تعرف تغير المجتمع والناس على مر السنين من تغير كلماتهم ومصطلحات خطابهم؛ ولقد تغير مجتمعنا فى السنوات الأخيرة تغيراً ظاهراً ملموساً، تعرفه فى مفردات الخطاب ومحدثات القول.. فمثلاً فى مجال كرة القدم كنا نشير إلى من يقوم بتدريب فريق الكرة بـ«المدرب»، فصار اليوم «مديراً فنياً» بكل ما فى الكلمة من أبهة هى كاذبة.. كنا نقول يرتدى اللاعب «فانلة»، فصارت الفانلة «قميصاً»!.. عبارة «الوقت الضايع» الخفيفة الظريفة التى قالها لطيف، وليس يخفى على أحد معناها، صارت لدى بعض المعلقين «الوقت المحتسب بدلاً من الضائع»، وكأننا نحتاج تعريفها باسمها الخماسى.. كذلك قال بعضهم «صافرة» الحكم، ظناً منه أن «صفارة» كلمة عامية، بينما هى عربية فصحى، فهى اسم آلة على وزن فعّالة.. التعادل «صفر- صفر» أمسى تعادلاً سلبياً، والفوز ٣- صفر مثلاً صار فوزاً بثلاثة أهداف «دون رد»!!، وغيره!!. وفى حياتنا اليومية لم تسلم لغتنا من الأذى.. فقد تفردنا دون شعوب العالم فى نطق لفظ «جزمة» على استحياء مشفوعاً بكلمة «لا مؤاخذة»، وفى الغالب نستبدل به كلمة «شوز»!. ولست أعلم شعباً غيرنا نطق الحذاء بلغة أخرى غير لغة لسانه تعففاً.. أخيراً صار العاطل عن العمل ناشطاً سياسياً أو حقوقياً، وأرباب المعاشات خبراء استراتيجيين أو أمنيين أو محللين سياسيين أو عسكريين، وصار السادة الوزراء أبناء الشعب العامل، معالى الوزراء.. وكثير آخر لا يتسع المقام لحصره!!.
دكتور يحيى نور الدين طراف
