تُظهر هياكل إنشائية غامضة دائرية الشكل، شيدها الإنسان البدائي قبل حوالي 176 ألف عام، باستخدام أجزاء من صواعد رسوبية داخل كهف في جنوب غرب فرنسا، أن أقرب أقربائنا المنقرضين كانوا أكثر مهارة مما كان معروفا عنهم في السابق.
ووصف علماء، الأربعاء، ستة هياكل صخرية اكتُشفت على بعد 336 مترا داخل كهف برونيكل في منطقة افيرون بفرنسا. وفي حين أن الغرض من هذه البنيات غير معلوم، إلا أنها واحد من أقدم الإنشاءات المعروفة للجنس البشري.
وأرجع العلماء هذا العمل إلى الإنسان البدائي الذي عاش في أوروبا في ذلك الوقت، لكنه اختفى قبل حوالي 40 ألف عام، بعدما رحل إنسان الهومو سابينس -الذي ظهر أولا في أفريقيا قبل قرابة 200 ألف سنة- إلى أوروبا.
وشُيدت الهياكل الستة القصيرة بأجزاء من صواعد رسوبية، وهي تكوينات صخرية نشأت عن رواسب معدنية جراء تساقط الماء في فناء الكهف. وتوجد آثار نار على الهياكل الستة.
وقال دومينيك جنتي، أستاذ المناخ القديم بمرصد علوم المناخ والبيئة في فرنسا: «نقلوا أكثر من طنين من الصواعد الرسوبية المكسرة».
وقال جاك جوبر، أستاذ علم ما قبل التاريخ بجامعة بوردو، إن الغرض من تشييد هذه الهياكل تحت الأرض يبقى لغزا.
وأضاف أن الموقع لم يكن على الأرجح مكانا للعيش أو الطهي، لبعده عن ضوء النهار.
وتابع جوبر: «ربما كان لاستخدام منزلي أو ثقافي خاص»، ونُشرت نتائج البحث في مجلة «نيتشر».