تجمهر عدد من أهالى العباسية أمام مستشفى دار الشفاء، معترضين على نقل جثة المواطن حسين فرغلي، من مشرحة المستشفى إلى مشرحة زينهم، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة داخل قسم شرطة الوايلي، حسب قولهم.
وقال الأهالي، إن الواقعة بدأت فجر الأربعاء، بعدما داهمت قوات الأمن الورشة الخاصة بالقتيل بزعم اختطافه لصاحب قطعة الأرض الملاصقة للورشة.
وقالت ابنة القتيل، رحمة حسين، إن الورشة محل خلاف بين والداها وأحد أصحاب الأرض، الذي أصر أكثر من مرة على تركهم للمكان مقابل مبلغ زهيد، موضحة أنه منذ 4 أيام هاجم عدد من البلطجية مسلحين بأسلحة بيضاء، والداها، لاجباره على التنازل عن قطعة الأرض، لكن شباب الحي تصدوا لهم- وهو ما أكده الأهالى المتجمهرين- مشيرة إلى أن الأسرة حررت حينها محضرًا ضد صاحب قطعة الأرض بقسم الوايلي، إلا أن الضابط «ن.ن» والذى تتهمه الأسرة بقتل عائلها- حسب رواية ابنة القتيل- أجبرهم على التصالح، مهددا إياهم بتحرير محضرًا ضدهم يتهمهم فيه بسرقة مبالغ مالية من صاحب الأرض.
وأوضحت «رحمة»، أن الشرطة اقتحمت الورشة فجر الأربعاء، واقتادت والداها بالقوة دون أذن نيابة لقسم شرطة الوايلي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
وحصلت «المصري اليوم»، على مجموعة من الفيديوهات التي توضح تعدى رجال الشرطة على القتيل وأسرته أمام الورشة بالعصي والشوم، وكيل السباب له ولزوجته وابنه الشاب، وأظهر أحد المقاطع استنجاد القتيل بأهالى الحى لإنقاذه من قوات الأمن، التي استخدمت مبيد حشري وقطع حديدية لإرهابه واقتيادة إلى سيارات الشرطة بعد سحله على الأرض.
وأظهر الفيديو، صراخ ابن القتيل خوفا على والده ووالدته، جراء محاولة الشرطة اقتيادهم، وقال ابن القتيل للشرطة: «مش معاكوا إذن نيابة، هتخدونا بلطجة ولا إيه»
فيما أشار التقرير المبدئي الصادر من مستشفى دار الشفاء بالعباسية، وحصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، أن جثة القتيل وصلت المستشفى صباح الأربعاء، وبها مجموعة من الكدمات والسحجات التي ربما تكون سببًا للوفاة
وقال إمام فرغلي، شقيق القتيل، إن القتيل تفاوض عام كامل مع صاحب الأرض للحصول على مبلغ مناسب للتخلى عن المكان، وهو ما قوبل بالمماطلة، وزعم شقيق القتيل أن صاحب قطعة الأرض هددهم بعلاقاته مع ضابط مباحث القسم، مشيرا إلى أن صاحب الأرض يستأجر من والد ضابط المباحث، عضو مجلس الشعب عن دائرة باب الشعرية «ن.ب.ح»، محلا ببرجه السكني.
وأرسل شقيق القتيل، مجموعة من التلغرفات حصلت «المصري اليوم»، على نسخة منها باستغاثة لكلا من وزير الداخلية والنائب العام ووزير العدل، مبديا تخوفه من ضياع حق شقيقه القتيل، قائلا: «شكلهم بيطرمخوها وعمالين كل شوية يبعتوا مرسال لإرهابنا، بس إحنا مش هنسيب دمنا يروح هدر».
وتواجد عدد من قيادات قوات الأمن بالمكان، للتفاوض مع أسرة القتيل لنقله إلى مشرحة زينهم، وسط احتجاج الأهالى الذين وصفوا القتيل بحسن السمعة والالتزام الإخلاقى، وأكد عدد منهم تواطؤ رجال الشرطة مع صاحب الأرض.
وقال أحد الأهالي، إن الشرطة تعدت بالضرب المبرح على القتيل وزوجته وابنه الشاب، على مرأى ومسمع من أهالى الحى، قائلا: «وبعد كام ساعة جالنا خبر الحاج حسين».
وأوضح مصدر أمني، تواجد في محيط المكان- رفض ذكر اسمه- أن القتيل اختطف صاحب قطعة الأرض، وأن الشرطة داهمت الورشة تنفيذا للقانون دون تعدى على الضحية، رافضا التعليق على الفيديوهات قبل استكمال التحقيقات من جانب النيابة العامة.
وأشار المصدر، إلى أن النيابة تتحفظ على زوجة القتيل وابنه، موضحا أن الشرطة اتهمتهم بالتعدى على قوات الأمن ومقاومة السلطات، ما نفته ابنة القتيل «رحمة حسين» بشكل كامل.