x

محمد السيد صالح ابتسامة «أمنية» وأفكار لمصر للطيران والمطار محمد السيد صالح الأربعاء 01-06-2016 21:18


شدتنى ابتسامتها وهدوؤها، وسرعة تلبيتها لكل الطلبات، رغم كثرتها، بل كانت هى المبادرة فى السؤال عن طلبات إضافية.

اقتربت منى، فقلت لها بصوت هادئ: هل مسموح لى أن أصورك بموبايلى الخاص وأنشر صورتك فى «المصرى اليوم»، ابتسمت فى هدوء، وقالت لى إنها لا تمانع، ولكن عليها استئذان قائد الطائرة أولا.

لا تشدنى الصور التى يلتقطها الإعلاميون وكذلك الفنانون والمشاهير عموماً داخل طائرات مصر للطيران والتى ينشرونها على حساباتهم فى وسائل التواصل الاجتماعى، وبعضها يعرف طريقه للنشر الصحفى وبالتحديد عبر المواقع الإلكترونية.

أتفهم بالطبع نية الزملاء وعاطفتهم تجاه الشركة الوطنية فى هذه الظروف، خاصة بعد سقوط الطائرة القادمة من باريس، لكن أعتقد أن طريقتنا فى التعبير عن الحب لا تقدم جديداً، ولا تستفيد منها مصر للطيران، ورغم هذا وجدت نفسى أصور المضيفة أمنية الشال، كما تعرفت فى الطائرة على قائدها الشاب كريم جميل، وهو نجل المحامى الشهير جميل سعيد، وشقيق المحامى الشهير أيضًا طارق.

جذبنى، لكى أقلد الزملاء، هذا الجو المتميز فى إدارة الطائرة. فرغم تأخر الرحلة المتجهة من القاهرة إلى برلين لنحو 50 دقيقة تقريباً، فإن اعتذار قائد الطائرة وكذلك طاقم الضيافة وسلاسة الإقلاع والهبوط، وحسن الضيافة، دفعنى للكتابة عن مصر للطيران بهذه الطريقة. دعمنا للشركة يأتى عبر التواصل الدائم معها، ومقارنتها بالشركات الدولية، والحرص على تقديمها للرأى العام الأجنبى بأفضل صورة.

وطالما فتحت هذا المجال، فإن لى ملاحظتين مهمتين: الأولى سمعتها من عدد من طيارى الشركة، وثمنتها كثيراً، وتعهدت لهم بأنى سأكتب عنها، لكنهم اشترطوا ألا أشير لأسمائهم منعاً للإحراج مع زملائهم. يؤكد هؤلاء الطيارون أن توقيت المطالبة بزيادة الرواتب والتى أثيرت مؤخراً كان غير موفق، وأن وراءها أطرافاً موتورين لا يريدون الاستقرار ،وأنهم يعرفون أن التوقيت غير مناسب. قال لى أحد الطيارين: كيف أطلب زيادة ويتم تقديمى للرأى العام بأنى مستغل، ولى أصدقاء وأقارب- ضباط- يعملون على الجبهة فى سيناء ومعرضون للاستشهاد فى أى وقت، ومرتب الواحد منهم لا يتعدى ثمانية آلاف جنيه.. بالفعل التوقيت لم يكن مناسباً.

أما الملاحظة الثانية فهى وثيقة بالمطار بشكل عام، وبمطار القاهرة على وجه الخصوص. من يدير المطار؟ بالطبع أى مسافر مصرى أو أجنبى لا يقابل وزير الطيران أو رئيس الشركة القابضة وباقى المسؤولين المتميزين فى المظهر والمنضبطين فى السلوك. الذين سيقابلونهم بالطبع هم أمن الشركة على الطريق الرئيسى.. حارس بوابة الرسوم.. عامل الوزن.. العاملون المدنيون والضباط فى مصلحة الجوازات.. انتهاء بطاقم الخدمة فى بوابات السفر من شركة الطيران أو الضباط وأمناء الشرطة. هؤلاء بالترتيب سيقابلهم المسافر. أدعوكم جميعا- وأدعو السادة المسؤولين عن الطيران، ابتداءً من رئيس الوزراء، ثم وزير الطيران، إلى النظر فى وجوه هؤلاء جميعًا وتحليل سلوكهم مقارنة مع باقى المطارات التى شهدت عمليات تطوير مؤخرا. ولن أطلب المقارنة بمطارات الخليج، ولكن سأطلب المقارنة بمطارات دول فى نفس ظروفنا الاقتصادية.

قبل ثلاثة شهور تقريبا، التقينا بالسيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل، كنا عدداً محدوداً من رؤساء التحرير وعدداً من كبار الكتاب، على رأسهم الأستاذان وحيد حامد، ومكرم محمد أحمد. كان اللقاء ضمن لقاءات دورية عقدها إسماعيل لعرض «الموازنة» على الإعلام، لكن الأستاذ وحيد حامد تحدث مطولاً وبالتفصيل خارج الموضوع، وبالتحديد عن أوضاع المطارات والفوضى الموجودة فيها.. وفى نفس اليوم وبعد هذا اللقاء بساعتين تقريباً زار رئيس الوزراء مطار القاهرة، وقلت لنفسى إن شيئاً مهماً سيحدث، وإن الرجل متحمس كما قيل فى اللقاء، لكن لا جديد حتى الآن.

لا أقصد الأداء الأمنى، وعمليات التفتيش النموذجية التى تطبق المعايير الدولية، وكما يحدث فى باقى المطارات الكبرى بالطبع، ما أقصده أوضاع النظافة فى الحمامات.. تمنيت لمرات طويلة أن أجد ورق التواليت فى موضعه الطبيعى، كما يحدث فى حمامات العالم كله، لا أن يحمله العامل المسكين الذى ينتظر مقابل هذه المنحة منحة مقابلة.. آلية عمل شركات الخدمات فى الصالات تحتاج إعادة نظر.. فمظهر العمال أنفسهم يحتاج أيضًا إعادة اختبارات للعاملين فى المطار، ولتبدأ برجال «الداخلية». تبدأ بتقييم الزى الذى يرتدون..

مطلوب كشف هيئة للرجال والنساء على السواء.

خبرات العاملين مهمة، ولكن هناك قطاعات، يكون الخبير مكانه فى الخلف، أما المظهر فمقدم عندما يكون الأمر مرتبطاً بالتعامل مع أجانب.. عندما يتعلق الأمر بصورة ذهنية عن دولة بكاملها. أنا- لمَن يعرفنى متدين إلى حد كبير- ولكنى لا يعجبنى تماما انتشار الحجاب وبشكل عشوائى، أى بدون زى موحد للسيدات الجالسات على كونترات الجوازات. الأمر يحتاج إلى تنظيم وإلى توحيد الزى.

هذه العشوائية انتهت تقريبا من مطارات العالم. ضباط الجوازات لهم زى موحد، والخبرة- كما قلت- لها احترامها وتقديرها، ولكن نجوم الكرة، وكذلك الفن، والغناء، أو الإعلام، فى العالم كله هم الأقل سناً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية