قال وزير الإعلام والاتصالات الإثيوبى، جيتاشو رضا، إن الحكومة انتهت من بناء 70 % من إنشاءات «سد النهضة».
وأضاف فى حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» بالخرطوم، ونشرته الجمعة: «شيدنا أكثر من 50 % من الأعمال الإنشائية، واكتملت معظم عمليات الهندسة المدنية وتركيب التوربينات، هذا يساوى نسبة 70 % من السد، ويمكن أن يكتمل العمل فى أعالى النهر فى أى وقت، لكن كل الأعمال الإلكتروميكانية لا يمكن الجزم بزمن إكمالها».
وفيما يخص قلة إيرادات النيل الأزرق هذا العام وعدم حدوث فيضان، أشار إلى أن «بلاده» لم تفعل شيئًا لتحويل المياه ويستحيل عليها حجز مياه النهر؛ لأنه أمر مخالف للطبيعة، ولفت إلى أن قلة الإيرادات بسبب الجفاف الذى عانته المنطقة.
وتعليقًا على تقارير مصرية بأن بلاده تعمل على كسب الوقت بانتظار اكتمال دراسات المكاتب الاستشارية، أوضح «جيتاشو» أن «عمل اللجان لا علاقة له بإنشاء السد، وإنما يخص مدى إضراره بمصالح شركاء الحوض؛ لأن السد قائم ولن يتأثر بناؤه بتقاريرها، أما إذا كان هناك من يرى بعد إعداد الدراسات أنه سيتضرر، فهذه ليست مشكلتنا فى إثيوبيا».
وحول العلاقات «الإثيوبية- السعودية»، قال الوزير إن هناك أكثر من 4 مليارات دولار استثمارات سعودية فى إثيوبيا، تتركز خصوصاً فى قطاع الزراعة، ومعظمها يقوم بها القطاع الخاص السعودى، وأضاف: «لكن الحكومة السعودية تدعمنا وتدعم هذه الاستثمارات».
وبخصوص العلاقات مع السودان، قال إنه لا يوجد نزاع حدودى بين البلدين «لكن هناك بعض الناس الذين يسعون إلى تعقيد الأوضاع على الحدود من الجانبين، وعلينا معًا محاربتهم؛ لأننا لم نحل مشكلة الحدود بعد، وهذا يوجب علينا إكمال ترسيم الحدود المشتركة بيننا وفقًا لما تنص عليه المعاهدات الدولية عبر المفاوضات فقط».
وأوضح أن هناك بعض القوى تعمل على خلق التوتر على جانبى الحدود المشتركة مثل المعارضين السياسيين فى «الديسابورا» الإثيوبية، مشيراً إلى أن إثيوبيا لديها لجنة مشتركة تضم فريقا فنيا، وتعمل على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية؛ لأن الترسيم ليس القول فقط «هذا هو السودان وهذه هى إثيوبيا»، فهناك عدة موضوعات متعلقة به، فإذا كانت هناك ثروات أو أراض سودانية قد أخذناها، فعلى السودان استردادها عن طريق التفاوض؛ لأن هذه هى الطريقة المثلى، وشدد على أن التعامل مع فرضية الترسيم يجب أن يتم بشكل شامل، حيث يصعب الحديث عن جداول زمنية لاكتمال ترسيم الحدود. وأشار إلى أن إقليم البحر الأحمر يشهد متغيرات جذرية، فهناك نزاع فى اليمن، وهو نزاع لن يتأثر به اليمن وبلدان الخليج وحدها بالضرورة، بل يؤثر فى الصومال وجيبوتى وإثيوبيا، وإذا تأثرت به الأخيرة سيتأثر به السودان أيضًا، هذا إلى جانب مشكلة الإرهاب التى تواجه الإقليم.
وأضاف: «نحن دول المنطقة نتشارك مع الشعوب الثقافة، وفى الوقت ذاته نسعى إلى تحقيق السلام فى إقليمنا، (السودان وإثيوبيا) تتأثران بالقضايا والنزاعات فى المنطقة العربية، وفى نظرنا فإن هذه النزاعات لا يمكن حلها إلا عبر الطرق السلمية من حيث المبدأ، لكن لأننا نعرف أن العلاقات بين بلداننا أكثر تعقيدًا مما قد يفهمه الناس عادة، وما ينتج عنه تعقيدات لا يمكن حلها إلا باستثمار مواردنا معًا، و(إثيوبيا والسودان) تعملان معًا على مجموعة قضايا تؤثر فى القرن الأفريقى والشرق الأوسط كله».
وأضاف: «يجب علينا فهم ديناميات النزاعات التى يشهدها الإقليم، وتكثيف جهودنا لاحتواء العنف، كإثيوبيين نتأثر كثيرًا بالمتغيرات التى يشهدها الإقليم سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وهو أمر يوجب لعب دور حيوى وبنّاء، وقيادة مشاورات معمقة مع شركائنا على ضفتى البحر الأحمر الذى تقع شرقه البلاد العربية والخليج، وفى غربه السودان وإريتريا والصومال وجيبوتى».
وتابع: «من الأدوار المهمة التى يجب علينا أن نلعبها جمع طرفى النزاع معًا؛ لأن لدينا علاقات جيدة مع الطرفين، بمن فيهم الرئيس السابق على عبدالله صالح؛ ما يمكننا من لعب دور مهم فى إعادة طرفى النزاع لمائدة التفاوض، ويمكننا إقناع الطرفين فى مشاورات الكويت بأهمية السلام، وتوظيف علاقاتنا الجيدة فى الإقليم، بما فى ذلك العلاقة المميزة بيننا وبين السعودية ودول الخليج لإعطاء السلام فرصة، وسنواصل جهودنا لإعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء، وبالرغم من أننا لسنا قريبين من الملف بشكل كبير حاليًا، لكن موقعنا يفرض علينا محاولة إقناع الطرفين بحل المشكلة تفاوضيًا».
ومن جانبه، اعتبر السفير الإثيوبى بالقاهرة، محمود درير غيدى، أن بعض وسائل الإعلام والصحافة المصرية تفتقر إلى الموضوعية والمصداقية فى نقل أخبار سد النهضة للشعب المصرى.
وقال، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «إنه يجب التعامل مع سد النهضة كحقيقة واقعية، وبعض الصحف المصرية تتناول العلاقات المصرية- الإثيوبية بمفاهيم بالية عفا عليها الزمن، وما يربط دول حوض النيل خاصة دول الحوض الشرقى مصلحة ومنفعة للجميع».
وحول التصريحات التى أدلى بها «جيتاشو»، أكد «غيدى» أن الإثيوبيين سينتهون من السد كما خططوا له فى عام 2017، مشيراً إلى أن هذا هو المشروع القومى للشعب الإثيوبى للخروج من الفقر، وشدد على أنه ممول من الشعب الإثيوبى.
وأشار إلى أن المنفعة العائدة من سد النهضة كبيرة للغاية، سواء لإثيوبيا أو لدول الجوار، بمن فيهم مصر، حيث سينتج السد الكهرباء الصديقة للبيئة وسيحصل عليها الجميع بأرخص أنواع الكهرباء المتعارف عليها.
وأكد أن السد لن يلحق الضرر بالسد العالى بل سيطيل عمره الافتراضى، نافياً ما ينشر فى بعض وسائل الإعلام المصرية بهذا الخصوص.