x

لندن تستضيف معرضا لأعمال الفنان النوبي فتحي حسن

الأربعاء 17-11-2010 17:34 | كتب: إفي |

 

تستضيف العاصمة البريطانية لندن بمقر قاعة Leighton House، حاليا معرضا حول أعمال الفنان المصري ذي الأصول النوبية فتحي حسن والمقيم في إيطاليا، والذي ابهرت أعماله العديد من كبرى المؤسسات الفنية والثقافية الإنجليزية وفي مقدمتها المتحف البريطاني.

ويأتي هذا المعرض في إطار سلسلة من الفعاليات التي تنظمها العاصمة البريطانية خصيصا لتسليط الضوء على تطور الحركة الفنية المعاصرة في الشرق الأوسط، وذلك بمقر القاعة التي كانت في يوم من الأيام تنتمي لفنان العصر الفيكتوري «فردريك لايتون» (1830-1896)، والتي تضم مجموعة من المعروضات الدائمة من بينها أكثر من ألف قطعة من الخزف الإسلامي مجلوبة من دمشق، وصالون شرقي يحتوي على زخارف وتصميمات مبهرة.

ولد حسن في القاهرة عام 1957 لأب سوداني وأم من قرية توشكى الحدودية جنوب مصر، تتلمذ على يد النحات الكبير غالب خاطر، حصل على منحة عام 1979 لدراسة تصميم الديكورات المسرحية بمدرسة الفنون في نابولي بإيطاليا، والتي ظل مقيما بها منذ تخرجه عام 1984.

أكدت منظمة المعرض الفنانة روز عيسى، واحدة من أبرز المتخصصين في الفنون العربية والفارسية المعاصرة، أن الرموز والموتيفات وتصميمات الخط العربي التي يستخدمها الفنان النوبي جذبتها بشدة، منذ رأتها معروضة لأول مرة في بينالي فينيسيا الدولي للفنون عام 1988.

وتقول عيسى إنه في الثمانينيات وقبل أن يحصل الفن المعاصر القادم من الشرق على المكانة الدولية التي وصل إليها، لم يكن أي من خبراء أوروبا يهتم بالتيارات الفنية الوافدة من هذه المنطقة السحرية من العالم، مشيرة إلى أن التواصل بين فنون الغرب والشرق كان شبه مقطوعا منذ حركات الاستقلال في الخمسينيات وحتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

توضح عيسى أنها رصدت بعض من فناني هذه المرحلة وتوجهاتهم وتطور أعمالهم وفي مقدمتهم فتحي حسن من مصر والمدرسة السواخانيه التي تمثل «البوب الروحاني»من إيران والتي أفرزت فنانين مثل تشارلز حسين الزندرودي أو برفيز التنفولي والعراقي شاكر حسن السعيد والتونسي نها المهدوي والجزائري رشيد قريشي.

ويتميز فن فتحي حسن بمزج عناصر من أصوله النوبية المصرية العربية بملامح طليعية أوروبية، وهو ما يتضح في الشكل والمضمون الذي تفرزه لوحاته، فيما يرفض الفنان نفسه تصنيف أعماله تحت أي مسمى محدد، تاركا للجمهور تأويلها وتفسير مضامينها كما يحلو له.

بالرغم من ذلك يبدو واضحا التأثير العربي على أعماله من خلال رموز وزخارف الخط والأرقام العربية، ممزوجة بسحر الأسطورة الأفريقية، إلا أنه يحاول ألا تؤثر قراءة الرمز في مضمون تلقي اللوحة من جانب قطاعات الجماهير المختلفة.

ويستخدم حسن الحروف والأرقام العربية بشكل شبه ثابت على خامات مختلفة من الورق أو الكارتون أول القماش، ليعكس بشكل متنوع إيقاعا يمزج بين التجريد والتصوير بحركة إيقاعية أشبه بسرد الحواديت الشعبية، مستلهما ينابيع متعددة تؤكد عمق جذوره الأفريقية والعربية، ومدى اندماجها بالواقع الغربي الأوروبي الذي استقر به حاليا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية