هى واحدة من المؤمنات بقيم المواطنة وحرية التعبير وحقوق المرأة، ورغم دراستها الاقتصاد والعلوم السياسية، فهى ترى العمل المجتمعى أهم سمات حياتها المهنية.
تفتحت عيناها فى بيت يموج بالسياسة والتذوق والفن، فوالدها عصام حسونة، واحد من أبرز رجال القضاء ووزير العدل الأسبق، وهو الذى حقق فى قضيتين من أهم قضايا الإرهاب لجماعة الإخوان المسلمين الأولى (مقتل النقراشى)، والثانية هى قضية «السيارة الجيب» التى عثر بداخلها على أوراق الهيكل التنظيمى للجماعة. النائبة أنيسة حسونة واحدة من قيادات العمل المجتمعى المصرى، وهى المدير التنفيذى لمؤسسة مجدى يعقوب حتى تركها لموقعها مؤخراً، وأول امرأة تنتخب أمينا عاما ثم نائباً لرئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، واختيرت أميناً عاماً لصندوق المجلس الاستشارى لمؤسسة «IDEA» الدولية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا حول التحول الديمقراطى. كما اختارتها مجلة «أرابيان بيزنس» من بين أقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم فى قائمتها السنوية.
أنيسة حسونة تتحدث فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن حال المرأة المصرية وواقعها.. وأسباب اختفاء القيادة النسائية.. وتجربتها السياسية فى حزب الدستور وعلاقتها بالدكتور محمد البرادعى.. ودخولها البرلمان نائبة «معينة».. وإلى الحوار:
■ كامرأة أولاً.. كيف تنظرين إلى حال المرأة المصرية الآن بعد مائة عام من تمردها على واقعها وخروجها فى أول مظاهرة نسائية بجانب الرجل عام ١٩١٩؟
- حقيقة أرى حالها يتطور بشكل جيد، وتحديداً خلال الفترة القليلة الماضية. ولكى نكون منصفين فالدستور المصرى والتشريعات حاولت إنصاف المرأة ومنحها الحقوق، ولكن- للأسف- كانت حقوقا «ورقية!».
■ كيف؟
- بمعنى عدم وجود الرغبة لدى الدولة وأجهزتها التنفيذية فى تطبيق هذه الحقوق وتحويلها إلى واقع على الأرض. ولكنى فى ذات الوقت أرى مجلس النواب قد طبق هذه المرة ما جاء بالدستور. ولأول مرة فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية تكون 89 امرأة تحت قبة البرلمان بنسبة 15 بالمائة من جملة الأعضاء، وإن كنت أرى ذلك غير كافٍ.
■ ولكنى أتحدث عن حال المرأة البسيطة فى الريف والحضر![image:3]
- المرأة المصرية «قوية»، وتتحمل أعباء ربما لا تتحملها نساء فى مجتمعات أخرى. فهى ترعى أسرتها وزوجها، وتعمل فى ظروف قاسية. وهناك نسبة 30 بالمائة من العائلات المصرية تعولها نساء. وفى الريف تعمل المرأة فى ظروف غاية فى القسوة، بينما فى الحضر يكون حظها أوفر نسبياً. ولكن تبقى المرأة العاملة الحرة التى ينقصها التمويل متناهى الصغر، تحديداً البائعات الجائلات اللاتى يجلسن على الأرصفة، وهذه هى القضية الأساسية فى الريف أو الحضر.. وسيظل الوضع قائماً، ما لم نصل إليهن.
■ إلى أى مدى تتواصل المرأة مع مجتمعها وتؤثر فيه.. ولماذا تفقد ثقة الرجل عند الاختيار سواء فى التمثيل النيابى بالانتخاب أو شغل المناصب القيادية.. هل لأن وجهة نظر المجتمع «ذكورية» أم لعدم وجود القيادات النسائية المؤثرة؟
- أنا لا أميل إلى لفظ «مجتمع ذكورى»، ولكنى أقول إننا أمام عقلية تحكمها بعض العادات المتوارثة، تفسير غير دقيق للنصوص الدينية مما يدفع البعض لطرح السؤال «هيه المرأة حتعمل إيه فى السياسة.. أو الوظائف العليا؟».. هذه عقلية سائدة لا يتبناها الرجال فقط.. ولكن تتبناها بعض النسوة للأسف بزعم عدم المزاحمة فى مواقع العمل.. فمسألة عدم وجود كفاءات أو قيادات نسائية ليست حقيقة.. فأوائل الخريجين تجدهم من الطالبات، وكذلك فى العمل بالقطاع الخاص.. هناك نماذج نجاح حقيقية، ولكن العقلية السائدة دائما ما ترى عمل المرأة سيتأثر بالزواج ومن بعده الوضع.. وهى أمور بعيدة عن الحقيقة.. هناك دول تعطى إجازة رعاية الأطفال للأعلى أجراً، سواء كان رجلاً أم امرأة. ومن هنا فواجب الدولة أن تسعى لبقاء المرأة فى عملها، وتذلل العقبات أمام أداء هذا العمل.
