ربما يبدو الطقس البارد لمدينة ليفركوزن قاسيًا على هذا المكسيكي مرهف الحس، ولكن المهاجم المكسيكي الشهير خافيير «تشيتشاريتو» هيرنانديز تغلب على الصقيع في هذه المدينة بأهدافه الغزيرة التي منحته الدفء الحقيقي في مسيرته بالدوري الألماني لكرة القدم «بوندزليجا» .
وبعد مسيرة افتقدت للدفء والنجاح في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي وفترة إعارة لم يكتمل نجاحها في ريـال مدريد الاسباني، أعاد اكتشاف نفسه وأعاد «تحميل» مسيرته الكروية من خلال موسم ناجح في صفوف باير ليفركوزن الألماني.
والآن، يطمح تشيتشاريتو إلى نقل نجاحه في الدوري الألماني إلى صفوف منتخب بلاده ويبحث عن بصمة حقيقية في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» التي تنطلق فعالياتها يوم الجمعة المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية.
وصدم تشيتشاريتو، أنجح لاعبي المكسيك في أوروبا في السنوات القليلة الماضية، بلاده في سبتمبر الماضي بالانتقال إلى ألمانيا.
وفي المقابل، ضاعف تشيتشاريتو، البالغ من العمر 27 عامًا، بشكل هائل من شعبية النادي الألماني حيث انهار موقع النادي على الانترنت من كثرة تصفح المشجعين له بمجرد اتمام اللاعب لانتقاله إلى صفوف الفريق.
ولكن رودي فولر مدير الكرة بالنادي أكد أن ليفركوزن لم يضم النجم المكسيكي بحثا عن زيادة في حجم الإعلانات أو التسويق.
وأوضح فولر: «لم نشتر إعلانا. لا نبالي بعدد مرات التصفح لموقعنا على الانترنت أو بعدد المتابعين. ما يهمنا هو الأهداف التي سيحرزها اللاعب».
والحقيقة أن اللاعب لم يخيب أمل ناديه الجديد حيث انهمرت أهدافه مع الفريق حيث أصبح في كانون ديسمبر الماضي صاحب أكبر رصيد من الأهداف يحرزه أي لاعب بعد انضمامه المتأخر لفريق ألماني.
ومنذ انتقاله إلى ليفركوزن مع غلق باب الانتقالات في نهاية أغسطس 2015 وحتى ديسمبر الماضي، أحرز تشيتشاريتو 11 هدفًا في 14 مباراة خاضها مع الفريق.
وفي أواخر يناير الماضي، كان اللاعب تجاوز بالفعل أفضل رصيد له في أي موسم قضاه بتجربة احترافه الأوروبية حيث أحرز 21 هدفا لليفركوزن في مختلف البطولات، بفارق هدف واحد أكثر من رصيده في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد 2010 / 2011، والذي كان أنجح مواسمه مع الفريق الإنجليزي.
وأنهى تشيتشاريتو، أفضل لاعب في اتحاد الكونكاكاف «أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي»، موسمه الأول مع ليفركوزن برصيد 26 هدفا في مختلف البطولات ليساهم في احتلال الفريق المركز الثالث في الدوري الألماني «بوندسليجا» خلف بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند ليضمن التأهل المباشر إلى دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وعن حياته الجديدة التي بدأها في ألمانيا برفقة صديقته الإعلامية الاسبانية الحسناء لوسيا فيالون، قال تشيتشاريتو: «أشكر الله لأنني تأقلمت سريعا.. أتعلم كل يوم. ولهذا عشقت الفريق كما ساعدني أعضاء الفريق جميعهم على التأقلم مع ليفركوزن. ساعدني الجميع بداية من المدرب ومعاونيه وحتى زملائي اللاعبين لأنهم مجموعة متميزة من الأصدقاء».
وفي نفس المقابلة، مع موقع البوندزليجا على الإنترنت، كشف تشيتشاريتو عن سر جديد وراء تألقه في صفوف ليفركوزن وقال: «إنه فريق يثق به، وهذا ما كنت أحتاجه».
وربما كان هذا هو ما افتقده تشيتشاريتو في مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان جال الذي تركه يرحل إلى الريـال على سبيل الإعارة ثم شعر بالندم.
وفي الريـال، واجه تشيتشاريتو منافسة ظالمة على نيل فرصة للمشاركة في المباريات نظرا لوجود الثلاثي الهجومي المكون من البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بيل.
ويشتهر تشيتشاريتو بتدينه وأخلاقياته العالية كما يحرص قبل كل مباراة على أن يجثو على ركبتيه من أجل الدعاء أملا في التوفيق خلال المباراة.
وكانت هذه السمات سببًا كبيرًا في تأقلمه مع نادي مثل ليفركوزن ليس من الأندية العملاقة في أوروبا حيث يتسم بالهدوء إضافة لكون الدوري الألماني، رغم قوة المنافسة فيه، من البطولات التي تسودها الأجواء الهادئة كما تحافظ على خصوصية اللاعبين.
وقال روجر شميت، المدير الفني لليفركوزن: «الأمور أصبحت إيجابية لكل من اللاعب والنادي، كان التعاقد مع تشيتشاريتو أمرا رائعا واستثنائيا».
وبعدما أثرت مسيرة احترافه الأوروبية في السنوات الماضية سلبيا على مسيرته مع المنتخب المكسيكي رغم عدم خلوها من بعض الإنجازات مثل بطولتي الكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف في 2011 و2015، يسعى تشيتشاريتو إلى تأكيد مكانته الآن كأبرز نجوم المنتخب المكسيكي وأن يصبح الهداف التاريخي له حيث أحرز 43 هدفا للفريق بفارق ثلاثة أهداف فقط عن الهداف التاريخي خاريد بورجيتي.