قال الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم /الثلاثاء/ إن زيارته إلى بريطانيا، تأتي ضمن الجهود المبذولة للتعريف بالفرص الاستثمارية بمنطقة قناة السويس، وعرض الإمكانيات والمميزات الاقتصادية للاستثمار وفرص التوسع المستقبلي لأي شركة.
وأوضح درويش، في تصريح لوكالة «أنباء الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي ضمن مجموعة من الزيارات لمجموعة دول للتعريف بالفرص الاستثمارية الموجودة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتضم الجولة (طوكيو باليابان، ثم في سول بكوريا، مرورا بالولايات المتحدة الأمريكية في شيكاغو وواشنطن، وأيضا زيارة أخرى في باريس في شهر مارس الماضي).
وأضاف أنه سيحضر الأربعاء إفطار عمل ينظمه مجلس الأعمال «المصري- البريطاني»، وغرفة التجارة «المصرية- البريطانية»، بالإضافة إلى مجموعة لقاءات ثنائية- خلال الأيام الثلاثة المقبلة- لقاء مع وزير النقل البريطاني، لافتا إلى أن المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، جيفري دونالدسون، سيحضر جزءا كبيرا من هذه اللقاءات.
وأكد «درويش» أن وفودا اقتصادية ستزور مصر خلال الأسبوع المقبل من (المجر، والسعودية، والبحرين)، بالإضافة إلى الوفود التي سبق زيارة المنطقة الاقتصادية للحوار حول الفرص الاستثمارية وبلغت 19 دولة، منها الصين، وروسيا، وإيطاليا.
ولفت «درويش» إلى زيارة رئيس الوزراء البريطاني، على رأس وفد من الشركات البريطانية في شهر فبراير الماضي إلى المنطقة الصناعية في قناة السويس، وأنه أعرب عن رغبة في استكمال المناقشات ومقابلة عدد أكبر من الشركات في بريطانيا، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات البريطانية في مصر هو الأعلى طبقا للأرقام بما يعكس بداية طيبة لمزيد من تعزيز العلاقات مع الشركات البريطانية.
وقال «درويش»، إنه قام بزيارة سريعة أمس إلى جنيف بسويسرا، قبل وصوله إلى لندن، عقد خلالها لقاء هاما مع رئيس شركة (إم إس سي)، وهى أحد أكبر شركات الشحن والبواخر في العالم، مضيفا أنهم لديهم أفكارا طيبة ويرغبون في الاستثمار في منطقة قناة السويس.
وحول الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات البريطانية في منطقة قناة السويس، وأهمية الاستفادة من الخبرات البريطانية، قال درويش: «التواجد في بريطانيا له عدة أبعاد منها الخبرات القانونية الموجودة، متمثلة في المكاتب القانونية المختصة بتنظيم العمل في الموانئ، والإجراءات المنظمة»، مشددا على حاجة مصر للاستفادة من هذه الخبرات.
وقال «لندن عاصمة المال، بما تضمه من مؤسسات مالية قوية»، مبينا حاجة المنطقة الاقتصادية ليس فقط للخبرة، ولكن للتمويل، في ظل امتلاك 461 كيلومترا من الأراضي وستة موانئ- تعادل ثلثي مساحة سنغافورة- وهي مساحة ضخمة تعكس أصولا ثرية، بحاجة إلى إدارة قوية تدر الدخل.. وتابع «نحن بحاجة أيضا إلى مشاريع البنية الأساسية، وشركات لديها الخبرة في البنية الأساسية الذكية وليست البنية الأساسية التقليدية».
وقال رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس: «الشركات البريطانية لها استثمارات كبيرة في مصر وقد تتوسع في هذه الاستثمارات، والتوسع الطبيعي لها سيكون في قناة السويس، ليس فقط بسبب الموقع الاستراتيجي الذي لا مثيل له، ولكن أيضا بسبب توافر الأيدي العاملة».
وأكد «درويش» أنه «لدينا من المميزات ما يجعلنا مكانا يتجه إليه أي توسع مستقبلي لأي شركة لها رغبة في ذلك. فموقع قناة السويس والإمكانيات المتاحة يؤهلنا في الحقيقة أن نكون مثل سنغافورة وكمثلث شنغهاي وهونج كونج وبنما.»
وقال «نأمل في استقطاب أحد المصانع المحورية، أو ما يعرف باسم المناطق المتكاملة مثل صناعة السيارات أو الأدوية أو ملابس أو الأدوات الرياضية».
واعترف درويش، أن التباطؤ الاقتصادي في الصين، أثر على حركة التجارة والاستثمارات وحركة الحاويات ليس فقط في منطقة قناة السويس ولكن في العالم أجمع، موضحا أن هناك شركات كان لديهم نيات توسعية، ودفعها التباطؤ الصيني إلى تجميد هذه التوسعات المستقبلية.
وبشأن رؤيته لمنطقة قناة السويس بعد خمس سنوات، قال «درويش» إنه يرى أن الأمور ستكون مختلفة تماما، وخاصة بعد الانتهاء من الأعمال والمشاريع الجارية في المنطقة، وخاصة الأنفاق.