ناشد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أئمة وطلاب كازاخستان، بأن يكونوا دعاة سلم ورسل هداية وأمل لبلادهم ووسط آسيا، بنشر الفكر الإسلامي الصحيح بعيدًا عن أي تشدد أو غلو يخالف تعاليم الإسلام السمحة، وقال الوزير «كونوا دعاة سلام وهداية للإنسانية جميعًا وإياكم والتشدد، وانشروا رحمة الإسلام للكافة وكونوا قدوة بأعمالكم وأخلاقكم».
جاء ذلك خلال اللقاء الديني والثقافي الموسع، اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بالماطي بكازاخستان، التابعة لوزارة الأوقاف، والذي شهده مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام، والسفير هيثم كامل، سفير مصر بكازاخستان، وسيك اوراز، نائب مفتى كازاخستان، والدكتور جودة بسيوني، رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، وبحضور طلاب وأئمة كازاخستان، والأساتذة المصريين بالجامعة بالماطي، وذلك في إطار زيارة الوزير والوفد المرافق له لكازاخستان.
وجدد الدكتور مختار جمعة استعداد وزارة الأوقاف المصرية لتقديم كل عون لطلاب وأئمة كازاخستان، ومدهم بالكتب والدراسات والمطبوعات التي تصدرها الوزارة والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واستقبالهم في مصر لتنظيم دورات تدريبية من خلال أكاديمية الأوقاف العالمية ليكونوا دعاة سلم في آسيا.
وشدد وزير الأوقاف على أن الحفاظ على أمن الوطن وسلامته واجبا دينيا ووطنيا لأن الإسلام نهى عن إثارة الفتن والقلاقل، مطالبًا طلاب كازاخستان بأن يكونوا دعاة رسل وعلم وسلام في وسط آسيا بعيدا عن التشدد والغلو الذي يرفضه الإسلام ويدعو دائما لليسر، مطالبهم بالعمل على نشر رحمة الإسلام وسماحته والحفاظ على أمن وطنهم.
وحذر الوزير مما تروج له جماعات العنف والتكفير بالدعوة للجهاد وتكفير الآخرين بدون دليل أو بينة لأنه مخالف لكل الأديان، ووصفها بأنها جماعات ضالة ومضلة منبها من التحاق الشباب ببعض التنظيمات الإرهابية بدعوى الجهاد، حيث إنهم يكتشفون ضلال تلك الجماعات التي لا تعرف دينا أو إنسانية عندما ينقلبون عنها فيتعرضون للتنكيل والقتل والتشريد.
كما أوضح الوزير أن التكفير لا يكون إلا بحكم قضائي، وأن شأن الحرب والسلم أو الجهاد للدول وليس للأشخاص، وأمر الجهاد مكفول لأولي الأمر.
وكشف وزير الأوقاف عن أنه سيبحث مع المسؤولين الكازاخستانيين والمختصين في الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية عقد المزيد من الدورات التدريبية والتثقيفية للائمة من كازاخستان، بأن تكون لقاءات شهرية، ومد كازاخستان بعلماء من الأوقاف والأزهر، وتنظيم لقاءات دورية في مختلف مناطق كازخستان.
من جانبه أشار سفير مصر بكازاخستان، السفير هيثم كامل، إلى التعاون الثقافي بين مصر وكازاخستان من خلال تقديم المنح من الأزهر الشريف ووزارة التعليم العالي والدورات التدريبية للائمة وإيفاد الأساتذة من وزارة الأوقاف إلى الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، وإيفاد المتخصصين في الشؤون الدينية لتصحيح الفكر المتطرف واصفا العلاقات بين البلدين بالمتميزة.
وفى سياق متصل، أشاد نائب مفتى كازاخستان في كلمته بالدور المهم الذي تقوم به مصر لنشر صحيح الدين في بلاده ومن خلال الجامعة المصرية للعلوم الثقافية والتى تخرج فيها ألف شخص منذ إنشائها.