على بعد 35 كيلو شمال أسوان، وبالتحديد فى صحراء قرية بنبان التابعة لمركز (دراو)، يجرى العمل على قدم وساق لإنشاء محطة بنبان للطاقة الشمسية، وهى أكبر مشروع فى مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وأضخم مشروع يقام على أرض أسوان خلال العامين الأخيرين، من خلال استغلال طاقة الشمس كمصدر متجدد لإنتاج الكهرباء النظيفة، حيث ينتج المشروع كهرباء تعادل إنتاج الكهرباء المولدة من السد العالى. تأتى أهمية المشروع بعد أن أصبحت الدول تتجه الآن للبحث عن مصادر جديدة للطاقة، خاصة مصادر الطاقة المتجددة، وما تتمتع به أسوان من سطوع شمسى على مدار العام منحها ميزة نسبية لتكون أرضاً للمشروع الذى صُمِّم لإنتاج 2000 ميجاوات إضافية من الكهرباء للشبكة القومية الموحدة، حيث تأتى محطة بنبان للطاقة الشمسية كأحد مصادر تنوع الطاقة وتعظيم الاستفادة من الطاقة المتجددة التى من المنتظر أنها ستهيمن على قطاع توليد الكهرباء بشكل كامل.
العمل فى أرض المشروع يسير بوتيرة سريعة بعد أن ارتفع بنيان 4 محطات محولات فى وقت قياسى خلال أقل من 3 أشهر من العمل بالمشروع، عشرات العمال والمهندسين يسابقون الزمن لإنجاز المشروع، يعملون على مدار 24 ساعة، لا يفصلها سوى دقائق لالتقاط الأنفاس وتناول الغذاء، وارتشاف بعض الماء واحتساء الشاى، ثم معاودة العمل.
داخل المشروع التقينا المهندس محمد محمود، مدير المشروع للأعمال المدنية، التى تشمل أعمال إنشاء مبانى 4 محطات محولات، والذى أكد أن «العمل بالمشروع يسير وفق الخطة المستهدفة، وأن نسب التنفيذ تسير حسب البرنامج الزمنى الموضوع.
المهندس حسن عيسى، مدير المشروعات بشركة «إكس دى إيجيماك»، الشركة المنفذة لمشروع إنشاء 4 محطات محولات بنبان بالتعاقد مع الكهرباء، أكد أنه جارٍ حالياً العمل فى تنفيذ محطات محولات بنبان (1- 2- 3- 4) لتفريغ الطاقة المنتجة من المحطات الشمسية جهد 22 ك. ف، ورفعها إلى 220 ك. ف، ونقلها إلى الشبكة القومية الموحدة حيث تقوم الشركة بإنشاء محطات المحولات المسؤولة عن ربط كل المحطات الشمسية بالشبكة القومية الموحدة لمصر.
ويوضح المهندس حسن عيسى أن المشروع ضخم ويضم 39 شركة وتصل مساحته إلى نحو 30 كيلومتراً مربعاً، وهذه الشركات حاصلة على 40 قطعة أرض لإقامة محطات الطاقة الشمسية، ويُموَّل من البنك الدولى والأوروبى وعدة بنوك، حيث من المقرر أن تصل الكهرباء المولدة من المشروع إلى 2000 ميجاوات، أى حوالى ما يقرب من إنتاج كهرباء السد العالى، وتصل المسافة بين كل محطة من المحطات الأربع حوالى كيلو ونصف، ولكل شركة أو مستثمر قطعة أرض أو قطعتان تقام عليها الخلايا الضوئية، وجميعها موصلة بالمحطات التى ستقوم بدورها بتوصيل الكهرباء المنتجة بالشبكة الموحدة، حيث يجرى العمل حالياً بتنفيذ محولات قوى وأعمال معدات كهربائية ضغط عالٍ معزولة بعد أن تم تسلم الأرض بموجب التعاقد مع وزارة الكهرباء ويتم تسليمها بعد ذلك بالمحطات، بنظام التسليم على المفتاح. وأضاف: «تصل مدة تنفيذ المحطات إلى 8 شهور، حيث بدأنا العمل فى 10 يناير الماضى، وهى مكونة من جزءين، الأول الأعمال المدنية التى تستمر 8 شهور، والثانى الأعمال الكهربائية وتستمر 4 شهور».
وأوضح المهندس شريف الحاج، المدير الإقليمى لمنظمة الشرق الأوسط لصناعات الطاقة، أنه تم اختيار (39) شركة متخصصة فى إنتاج الطاقة، منها 10 شركات عالمية وعربية و29 شركة مصرية بواسطة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالى 200 شركة تقدمت لتنفيذ هذا المشروع الضخم الذى تتراوح استثماراته ما بين 2 و3 مليارات دولار.
ويضيف شريف الحاج أن المستهدف تشغيل حوالى 20 ألف فرد عمالة مؤقتة بالمشروع فى مرحلة الإنشاءات التى تصل لنحو عام ونصف، فيما أن هناك ألف عامل منهم ستكون له فرصة عمل ثابتة خلال فترة حق الانتفاع التى ستصل إلى 25 عاماً بعد البدء فى التشغيل الفعلى لهذا المشروع القومى الكبير.
وقال محمد الحسينى، مدير الاستثمار بالمحافظة، إنه تم تخصيص مساحة 8834 فداناً بقرار جمهورى لصالح هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، التى قامت بدورها بطرح مناقصة تم رسوها على 40 مستثمراً بنظام حق الانتفاع لمدة 25عاماً لإنتاج طاقة متجددة من خلال طاقة الشمس.