لاشك أن سقوط الطائرة ومقتل كل ركابها أمر خطير، وله تداعياته العالمية والمحلية، وسيؤثر ولا محالة على الاقتصاد القومى عموما - ولكن فى هذا المقام أركز على رد الفعل الأخلاقى، فقد قيل إن هناك من شمت وفرح فى الحادث الأليم ذلك أن الحادث يحقق لهؤلاء بعض ما يتمنونه من سوء لمصر، وهذا هو الشر بعينه عندما يتجسد فى صورة إنسان! لذلك فنحن أمام ظاهرة تقف الكلمات عاجزة عن وصفها، إن بعض من يسمون أنفسهم مصريين قد وصلوا إلى مستوى الدرك الأسفل فى مستوى المشاعر الإنسانية للدرجة التى لم يعد يؤلمهم أو يحزنهم مأساة سقوط طائرة وموت جميع ركابها بصفتهم مصريين، ومع ذلك فالكارثة لم تحزنهم!، ولكن ما هو أكثر شناعة أن الكارثة قد تسببت فى فرحهم وشماتتهم. يالهول ما أصاب أخلاق بعض الناس فى هذه الأيام! أى شيطان استولى على عقولهم؟.. أى بلادة فى المشاعر أصيبوا بها؟.. أى كمية من الشرّ لبستهم وجعلتهم يسعدون لسماعهم تلك الكوارث؟.. ولكن عندما نعرف أن العامل الأساسى لهذه المشاعر هو التيارات التى تختبئ وراء الدين لتحقيق أطماع سياسية فى الحكم والسلطة والسلطان والخلافة، وليس لها أدنى علاقة بالدين.. عندها يجب عدم اللجوء إلى المسكنات الوقتية، وعدم التردد الذى يسيطر على المسؤولين من مغبة التصدى لهذا الغول الذى يتقمص ثياب الدين بالمواجهة الحازمة.. ما نحتاج إليه هو ثورة دينية وقرارات جريئة عاجلة فبل فوات الأوان.. إن سقوط الأخلاق أبشع من سقوط طائرة، وصدق أحمد شوقى فى قوله «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»!.
سامح لطفى هابيل - محام بالنقض - أسيوط