لم يعد على نفس بريقه في الماضي ولا يحتوي على نفس المواهب الرائعة بين صفوفه، ولكن المنتخب التشيكي لكرة القدم ما زال ضمن القوى التي يخشى جانبها ويوضع لها ألف حساب.
واستبدل المنتخب التشيكي الموهبة والأداء الساحر ولنجومه البارزين الذين سطعوا في الماضي ليعتمد الفريق حاليا على الأداء الفعال والقوة الخططية.
ويفتقد المنتخب التشيكي الحالي للأداء الساحر الذي قاد سلفه إلى نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 1996» ولكن الفريق الحالي يمتلك المقومات التي تساعده على ترك بصمة حقيقية في يورو 2016 بفرنسا.
وقال بافل فربا المدير الفني للمنتخب التشيكي: «قبل عشرة أو 15 عاما، كان لدينا لاعبون من التشيك ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية. الآن، تغير الوضع. لدينا عدد أقل من اللاعبين المشهورين، ولكن هذا يجعلني أكثر سعادة لأننا حققنا إنجاز التأهل إلى يورو 2016 .
وأضاف: منحت الفرصة للاعبين لم يكن لأي أحد ثقة بهم لأنهم ينشطون في الدوري التشيكي. ولكن هؤلاء اللاعبين شاركوا في دوري أبطال أوروبا مع الأندية التشيكية ونافسوا على نفس المستوى مثل أكبر الفرق الأوروبية.
وحطم فربا عددا من الأرقام القياسية عندما كان مدربا لفيكتوريا بلزن التشيكي وقاد الفريق في 2011 لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ الفريق.
والآن، يرغب المنتخب التشيكي في محاكاة ما قدمه منتخب تشيكوسلوفاكيا السابقة بقيادة النجم الشهير أنتونين بانينكا عندما فاز الفريق بلقب يورو 1976 .
ولا يمتلك المنتخب التشيكي الحالي نفس المهارة التي كان عليها سلفه في السبعينيات من القرن الماضي والذي ضم في تشكيلته الأساسية سبعة لاعبين سلوفاكيين كما يفتقد الفريق الحالي للأداء الساحر الذي اتسمت به أجيال أخرى للكرة التشيكية التي أبهرت العالم لكنها لم تفز بأي لقب.
ولا يضم المنتخب التشيكي الحالي بين صفوفه نجوم بارزين مثل اللاعبين السابقين بافل نيدفيد ويان كولر وكاريل بوبورسكي، ولكن المنتخب الحالي يتميز بأنه فريق صلد لا يعاني من مشاكل خططية عديدة.
ويستحق فربا كل التقدير لأنه دعم وعزز قوة هذا الفريق النشيط والقادر على المنافسة والذي اعتمد في تشكيله على مجموعة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الدوري التشيكي.
ورغم هذا، يضم الفريق بين صفوفه لاعبين مخضرمين يقتربان من نهاية مسيرتهما الكروية وهما حارس المرمى المتألق بيتر تشيك ولاعب الوسط توماس روزيكي زميله في صفوف أرسنال الإنجليزي.
ويمثل روزيكي، الذي أطلق عليه من قبل لقب «موتسارت الصغير، وتشيك حلقة وصل بين الجيل الحالي للمنتخب التشيكي والنجاحات السابقة للفريق.
وتفوق المنتخب التشيكي حتى على توقعاته الخاصة وتغلب على منتخبات هولندا وتركيا وكازاخستان وأيسلندا في المباريات الأربع الأولى له بتصفيات يورو 2016 مما ساعده على اعتلاء قمة مجموعته في التصفيات وهي الصدارة التي لم يفرط فيها حتى نهاية مسيرته بالتصفيات.
وضاعف المنتخب التشيكي محنة نظيره الهولندي في هذه التصفيات بالفوز عليه 3 / 2 في عقر داره بالعاصمة أمستردام في الجولة الأخيرة من التصفيات.
وكان فشل المنتخب الهولندي في بلوغ النهائيات هو الصدمة الكبرى في هذه التصفيات.
وقال فيسنتي دل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، الذي يلتقي المنتخب التشيكي في المجموعة الرابعة بالدور الأول ليورو 2016: «أطاح المنتخب التشيكي بنظيره الهولندي أقوى فرق المجموعة وهو ما يعطي مؤشرا عن قوة هذا الفريق».
نجم الفريق:
مع خوضه 118 مباراة دولية مع المنتخب التشيكي، يمثل حارس المرمى بيتر تشيك عنصرا مهما للغاية في الفريق. ويتميز تشيك بقدرته الرائعة على التعامل مع الكرات العالية حيث يبلغ طول قامته «1.96متر» كما يتمتع بالرصانة والثقة بالنفس.
ويستطيع تشيك قيادة الفريق بشكل رائع من موقعه في حراسة المرمى. ويلعب تشيك مرتديا خوذة على رأسه منذ أن تعرض لإصابة بالغة خلال مباراة بالدوري الإنجليزي في 2006 عندما كان لاعبا في تشيلسي.
المدير الفني:
استحوذ بافل فربا على لقب أفضل مدرب في جمهورية التشيك خلال الفترة من 2010 إلى 2014 حيث قاد فيكتوريا بلزن إلى إنهاء هيمنة نادي سبارتا براغ على الكرة التشيكية.
وتولى فربا تدريب المنتخب التشيكي بعد فشل الفريق في بلوغ النسختين الأخيرتين من بطولة كأس العالم في عامي 2010 و2014 ونجح في غضون عامين فقط في إعادة الفريق إلى البطولات الكبيرة بالتأهل إلى يورو 2016بفرنسا.
مباريات الفريق في الدور الأول ليورو 2016:
يستهل المنتخب التشيكي مسيرته في يورو 2016 بلقاء نظيره الأسباني حامل اللقب في مدينة تولوز يوم 13 يونيو المقبل ثم يلتقي نظيريه الكرواتي والتركي في مدينتي سانت اتيان ولنس على الترتيب يومي 17 و21 من الشهر نفسه.
إنجازاته السابقة:
كجزء من منتخب تشيكوسلوفاكيا السابقة، فازت الكرة التشيكية بالمركز الثاني في بطولتي كأس العالم 1934 و1962 كما فازت بلقب يورو 1976. وفاز المنتخب التشيكي بالمركز الثاني في يورو 1996 عندما خسر أمام نظيره الألماني في النهائي.
هل تعلم:
منذ الانفصال عن سلوفاكيا في 1993، لم يغب المنتخب التشيكي عن البطولات الأوروبية.