تحيا مصر كل يوم بالبناء والتطوير للمشروعات الضخمة التى تحمل العديد من الوحدات والمرافق والخدمات الحديثة.. التى تليق بالإنسان المصرى، والإلغاء الممنهج لمنظومة العشوائيات المنتشرة فى عدد من المحافظات المصرية مع الإصرار المتناهى للقيادة، لتكون عمليات التطوير على قمة الأولويات مهما كانت التحديات.. ولكن.. للأسف مازال على الجانب الآخر عشوائيات من الفكر والأحداث.. والأخبار.. والسلوكيات.. الموجعة التى تساهم فى التشكيك اليومى والتشويه الأسبوعى لصورة الاستقرار والبناء والأمن.. نعم.. فليس الحل فى التشابك بالأيدى على الهواء، ولا الخلاف مع النقابة، ولا حالة التطاول بالألفاظ على الوزارة وكسر هيبة المؤسسات الوطنية فى البرامج والمسلسلات.. والاعتداء الإنسانى المستمر، وتشويه الحقائق، حتى وصلنا إلى الصعيد المصرى المتراكم بالهموم والأكاذيب والاتهامات لإشعال الفتنة فى هذا النسيج الوطنى بهدف التسويق لمشهد سلبى مصرى مبتور للعالم لإعادة التقييم الإيجابى لمصر.. وبالتالى نفتقد القدرة على الحسم والإنجاز بالقانون.. وذلك بتصعيد الإهمال والإحباط .. فعدم الحزم أحياناً مع بعض الأداء الوظيفى المترهل يمهد الأرض للتسلق بهدوء على أعمدة الدولة.. نعم.
فهناك مخططات يتم نسجها ضدنا بهدف إفراغ مصر من قدرتها البشرية.. وبالتالى تجد أمامك الآن وجوهاً مستهلكة أو مقربة أو مجموعة من أصحاب النفوس الرخيصة هى التى تتصدر المشهد.. لا تملك الخلفيات الثقافية ولا تتصف بالرقى الأخلاقى والحضارى، والجاهل والمخزى والفاشل هو من يتصدر المشهد؟! مؤكد هناك حكمة ما فى ترك هذه الصورة السلبية العشوائية؟!. ارحمنا يا رب.. حتى مع تغير حركة الإدارة بفتح نوافذ جديدة والاستعانة بنفس الوجوه السابقة... فالعند والجهل بفن التنوع والإبداع يسمحان بوضع الشخص الخطأ فى المكان الصح.. فهى نوعية واحدة ومحددة يدخل بها فى الإعلام والسياسة والإدارة لتصدر التسويق والتخطيط للوطن، والنتيجة الخسائر النفسية فى العلاقات فى عدد من الدول الصديقة وفساد وتراجع فى الاستثمار.. ومنهم بعض النواب المغيبين الذين يهرولون للتدريب مع بعض الممولين؟!! .كل ذلك ألا يؤكد الإفلاس فى الاختيار والدعم لمن لا يستحق، والتخبط واضح فى عدد من المشاهد، تبقى الصورة مستفزة.. تدل على أن هناك إصراراً على الاستمرار فى عشوائيات الفكر الإدارى فى الوطن، مما يسمح بالاختراقات بأسلوب فعال تمت تجربته فى زمن سقوط الاتحاد السوفيتى وهو وضع الإنسان الخطأ فى المكان الصح؟ فتجد عدداً من المسؤولين من إعلام وشباب ونواب ووزراء ومسؤولين مستمرين..!! ولكنهم فى الحقيقة هم من المغيبين عن الأخطار والأحداث الدولية أو مهملين فى الأداء أو الردع والحساب.. ترى مسؤولاً أو محافظاً يصمت عن الفتنة وإهمال مستمر أمام الحل لإخفاء مشكلة وإنقاذ المواطن من هذا المشهد الردىء الذى يستغل ضد مصر وقياداتها ورجالها المخلصين. ولكن البعض من الجهات الشرعية والتنفيذية كارثية بامتياز.. فقد تركت مناطق مستباحة للتسلق على العقول والسلوك حتى وصلت إلى التعدى على العرض وتعرية جسد امرأة فى العقد السبعين من عمرها فلا يبقى سوى الدعاء برحمة الله على نوعية رجال يملكون نفوساً مريضة زُرعت بالتطرف والاحتقان، فكانت النتيجة هى العار على جبين كل مواطن.. ويخرج فى النهاية مسؤول ليقول: الموضوع بسيط..؟! إذن فكيف تطالب بأن يحترم هذا المصرى فى الخليج وهو نفسه المصرى الذى يستهان بكرامته، بشرفه، وعرضه فى صعيد مصر.. ويخرج بكم من العشوائيات الفكرية والسلوكية على السطح؟! أتمنى أن تسرع بعلاج العقول والنفوس باختيار أفضل من عناصر القوى الناعمة ومن كل مسؤول يظهر علينا، إعلامى أو تنفيذى أو شرعى، لأن الحقيقة أن كلاً منا فى النهاية يدفع ثمن اختياراته.
gailane.gabr@ yahoo.com