■ أداء المرأة المصرية يختلف بعد الزواج إلى حد كبير مقارنة بمجتمعات أخرى.. ما الحل؟
- من الممكن.. ولكن فى حالة التقصير لا بد من الحساب، أنا لست منحازة، ولكن يجب أن نضع الشىء فى حجمه الطبيعى.
■ وأين اختفت القيادات النسائية بعد هدى شعراوى.. أو تحديداً لماذا لم تظهر زعيمة جديدة أو سيدات فى حجم الرائدات مثل درية شفيق، سيزا نبراوى، وفاطمة نعمت راشد.. وغيرهن؟
- السيدات اللائى تتحدث عنهن جئن فى ظرف تاريخى أو مرحلة تغيير جذرى. كانت هناك قضية وطنية وجهاد حقيقى من أجل خروج المرأة للعمل وبحثها عن حريتها وحقوقها. ولكن الأزمة الحقيقية كانت مع مرور الوقت، عندما اكتفينا بـ«القشور» بتعيين بعض الوزيرات خلال حقبة الستينيات، إرضاء لعدد من المنظمات الدولية. وهذا لا يقلل من القيادات النسائية الحالية، فنحن لدينا رموز نسائية تتمتع بكفاءة عالية، ومنهن النائبات الموجودات، تحت قبة البرلمان الآن، فلكل واحدة منهن شخصيتها وقوتها وفكرها.. فأنا نائبة «معينة» ولكنى عندما أنظر إلى نائبات خضن تجارب الانتخاب أشعر بالفرق وبمدى قوتهن ورغبتهن فى التحدى.. فظهور الكفاءات التى تشبه الرائدات فى العمل النسائى يحتاج التحدى.
■ وهل هناك تحدٍ أكبر مما نعيشه الآن؟
- هناك تحديات كثيرة، ولكنها لا تخص المرأة بمفردها، فالحالة الاقتصادية و«أكل العيش» دفعت الجميع إلى عدم التفكير فى القضايا الكبرى. فالمشروع القومى هو ما كان يجمع الناس خلفه، سواء كانوا رجالاً أم نساء.. فلم يعد هناك الشخص الذى يتحرك وراءه الناس سواء كان رجلاً أم امرأة!.. وأعتقد أن لدينا الآن أرضا خصبة لصناعة ذلك، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها. فكل الأحزاب الليبرالية ادعت فى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة يناير إيمانها بحقوق المرأة والدفاع عنها، ولكن على أرض الواقع وعند وضع القوائم لم يكن لدى أى من هذه الأحزاب النية فى وضع المرأة بمركز متقدم بالقائمة.. ففى «ساعة الجد.. نقول ما لا نفعل».
■ كيف تنظرين إلى حادث قرية الكرم بالمنيا.. والعنف ضد السيدة العجوز؟
- بكل المقاييس هو حادث مؤسف، أدمى قلوبنا جميعاً، وهو مؤشر خطير على ضياع النخوة وتصاعد كبير فى عمليات استخدام العنف ضد المرأة والاستهانة بآدميتها، ويعكس مدى ثقافة بعض المجتمعات فى التعامل معها.
■ كنتِ عضواً مؤسساً لحزب الدستور وشغلتِ موقع رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجى به.. كيف تنظرين إلى الحياة الحزبية الآن، خاصة بعد «الهجوم الشرس» لـ«القوائم والائتلافات».. وتراجع الأحزاب التاريخية فى الانتخابات البرلمانية الماضية؟
- لو تحدثنا عن الحياة الحزبية الآن، فهى «ضعيفة»، ولم تعد موجودة أو أنها «بلا جذور». وأعتقد أن الخطأ التاريخى فى الأحزاب التى تم تأسيسها بعد الثورة، أنها انشغلت بـ«الصراع ع الكراسى»، وللأسف فقد نقل الكبار هذا الصراع إلى الشباب. وفقدت هذه الأحزاب القدرة على التواصل مع الجماهير، بدليل أنك احتجت إليها فى أوقات مهمة وظروف عصيبة ولم تجدها. أما عن تجربتى مع حزب الدستور، فقد انسحبت مبكراً فأنا بطبعى لست «صدامية». فقد كان الهدف أن نفتح المجال أمام الشباب، ونصنع قادة جددا للعمل الجماهيرى، ولكن- للأسف- ذلك لم يحدث وظلت الأحزاب المصرية بنفس فكرها القديم. فلو سحبت الثقة الآن من الحكومة، فمن الذى سيشكل الحكومة المقبلة، وليست هناك أحزاب بديلة؟!
