تعتزم الحكومة زراعة ٢٣٠ ألف فدان فى الفرافرة و٣٧٠ ألف فدان فى الظهير الصحراوى وغرب المنيا اعتمادا على المياه الجوفية، وتصل أعماق الآبار من ٣٠٠ إلى ١٤٠٠ متر، وتخرج المياه كلها أو بعضها بالضغط الداخلى داخل البئر، وقد تم حفر أكثر من ١٠٠ بئر، وتنوى الحكومة حفر مئات أخرى!!، وللأسف الحفر بهذه الأعداد الكبيرة يمكن أن يؤدى إلى انخفاض الضغط، وبهذه الطريقة لن نستطيع رفع المياه من هذه الأعماق البعيدة نظرا للتكلفة الباهظة التى تجعل رى الفدان يتكلف أكثر من ٥٠ ألف جنيه فى العام أى أضعاف ثمن الإنتاج!!، وقد ذكرت مؤخرا أن بعض الآبار تصل الملوحة فيها إلى ٢٥٠٠ جزء فى المليون، أى أن المتر المربع من الأرض سيحتوى ٢,٥ كيلو جرام ملح على مدار العام! وفى أربعة أعوام سيكون فى كل متر مربع عشرة كيلو جرامات ملح وباستخدام الرى المتطور بالرش لا يمكن التخلص منها، حيث لا يوجد صرف فى الرى المتطور، ولا تصلح المياه الجوفية للرى المتطور أو غيرها إذا كانت الملوحة أكثر من ألف جزء فى المليون، لتمليح التربة والتى تؤدى إلى قتل النبات، وللأسف المسؤولون لا يصرحون للقيادة السياسية بالحقيقة خوفا من فقدهم مراكزهم القيادية!! كبديل لما نريد تحقيقه من زراعة ٤ ملايين فدان، يمكن ضخ المياه الجوفية فى الصيف فى الدلتا والصعيد، وهى موجودة فى أكثر من ٩٠٪ من مساحة الأرض الزراعية، ونوعيتها جيدة حيث تحتوى على أقل من ألف جزء فى المليون وعلى عمق لا يزيد على ٣٠ مترا، وتحويل المياه المتوفرة إلى الصحراء لزراعتها وسيتم شحن المياه الجوفية فى الشتاء التالى بالرى.
د. مدحت خفاجى. عضو اللجنة القومية للرى والصرف
بوزارة الرى والموارد المائية