قل «فن التقاط القفل» ولا تقل «تطفيش القفل»، إنه المعنى الأساسى الذى حرصت الأمريكية ساندرا دى لوزا على إبرازه من خلال معرضها الفنى فى القاهرة، الذى أقامته الأسبوع الماضى فى مركز «درب 1718».. المعرض لم ينته بسفر صاحبته، حيث تركت وراءها الأدوات التى تشرح عليها فكرتها مصحوبة بتحذير لزوار المعرض من الاستخدام الآخر لفن التقاط القفل، أو حسب ما قالت: «ليس بالضرورة أن يكون الغرض من فتح القفل هو الدخول.. ربما يكون للخروج من أسر ما». وتكمل الرسالة: «فن التقاط القفل حرفة قديمة، فقد تم العثور على أول قفل فى التاريخ قبل 4 آلاف عام واكتشفنا أنه مصمم بالطريقة نفسها التى تصمم بها الأقفال اليوم، وإذا اعتبرنا أن فن التقاط القفل هو فن فك الحواجز الاجتماعية والمادية باستخدام أدوات بدائية، فإن الفنانين فقط هم من يفلحون فى فتح الأقفال».
كثير من زوار المعرض لم ينتبهوا للفرق بين الفن الذى تحاول الأمريكية إيصاله، واعتبروا المعرض ملائماً لـ«الصوص»، حيث يعلمهم فتح القيود والكوالين دون كسرها وبخطوات بسيطة، ومبررهم فى هذا الاعتقاد تلك الأدوات المستخدمة فى فك الأقفال، والتى عرضها المعرض، وهى مجموعة من الكوالين والأسياخ والسكاكين مرفقة بكتالوج يشرح خطوات فك القفل.
الزوار لم يخفوا دهشتهم من المعرض وفكرته وأدواته، وعبروا عن هذه الدهشة بعبارات من عينة: «هما بيعلمونا السرقة ولا إيه؟.. مش إحنا اللى يعلمونا التطفيش.. ده احنا اللى بدعناها».
لم يتسن لساندرا شرح فكرتها قبل مغادرة القاهرة، لكن معتز نصرالدين، مدير «درب 1718» تولى المهمة نيابة عنها، وقال: «الرسالة الحقيقية من المعرض وفكرة ساندرا هى أن يفتح المواطن ذهنه المغلق ونفسه للحياة، وسيكولوجيا عندما يفتح الإنسان شيئاً مغلقا مثل القفل بعد محاولات كثيرة دون أن يحطمه يشعر بالسعادة وتزيد ثقته فى نفسه ويتدرب على فك القيود».