■ وكيف كانت علاقتك بالدكتور محمد البرادعى.. وما هى وجهة نظرك فى انسحابه الغريب من المشهد؟
- حقيقة لم تكن لى علاقة مباشرة بالدكتور البرادعى، فهو لم يكن رئيساً عادياً لحزب سياسى، فوضعه العالمى وانشغاله لم يسمحا له بالتواجد. ولكن يحسب له فى الفترة القليلة التى انضممت فيها إلى حزب الدستور أنه كان هناك تقدير للمرأة، فقد كان ثلاث أو أربع سيدات يحتللن المناصب الرئيسية داخل حزب «الدستور».
أما مسألة ما حدث فى أعقاب ثورة 30 يونيو، فلم يكن باستطاعتى أن أتصل به لأستطلع ما حدث. وأعتقد أن اختفاءه كان «غير مفهوم»، وفى رأيى أنه كان جزءًا من المشهد و«النظام الجديد» كنائب للرئيس لشؤون العلاقات الدولية. وفى هذه الحالة على وجه التحديد كان ضروريا الظهور للشباب الذى سانده ليتحدث إليهم ويشرح موقفه وأسباب قراره بالابتعاد.
■ هل كنتِ- على المستوى الشخصى- تتمنين ذلك؟
- نعم.. فمعظم مؤيديه كانوا من الشباب، وقد عاصرتهم وتابعت تطلعهم للتغيير انطلاقاً من داخل الحزب، وهو ما يشكل عليه «ديناً» معنوياً وسياسياً فى ضرورة أن تشرح لمؤيديك حقيقة ما حدث. وكثيراً ما كنت أسمع عبارة «خِلى بينا» بين الشباب، وهو ما يعكس مدى تعلقهم به.
■ بمَ تفسرين هذه العبارة على وجه التحديد كشاهدة على التجربة؟
- لا أجد التفسير.. ولكنى أعتقد أنه رجل عمل فى المحافل الدولية، وله دور أكاديمى.. وكان قريباً من دوائر كثيرة.. ولكن كان يفتقد التواصل مع الجماهير والناس.
■ هل كان يتطلع إلى دور «الزعيم التاريخى» أم مجرد «الناصح»؟
- دور الناصح الأقرب.. لقد كان يقدم أفكاراً، وكانت تلقى قبولاً بين الشباب، ولكنها- للأسف- كانت تنهار على أرض الواقع.. ولهذا الناس شعرت بـ«الصدمة»!.
■ بدأت حياتك العملية ملحقاً دبلوماسياً بوزارة الخارجية.. والآن أنت أول امرأة تصبح نائباً لرئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية.. بخبرتك الدبلوماسية، كيف تنظرين إلى علاقة مصر بالعالم بعد مرور ثلاث سنوات على ثورة 30 يونيو؟
- سعدت بالمشاركة فى وضع كتاب صدر فى السويد حول السياسات الخارجية لدول الربيع العربى. وفى هذا الكتاب رصدت تراجع الدور المصرى تحت حكم الإخوان. وأن السياسة الخارجية المصرية فقدت نفوذها «المعنوى» والتاريخى فى المنطقة العربية والشرق الأوسط. ولا أنكر أن هناك محاولات كبيرة لاستعادة هذا الدور على مدى العامين الماضيين. فقد كانت العلاقات الخارجية المصرية فى وضع سيئ بعد ثورة 30 يونيو، فى تفسيرها.
