيت الدولة يتطلب أمورا عديدة أهمها استعادة ثقتنا بأنفسنا، وهو ما حدث مع مشروع قناة السويس الجديدة بإنجازه في عام واحد»، موضحا «أننا في محاولة لتقديم الذات المصرية القادرة على البناء والتعمير لأبنائها وأحفادها»، لافتا إلى أن كل من يعمل في مشروعات مصر هم «مصريون»، ومن حفروا قناة السويس الجديدة كانوا «مصريين»، موضحا أن هناك من يعمل ليل ونهار لإنجاز المشاريع.
وأضاف: «عمليات القوات المسلحة في سيناء في نحو 3% من مساحتها، ونحن نعطى لسيناء الأن الاهتمام الكافى»، مطالبا المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد.
وتابع: «إحنا متأخرين كتير ومحتاجين ننجز كتير علشان نحقق الحلم»، وأضاف: «الناس زرعت زمان علشان نأكل، وإحنا مفروض نزرع مش علشانا علشان الأجيال المقبلة تأكل»، موضحا أن دوره هو صناعة الأمل للمصريين.
وأشار إلى أنه قال إن كل من سيتقدم للحصول على شقة سيحصل عليها في مشروع الإسكان الاجتماعى، وأنه تم عمل مشروعات لأهالى العشوائيات، موضحا أنه لم يضع أي تمويل في مكان إلا وهو واثق أنه سيأتى على المدى القريب بأضعاف ذلك 10 مرات، وأن هذا ينطبق على كافة المشروعات.
وأكد الرئيس: «هناك قضيتان كبيرتان هما التعليم والصحة يتم التحرك فيهما، لكن التعليم سيأخذ معدلا زمنيا، وهناك برنامج للتعليم إذا نجحنا فيه فسنحتاج نحو 12 سنة».
وحول الانتقادات التي وجهت لمشروع الـ1.5 مليون فدان، قال: «تأكدنا بالدراسات العلمية أن المياه اللازمة له موجودة وتكفى لـ100 عام مقبلة»، مشيرا إلى أنه لا يطرح أي مشروع لا تتوافر له عوامل النجاح.
وأضاف: «80% من مشروع 1.5 مليون فدان سيتم ريها من المياه الجوفية»، وتابع: «الاهتمام بتسليح الجيش المصرى في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها أمر مهم ويتمثل في قدرة دولة يجب أن تكون واقفة على قدميها، وظروف المنطقة الصعبة تجبرنا على الاهتمام بتسليح الجيش المصرى لمواجهة المخاطر»، مضيفا أن مصر ليس لها أجندات ولا تبحث عن مهاجمة أحد، وأن امتلاك القوة يكون للردع كى لا يفكر أحد في إيذاء مصر أو أشقائها.
وحول التفاوض مع الألمان في محطات الكهرباء، قال «السيسى» إن فكرة التفاوض تعظم «القليل اللى معانا»، موضحا أنه يقدر كل ما فعلته شركة سيمنس من تجاوب ورد فعل مقدر منها.
وردًا على شكاوى المصريين من ارتفاع أسعار الكهرباء، قال: «إنها ليست حق التكلفة الحقيقية، ونحن لدينا 30 مليون مشترك للكهرباء، ومازال هناك جزء من الدعم مقدم لهم، ونحن نحتاج لترشيد استهلاكنا»، موضحا أنه يوجد 50 مليار جنيه سنويا مستحقة للكهرباء لا تستطيع الدولة تحصيلها، وقال: «أرجو إلا يتألم المصريون من ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء لكن الخدمة التي تقدم أقل بكثير من تكلفتها الحقيقية».
وأضاف: «أفراد الحكومة مواطنون مصريون ونحن نقتحم مشكلة الدولار بالفعل، وتحويله إلى سلعة هو سبب ارتفاعه»، مشيرا إلى أن مصر في عالم يمر بأزمة اقتصادية كبيرة، وموسم السياحة الخاص بمصر تم ضربه بواسطة «أهل الشر».
ووجه حديثه للمصريين في الخارج، قائلا: «كلنا نتصدى في مصر لمشاكل ويجب الوقوف مع بعضنا للتغلب عليها، وإحنا ماشيين كويس ولو استمرينا خلال السنوات المقبلة، هنكون في وضع مختلف تماما».
وتابع: «ليس هناك محددات لمنع الأجهزة الرقابية من أن تعمل صلاحيات»، وأضاف: «تنسيق كل المسؤولين معى يشجع على العمل بدون خوف في الغمضاء على القرارات والمشاريع»، موضحا أنه لم يحزن من رفض مجلس النواب لقانون الخدمة المدنية، لأن دوره مراجعة القوانين، مشيرا إلى أن هذا من مؤسسات الدولة ويجب تشجيعها واحترامها، رافضا المساس بالبرلمان والقضاء والجيش والشرطة، وتابع: «مش كل اللى أنا عايزه البرلمان هيوافق عليه».
وأضاف: «إن مجلس النواب سيناقش قضية جزيرتي تيران وصنافير، وهو صاحب القرار».
وأوضح أن قانون الخدمة المدنية كان محاولة لتوظيف الجهاز الإدارى الدولة، لأنه يعمل بمليون أو أقل لكن بعد ثورة يناير أصبح يعمل بـ7 ملايين، وقال: «نتحرك بشكل جيد للقضاء على البيروقراطية داخل الجهاز الإدارى للدولة».
وأكد السيسى أن الشباب المصرى بخير وعلى دراية بكل ما يحدث، ويجب أن يحصلوا على الثقة وليس فقط توفير فرص العمل لهم، ولكن بالحوار معهم، موضحا أنه لم تحدث من قبل أي صيغ تحقق الحوار مع الشباب.
وأشار إلى أن الشباب هم أمل مصر، وأنه لا يغضب من شباب مصر المختلفين معه لأنهم أولاده، لافتًا إلى أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، ستظهر آثاره خلال 8 شهور، حيث يتم أخذ 500 شاب كل شهرين، لكن البرنامج مدته 8 شهور.
وطالب القائمين على انتخابات المجالس المحلية، بأن يصدروا الشباب فيها، مشيرا إلى أنه لا أحد يمنع شخصا من الحديث أو التعبير عن رأيه، موضحا أن حق التظاهر مكفول لكن وفق القانون.
وأكد السيسى: «90% من الشباب المحبوسين جنائيون، ومع ذلك يتم النظر إليهم وتم الإفراج عن 3 دفعات والدفعة الرابعة قريبا».
وحول الانتقادات التي وجهها «السيسى» إلى الإعلام، قال: «ليس هناك خلاف مع الإعلام، لكن لا توجد قيادة للإعلام، وبالمناسبة لا إعلام في العالم دون قيادة»، مطالبا الإعلاميين بعدم التوقف أمام ما يقال من شائعات بـ«توجيهات رئاسية» لهم، كما طالب الألتراس بأن يكونوا نموذجا أمام العالم.
وحول الضغوط على مصر، قال الرئيس إن مصر تحترم نفسها وتتعامل بقيم ومبادئ موجودة، وحريصة على أن تكون مستقلة في قرارها دون الإساءة لأحد أو على حساب أحد، وأنها تحاول توضيح مواقفها وتطوير حقوق الإنسان.
وأضاف: «تعليم الناس وتوفير الرعاية الصحية والعمل حق من حقوق الإنسان، ونحن نحتاج لتطوير حقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن الأولويات في أن يعيش 90 مليون مصرى حياة كريمة.
وأوضح أنه كانت هناك محاولة للوقيعة بين مصر ودول الخليج في إثارة قضية الجزيرتين، خاصة السعودية، مشيرًا إلى أن مصر ما كانت لتستطيع التنقيب عن البترول والغاز في البحر الأحمر والمتوسط دون ترسيم حدودها البحرية مع الدول المجاورة.
ولفت الرئيس إلى أن هناك محاولات لإفشال العلاقات الطيبة بين مصر وعدد من الدول، ومنها روسيا وإيطاليا، وأن مصر حرصت على احتواء أي آثار سلبية لذلك، وأنها استطاعت تفويت الفرصة للإساءة للعلاقات بين هاتين الدولتين.
وتابع: «البعض يتصور أن علاقتنا بأمريكا ليست على المستوى المطلوب، رغم أنها علاقة استراتيجية قوية، وهم كان لهم دور إيجابى مع مصر، لكن أدبيات السياسة اللى كانت موجودة في 30 سنة لا يمكن أن تصلح الآن».
وأشار السيسى إلى أن هناك جهودا دولية تتم حول مبادرة السلام بين فلسطين وإسرائيل، وأنه سيكون هناك مؤتمر قريبًا للقضية الفلسطينية.
واختتم «السيسى» حواره بوعد المصريين بمزيد من العمل المخلص الدؤوب، داعيا المصريين إلى تحمل الظروف الصعبة الحالية، مضيفا: «أقول للمصريين سترون كل الخير، ومصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا».