عمت حالة من الحزن والغضب مدينة رادس التونسية بعد التعادل المخيب للآمال لفريق الترجى التونسى بهدف لكل فريق مع نظيره مازيمبى الكونغولى فى مباراة الإياب لنهائى دورى أبطال أفريقيا، التى أقيمت مساء السبت، وأهدت اللقب إلى مازيمبى للمرة الثانية على التوالى بعد فوزه فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب 6/1. وخرجت عناوين معظم الصحف التونسية تبكى على الحلم الضائع بعد فشل الفريق فى اقتناص اللقب، والتأهل إلى كأس العالم للأندية، فضلاً عن الأداء السلبى الذى ظهر عليه اللاعبون والعشوائية فى الأداء التى تسببت فى إهدار الفريق عدداً كبيراً من الأهداف، خصوصاً فى الشوط الأول وعدم استغلال الرهبة التى عانى منها الفريق الكونغولى، وصبت الجماهير غضبها على اللاعبين بعد المباراة وقامت بتحطيم مقاعد ملعب «7 نوفمبر» الذى استضاف المباراة وألقتها على اللاعبين. وقالت صحيفة «الصباح» التونسية فى عنوانها الرئيسى: «اكتفى الترجى بالتعادل واحتفظ مازيمبى بتاجه الأفريقى»، وأضافت الصحيفة «خيبة الذهاب عجلت بإنهاء حلم الإياب» فى إشارة إلى الخسارة بخمسة أهداف نظيفة فى مباراة الذهاب بمدينة لومباتشى الكونغولية. فيما جاء نقض صحيفة «الشروق» التونسية حاداً للاعبى الترجى وتحت عنوان: «انتهى الحلم الجميل أمام منافس من الوزن الثقيل»، وأكدت الصحيفة عدم وجود مفاجأة من تعادل الترجى على ملعبه، وقالت: «ذلك هو الترجى.. وهؤلاء هم لاعبوه الذين هتكوا عرض النادى أكثر من مرة، وتلك هى حدود أحلامهم وإمكاناتهم لأعظم مسابقة أفريقية». وذكرت صحيفة «الصباح» أن لاعبى الترجى رفضوا مصافحة عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، ورفضوا تسلم ميداليات المركز الثانى اعتراضاً منهم على الظلم الذى تعرضوا له على يد الحكم التوجولى «كوكو» فى مباراة الذهاب، ونقلت «الصباح» عن حياتو رده بأنه لم يشاهد مباراة الذهاب من الأساس، ولا يستطيع أن يقول رأيه فى الحكم «كوكو».
من جانبه، قال السنغالى لامين نداى فاى، المدير الفنى لفريق مازيمبى الكونغولى، إن فريقه استحق الفوز باللقب، واستنكر فاى خلال المؤتمر الصحفى بعد المباراة الاتهامات التى وجهت لناديه بشأن رشوة الحكم التوجولى كوكو الذى أدار لقاء الذهاب. وقال: لقبنا مستحق رغم كل ما قيل ويقال، وانتقد فاى «خشونة» لاعبى الترجى فى مباراة الإياب قائلاً: «كرة القدم ليست ملاكمة». وانسحب فاى ومندوب الاتحاد الأفريقى «كاف» سريعاً من المؤتمر بعد أن هاجمهما صحفيون تونسيون واتهموا الكاف بالتواطؤ مع مازيمبى وتعيين حكم مطعون فى نزاهته لإدارة مباراة الذهاب. واعتبر ماهر الكنزارى، المدرب المساعد للترجى، فى المؤتمر الصحفى أن فريقه هو «البطل الحقيقى» فى هذه المسابقة، وقال إن اللقب «سرق» من ناديه منذ مباراة الذهاب بسبب انحياز التحكيم.
وأكد أن طرد أيمن بن عمر، لاعب الترجى، فى الدقيقة 24، بعد بصقه على لاعب مازيمبى أدى لتغيير سير المباراة، وأقر بأن لاعبيه أصيبوا بالإحباط وفقدوا معنوياتهم عند قبولهم هدف التعادل قائلاً: «الإرهاق الذهنى أخرج اللاعبين من المباراة»، ولكنه أشاد بالأداء الجيد للاعبيه فى مختلف مباريات البطولة «رغم صغر سنهم»، مشيراً إلى أن معدل أعمار لاعبى الفريق لا يتعدى 20 عاماً وأن أمامهم مستقبلاً واعداً. وقال فوزى البنزرتى، المدير الفنى للترجى، فى تصريحات أدلى بها خارج المؤتمر الصحفى إن التتويج فى المسابقات الأفريقية، لا يكون دائماً للأفضل، مشيراً إلى أن «المهزلة التحكيمية» للقاء الذهاب حرمت فريقه من اللقب. من جانبه، أكد الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم أن فريق مازيمبى حقق رقماً قياسياً باحتفاظه بلقب بطولة دورى أبطال أفريقيا للمرة الثانية فى تاريخه، بعد أن فاز بالبطولة عامى 1967 و1968، وبالتالى فإن هذه المرة تعد هى المرة الثانية التى يتمكن فيها من الحفاظ على لقبه.
وأوضح الموقع الرسمى للفيفا أن الأهلى سبق له أن احتفظ باللقب عامى 2005 و2006، وأيضاً أنيمبا النيجيرى عامى 2003 و2004. ويواجه مازيمبى الكونغولى نظيره باتشوكا المكسيكى بطل الكونكاكاف فى الدور ربع النهائى من بطولة العالم للأندية التى تقام من 8 إلى 18 ديسمبر المقبل، فى العاصمة الإماراتية أبوظبى.
وفى حال نجح مازيمبى فى تخطى باتشوكا سيلتقى فى نصف النهائى مع إنترناسيونال بطل كوبا ليبرتادوريس الأمريكية الجنوبية. وسينال صاحب المركز الأول خمسة ملايين، مقابل أربعة للثانى، و2.5 للثالث، ومليونين للرابع، و1.5 للخامس، ومليوناً للسادس ونصف مليون للسابع والأخير.