■ تقصدين.. هل هى ثورة أم انقلاب؟
- بالضبط، والواقع هو الذى يفرض نفسه فى النهاية. فكل منا حر فى تفسيراته ومن مبدأ الحرية ألا نحجر على رأى الغير. ولكن علينا أن نضع على أرض الواقع تصحيحاً للمفاهيم. فقد التزمت مصر بخارطة طريق، واستطاعت أن تنفذها بكل دقة فى مراحلها. ولهذا تمكنت السياسة الخارجية المصرية من تغيير وجهة النظر «العدائية» تجاه مصر، وربما منذ العام الأول بعد انتخاب الرئيس. ولكننا أمام قضايا عالقة مهمة، تمس أمن مصر، منها الحدود مع ليبيا، والأزمة مع إثيوبيا حول سد النهضة، و«الحساسية» فى العلاقة مع السودان، وما يحدث فى اليمن. وما أعلنه الرئيس السيسى مؤخراً بشأن حل القضية الفلسطينية بعد أن تراجعت على جدول أعمال العالم كله.
■ وعلاقة القاهرة مع واشنطن؟
- هى علاقة تتسم بـ«الترقب».
■ كيف؟
- علاقة تفتقد «الدفء».. علاقة ليست عند ثبات معين.. تشهد ارتفاعات وانخفاضات.. فجميع الأطراف فى النهاية يلجأون إلى مصر للمرور إلى الشرق الأوسط وأزماته. وأعتقد أن النظرة الآن أصبحت مختلفة بشكل كبير، وهو ما يتضح من اللقاءات المتبادلة مع نواب من الكونجرس. ولكى نكون واقعيين فأى نظرة لا تتغير بين يوم وليلة.
■ هل هناك «حالة تربص» بالرئيس والنظام فى مصر.. من الخارج؟
- بكل تأكيد.. فهناك دول كثيرة ترى أن «مشروع الإسلام السياسى» فى الحكم كان الحل الأمثل لإبعاد أصحاب الآراء المتطرفة عن أراضيها، وعندما «خاب الأمل» فى تحقيق هذا المشروع كان لا بد أن يكون هناك رد فعل.. فبسقوط مشروع الإسلام السياسى فى مصر انهار المشروع كاملاً فى العالم العربى.. وبالتالى كل الداعمين لهذا المشروع «يتصيدون الأخطاء» لمصر.
■ إلى أى مدى أضر حكم الإخوان بمصر؟
- فى اعتقادى أن أهم ضرر هو محاولة تغيير «الهوية الثقافية» لمصر. وهذا ما استفز البسطاء الذين ليس لهم علاقة بالسياسة ودفعهم للنزول فى ثورة ضد حكم الجماعة. فالشخصية المصرية متسامحة ومتدينة ووسطية وتتقبل الاختلاف. الناس شعرت بفزع كبير، خاصة بعد خطاب مرسى فى الاستاد، وتحديداً فى حديثه عن العلاقات بالدول العربية والعالم. هنا ثار الشعب عليهم عندما شعر أن «البلد مش بلده».
■ كاقتصادية.. ما تقييمك الخاص لحالة الاقتصاد المصرى؟
- «حالة صعبة».. الناس ترى الآن أن السياسة مجرد «رفاهية» وبحثهم الأساسى عن «لقمة العيش»، والتحدى الحقيقى الآن فى أن تنجز اقتصادياً، وتحقق معدلات نمو متقدمة.
■ وما رأيك فى حديث الرئيس عن أن الناس لا تشعر بـ«الإنجازات».. لماذا لا تشعر الناس بذلك بالفعل؟
- لأن الإنجازات لا يتم تسويقها بالشكل المناسب. فأنت أمام دولة كبيرة وشعبها تجاوز 90 مليوناً، وهو «مطحون» فى أعباء يومية. وبالتالى يجب أن تكون الرسالة الموجهة إليه واضحة. فمع احترامى لرئيس مجلس الوزراء، فهو لا يتحدث للشعب بطريقة كافية.
■ ماذا تقصدين على وجه التحديد؟
- دورية الحديث والحوار.. فهو لا يخرج ليتحدث للناس بصفة دورية، ويقارن بين برنامج الحكومة.. وما تحقق من إنجازات على أرض الواقع وفقاً للبرنامج الزمنى المحدد.
■ ولماذا منحتموه وحكومته ثقة مجلس النواب؟
- برنامج الحكومة كان به ثغرات كثيرة. فعدد النواب الذين وافقوا على هذا البرنامج لا يتعدى أصابع اليدين!
■ بمعنى؟
- أنه لم يعلن أى نائب موافقته المباشرة.. وإنما كان هناك نقد كبير.. بصراحة.. نحن أمام مأزق كبير.. ماذا لو حدث طرح للثقة؟!
■ هل يعنى أنه كان هناك «توجيه» للنواب؟
- لا يمكن أن نقول توجيهاً، والدليل ما حدث فى تعديلات قانون الخدمة المدنية مثلا. فرغم وجود «الائتلاف الرئيسى» إلا أن النواب رفضوا فى النهاية.
■ مؤسسة الجراح العالمى الدكتور مجدى يعقوب فكرة إنسانية ووجدانية قبل أن تكون مؤسسة علاجية، خاصة حينما نتحدث عن اختيار موقع مركزها فى أسوان.. ماهو رصدك للمشروع – الذى تشغلين فيه موقع المدير التنفيذى – خلال السنوات الماضية.. وهل هناك اتجاه لفتح مراكز أخرى بالمدن الجديدة الملائمة بيئياً؟
- كنت لا أود الحديث فى هذا الإطار، ولكنى أعلن أننى تركت المنصب..!
■ لماذا؟
- لأن مجلس الأمناء قرر عدم استمرارى فى موقع المدير التنفيذى للمؤسسة، وهو أمر أحزننى للغاية! وصعب أن أتحدث عنه، فالدكتور مجدى يعقوب قيمة وقامة.. كذلك السفير الدكتور محمد شاكر.
■ هل لهذا القرار علاقة بـ«تعيينك» فى مجلس النواب؟
- اختيارى أساساً كان دعماً للمؤسسة، والنجاح الذى حققته.. ودون مقدمات تم إنهاء عقدى فجأة قبل موعده بعامين.
■ لأنك أصبحت نائبة؟
- لا تعليق..!
■ خلال عملك بالقرب منه.. ما الذى لا يعلمه الناس عن مجدى يعقوب؟
- إنه شخص ليس فى حياته سوى العلم ومرضاه.. الدكتور مجدى لا يتحدث فى شىء آخر.. ودائماً ما كنا نعفيه من الدخول فى مشكلات الإدارة وغيرها.. وكانت أمتع لحظاتى هى التى أحقق فيها أحلامه.. هو إنسان لا يفكر فى الصغائر.
■ خلال سنوات عملك ما أهم ما لفت نظرك فى «قلوب المصريين»؟
- قلوب المصريين فيها كثير من الشجن.. وتتحمل أعباء كثيرة فوق طاقتها. المصرى يمرض دون أن يشعر المقربون منه بمرضه.
■ مصر شهدت حالة غير مسبوقة من الجدل حول السيادة على الجزيرتين «تيران وصنافير» وقرار مصر بإعادتهما إلى السعودية.. كيف تنظرين إلى القرار وتوقيته مع زيارة العاهل السعودى؟
- هناك زاويتان: الأولى أنه لا يمكن أن نشكك فى أو نتخيل أن هناك رئيسا يمكن أن يتخلى عن ذرة من التراب المصرى. والثانية أن الأمر لم يعرض حتى الآن على مجلس النواب، وبالتالى عندما تناقشه لجنة العلاقات الخارجية سيكون هناك حديث آخر، لأننا سنستند إلى خرائط ووثائق منوعة. ولكن يبقى اختيار التوقيت والمفاجأة التى كانت «صادمة» للناس، فزيارة العاهل السعودى مرحب بها كدولة مساندة وداعمة لمصر وتربطها علاقات أخوية عميقة. ووسط كل هذا كان الإعلان غير مناسب، و«إخراجه» تم بطريقة غير موفقة. وكذلك حديث المسؤولين المصريين لم يكن مقنعاً، حتى إن كانت هناك ضرورة لسرية المفاوضات، فهناك على الجانب الأقوى والأهم 90 مليون مصرى لا يعلمون شيئاً عن المفاوضات الدائرة.
■ وكيف تنظرين إلى رد الفعل الشعبى.. وموقف الإعلام المصرى من القضية؟
- كل فرد من حقه أن يعبر عن رأيه وغضبه فى إطار القانون. كل رأى مقبول مهما كان حجم الاختلاف بشرط ألا يدخل فى مزايدات. ولكن بصراحة أزمتنا الحالية كمصريين أننا «لا نصدق بعضنا»، والاتهامات دائماً «سابقة التجهيز» من عمالة وخيانة وغيرهما..!
■ هل لديكِ سيناريو لما هو متوقع أثناء مناقشة القضية تحت قبة البرلمان.. خاصة أن هناك مصادر قالت إن الحكومة قد أعدت ملفاً وثائقياً حول أحقية السعودية بالجزيرتين؟
- من الصعب أن تتوقع ماذا سيحدث عند مناقشة القضية، ولكنى أرى أنها ستكون «ساخنة».