فاجأ اتحاد الكرة الجميع مؤخراً بإعلانه عن مسابقة «الدوري البديل»، ففي الوقت الذي عدد فيه مسؤولو الجبلاية الفوائد التي ستعود على الأندية والكرة المصرية، والتي يلعب فيها بدلاء أندية الدوري الممتاز في مسابقة منفصلة عن البطولة الرسمية، وقوبلت الفكرة بمعارضة شديدة من بعض الخبراء ومسؤولي الأندية الذين قاموا بتعديد السلبيات التي ستؤثر على الأندية في حالة التطبيق.
ويطرح اقتراح اتحاد الكرة العديد من التساؤلات حول كيفية توفير لجنة المسابقات الوقت الكافي لإقامة مباريات هذه المسابقة في ظل الازدحام الشديد في جدول الدوري الممتاز، ومن أين ستوفر لجنة الحكام الرئيسية، الحكام الذين سيديرون المباريات في ظل محدودية أعدادهم، وكيف سيمنحونهم مستحقاتهم في الوقت الذي لم يحصلوا فيه على مكافآتهم عن مباريات الممتاز منذ بداية الموسم؟ ولماذا يفرض اتحاد الكرة أعباء جديدة على كاهل الأندية رغم أن معظمها يعانى من شبح الإفلاس «كبيرها وصغيرها».
من جانبه، أيد «نصر أبوالحسن» رئيس النادي الإسماعيلي فكرة إنشاء « الدوري البديل»، وقال إنه سيفيد الأندية المصرية، من خلال تجهيز اللاعبين البدلاء بكل فريق بدلاً من بقائهم على دكة البدلاء فترة طويلة، ومن ثم يطالبون بالرحيل، وأوضح أبوالحسن أن أهم إيجابيات هذا الدوري هو دعم اتحاد الكرة كل ناد بمبلغ 30 ألف جنيه للمباراة التي ستقام خارج الأرض.
وأضاف: «الفكرة جديدة على الجميع لكن تفعيلها سيؤدي إلى نجاحها، ووصف قرار قيد 30 لاعباً في القائمة بالصائب إلى جانب اللاعبين الخمسة من فريق الشباب وأضاف من الضروري الاهتمام أيضاً بدوري الشباب وأن يكون له استراتيجية معينة سواء بالنسبة للدعم المالي أو بالفرق المشاركة بحيث تكون مؤهلة للعب في هذا الدوري».
أما «كامل أبوعلي»، رئيس نادي المصري، فأعلن موافقته والجهاز الفني على فكرة اتحاد الكرة بإقامة الدوري الجديد، رغم أنه يحتاج إلى ميزانية خاصة، وسيرهق الأندية خاصة في ظل تطبيق دوري المحترفين.
وقال إن الفكرة جيدة، وستنجح فى حالة دراستها جيداً لأنها ستعود بالفائدة على الأندية من خلال تجهيز قاعدة عريضة من اللاعبين، وكذلك الحد من سياسة التعاقدات، وبالتالي تخفيض أسعار اللاعبين التي ارتفعت بصورة كبيرة وأرهقت ميزانيات الأندية».
أما «محمد مصيلحي»، رئيس نادي الاتحاد، فطالب مسؤولي اتحاد الكرة، بمخاطبة رؤساء الأندية والأخذ برأيهم قبل تطبيق «دوري البدلاء»، وأوضح «مصيلحى» أن هذا الدوري سيعاني من نقص الملاعب.
وشكك رئيس نادي الاتحاد في وعود «الجبلاية»، بشأن دعم هذا الدوري، وقال: «إذا كان لدينا أزمة في الدوري الممتاز، بشأن حقوق البث الفضائى، فكيف سيوفرون الدعم لهذا الدوري».
بينما طالب «أحمد الصحيفي»، المشرف العام على الكرة بنادي الجونة، مسؤولي اتحاد الكرة، بالاهتمام بالدوري الممتاز أولاً بدلاً من إقامة مسابقة أخرى، وأرجع الصحيفي رغبة اتحاد الكرة في استحداث المسابقة إلى إقامة دوري المحترفين، خاصة أن معظم الفرق لن تستطيع مجاراة دوري المحترفين والصمود فيه، فكان لابد أن تقام مسابقة أخرى.
وعبر«أحمد عفيفي»، رئيس النادي الأوليمبي، عن رفضه تطبيق دوري البدلاء، وقال إن اللاعبين البدلاء أو الرديف لا يصلحون في الأساس للعب أساسيين في فرقهم، وتم إبعادهم لضعف مستواهم الفني، فكيف يقولون إن هذا الدوري لاكتشاف نجوم جدد، كما أنه سيؤثر سلباً على الفريق الأول، الذي يشارك في الدوري وعلى قطاعات الناشئين، باعتبار أن قائمة الفريق الأول تضم 25 لاعباً سيلعب بعضهم في مباريات دوري البدلاء، وفي حالة تعرض بعضهم للإصابة أو الإيقاف ستحدث أزمة، وفي حالة الاستعانة بالبديل من قطاع الناشئين فإن ذلك سيؤثر بالطبع على الدوري القوي، وقال: «دوري البدلاء يطبق بالفعل في فرق المراحل السنية للناشئين 19 و20 سنة، حيث يشارك بدلاء الفريق الأول في مباريات الشباب، وأضاف: «الأهم صعوبة تغطية مصروفات هذا الدوري من اتحاد الكرة للأندية، حيث هناك مصروفات غير معلنة بخلاف تكاليف المباريات، منها مكافآت الفوز والتعادل والإصابات ومصروفات أخرى للجهاز الفني والإداري».
ودافع «حازم الهواري»، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، عن فكرة «الدوري البديل»، وقال إنه سيفيد الأندية من الناحيتين الفنية والمالية، حيث سيتمكن اللاعبون من المشاركة في مباريات رسمية في حالة عدم مشاركتهم مع أنديتهم في المباريات الرسمية، كما سيتيح الفرصة للمدربين من أجل رؤية عدد كبير من اللاعبين للوقوف على مستواهم قبل خوض مباريات القسم الأول، بالإضافة إلى أنه سيكون فرصة طيبة لتجهيز المصابين بدلاً من المباريات الودية التي تستعين بها الأندية.
وأوضح الهواري أن فوائد الدوري البديل لا تتوقف عند النواحي الفنية فقط بل ستحصل الأندية على 30 ألف جنيه لكل مباراة يخوضها الفريق خارج ملعبه، إلى جانب أنهم سيحصلون على نسبة مالية في حالة تسويقه فضائياً وإذاعة مبارياته.